الصفحة الرئيسية / الصحوة الاسلامية / الخبیر الستراتیجی بسام أبو عبد الله : السعودیة لا تتمتع بإجماع عربی ولا إسلامی والنظام الترکی یعیش فی أزمة

الخبیر الستراتیجی بسام أبو عبد الله : السعودیة لا تتمتع بإجماع عربی ولا إسلامی والنظام الترکی یعیش فی أزمة

وحول زیارة رئیس الوزراء الترکی أحمد داوود أوغلو إلى طهران والتغییر الذی یمکن أن یطرأ على الملف السوری بعد هذه الزیارة ، قال الدکتور بسام أبو عبد الله : "أعتقد أن الملف السوری کان على رأس أجندة هذه الزیارة ، خاصة و أن أنقرة تأمل بالخروج من العزلة التی وضعت نفسها بها ، و التی  أصبحت على مستوى الداخل الترکی نتیجة الاضطراب الداخلی الذی بدأ یضرب أرکان الحیاة فی ترکیا سواء فیما یتعلق بتراجع المستوى الدیمقراطی إلى حد کبیر أو الهجوم على الإعلام ومصادرة الکلمة فی ترکیا، وبالتالی النظام الترکی أصبح مأزوماً إلى حد کبیر وعلى الصعید الإقلیمی أیضاً حیث تحولت ترکیا إلى بلد أصبح مداناً بدعم الإرهاب والمجموعات الإرهابیة ، فهل ترید أنقرة الخروج من کل هذا عبر بوابة طهران؟" .

وأضاف الدکتور أبو عبدالله : "أعتقد أن الإیرانیین کانوا واضحین فیما یتعلق بهذه المسألة وهذا قد ینعکس على تکثیف المسار السیاسی فی جنیف ولا أظن أن أنقرة فعلاً جادة خاصة أنها وعدت طهران فی أکثر من مرة ، ولم یوفوا بوعودهم" .
واعتبر هذا الخبیر الستراتیجی أن "السعودیة تبحث عن اضطرابات تحدث فی المنطقة ، لکنها أیضاً ستُعزل إذا استمرت بهذه السیاسة الخارجیة على صعید المنطقة ، کمن یصرخ لوحده وهو مهزوم ومأزوم ، فهی (السعودیة) مهزومة فی الیمن من دون أی مخارج سیاسیة ، و تورطت فی قتل الشعب الیمنی بعدوان إجرامی، وهی أیضاً متورطة فی سوریا وستهزم فی سوریا إن شاء الله وفی البحرین وأکثر من مکان على صعید العالم العربی" ، لافتاً الى أنه "إما أن یعدّل النظام السعودی نفسه أو أن یکمل النهایة حتى الهزیمة الکاملة له وقد یؤدی ذلک إلى سقوطه إذا ما استمر بهذه العقلیة خاصة وأنه یعتقد - وهذا وهم آخر یعیشه النظام السعودی -  بأن تحالفه من «إسرائیل» الذی کان سریا وتحول إلى علنی، یمکن أن یحمیه ویحمی العرش السعودی من السقوط إذا استمر بهذه السیاسیة" و مؤکداً "إن هذه السیاسة طبعاً حمقاء وتدل على إفلاس السعودیة وفضحها أمام الشعوب العربیة والإسلامیة" .
و لفت الدکتور بسام أبو عبد الله الی أن "محاولة تصعید الوضع فی المنطقة عبر الفتنة الطائفیة یتم إفشاله فی کل المرات خاصة وأن الکثیر من الدول الإسلامیة لا ترید الذهاب خلف السعودیة، فقد ثبت بأنها لا تتمتع لا بإجماع عربی ولا إجماع إسلامی کما کانت تدّعی دائماً وبأن کل هذه العنتریات ومحاولات إظهار القوة، أثبتت فشل النظام السعودی وسقوط سیاسته الخارجیة بشکل کبیر جداً وهذا یجعله یدفع أثمان کبیرة إذا لم یقتد بالنظام الترکی الآن لإیجاد مخارج لنفسه أولاً قبل أن یوجد مخارج للآخرین" .
وعن إمکانیة التعویل على مرحلة وقف إطلاق النار فی سوریا و التأسیس علیها لإیجاد مخرج للأزمة فیما بعد ، أوضح الدکتور أبو عبد الله : "ما من شک أن هذه المرحلة هامة على الأقل، للتأسیس على مراحل قادمة، إلا أنه غیر واضح حتى الآن فیما یتعلق باستمراریة الحرب ضد "داعش و النصرة" ، و أعتقد أن الأمر سیستمر وهذا واضح من الالتزام الروسی ومن قرار مجلس الأمن الذی ثبّت وقف الأعمال القتالیة" .
وأضاف : "لا أدری الآن إن کان هناک تحولات بعد زیارة رئیس الوزراء الترکی إلى طهران وفتح صفحة جدیدة، هل هو مؤشر بتحول فی الموقف الترکی؟" ، لافتاً إلى أنه "لا یوجد ثقة فی هذا الموقف الترکی بشکل عام لکن من الواضح أن الأطراف المعادیة لسوریا تبدو مأزومة للغایة ، سواء فیما یتعلق بمواقفها على صعید المنطقة، أو فیما یتعلق بواقع هزیمتها على صعید ما یجری فی سوریا وما یجری فی أکثر من مکان فی العالم العربی والإسلامی، لذلک لا ندری حتى الآن ما هی الخطوات التالیة" .
و قال الدکتور أبو عبد الله : "إن ما یجری الآن یدل بالتأکید على أزمة القوى الأخرى، خاصة وأن وضع "داعش والنصرة" یعنی وضع الأدوات الأکثر شراسة بید هذا المشروع، تحت الضرب، وبالتالی تحت التصفیة فی المستقبل وإنهاء هذا المشروع وهذا ما یعنی أیضاً خسارة هذه الدول التی مولت الجماعات الإرهابیة بملیارات الدولارات" ، مضیفاً: "أعتقد أن الأمور ستسیر بمسار الاتجاه السیاسی وهذا الأمر بدا واضحاً لیس فقط من خلال التأکید الروسی على ذلک إنما أیضاً على الأقل ما نسمعه من تصریحات من قبل الأطراف الأوروبیة بأن المسار هو سیاسی ولا مخرج إلا عبر هذا المسار والأمور ستسیر باتجاه حل سیحقق مصلحة الشعب السوری ولیس مصلحة أطراف أجنبیة" .

وکالة تسنیم الدولیة للأنباء -

تحقق أيضا

«رأی الیوم» : ایران حققت اختراقا کبیرا عکس رسالة مهمة مزدوجة الى «اسرائیل» والسعودیة ودول خلیجیة

و کتبت "رأی الیوم" التی یراسها الصحافی العربی البارز عبد الباری عطوان فی مقال افتتاحی …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *