الصفحة الرئيسية / سیاسیة / سياسة إيران تقوم علي أساس الحوار والتعامل الودّي والأخوي لحل مشاكل المنطقة

سياسة إيران تقوم علي أساس الحوار والتعامل الودّي والأخوي لحل مشاكل المنطقة

جاء ذلك في سياق حوار شامل ومطول مع قناة «الميادين» أجراه الإعلامي غسان بن جدو، وتناول فيه مختلف المسائل المحلية والإقليمية والدولية، شدد فيه الدكتور لاريجاني علي أن إيران لا تعادي أحدًا من البلدان العربية أو الإسلامية.
وبحسب تقرير لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) من بيروت فقد أوضح الدكتور لاريجاني ردًا عن سؤال بالقول: 'ربّما في ما يتعلّق في سوريا، لدينا خلافات مع تركيا وهذا لا يعني أنّنا نعادي تركيا، نحن لدينا علاقات صداقة مع تركيا، ولدينا علاقات اقتصادية وبرلمانيّة ولكنّنا نختلف حول الموضوع السوري، وكل جهودنا لكي نحصر ونقلّل هذه الخلافات. حتي مع السعوديّة أيضاً نحن خلافنا مع السعوديّة عميق ولكن السعوديّة هي التي تشدّد هذا الخلاف، نحن نرغب في أن نتعامل تعاملاً أخويّاً مع السعوديّة التي هي بلد إسلامي، وفي بعض البلدان لا نري أي ذريعة وأي دليل لتأزيم العلاقات معهم وحتي أننا اتّخذنا خطوات لتصليح العلاقات وتعزيزها معهم، لأن إستراتيجيّة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي أساس العلاقات الأخويّة مع كافّة البلدان'.
وأعلن لاريجاني رفض إيران لأي نوع من التقسيم والتجزئة في دول المنطقة 'لأنه سيزيد من الأزمة'. وقال: 'تصوّروا بأن العراق إذا تقسّم إلي ثلاثة أو أربعة مناطق فهذه المنطقة التي توجد فهي تثير المشاكل في ما بينها، وأيضاً إن المشاكل هذه سوف تتعمّق'.
وأوضح أن مشكلة العراق هي مشكلة أمنيّة، وقال: 'لكن هذه المشكلة الأمنيّة هل تتعلّق بتقسيم العراق أو ترتبط بالخارج.. تعلمون بأن «داعش» دخل العراق من سوريا وأحدث هذه الأزمة. لذلك فإنه يجب حل هذه الأزمة بلوازمها وأدواتها، والتقسيم في العراق وسوريا سوف يشدّد الأزمة. وأعتقد أنه خلال نصف قرن في المستقبل، سوف تبقي المنطقة علي هذه الحال'.
ولفت إلي أن الحرب في سوريا طالت أكثر من الحدّ اللّازم، وأكد أنه كان بالإمكان حلّ الأزمة باتّفاق سياسي، لكن هناك بعض بلدان المنطقة تلعب دوراً في إطالة الحرب من خلال دعمهم للتيّارات الإرهابيّة وتربية المسلّحين والإرهابيّين، مشيرًا إلي أن بعض بلدان المنطقة الذين يستخدمون الإرهابيّين كوسيلة تكتيكيّة تسبّبوا في نشر ونمو التيّارات الإرهابيّة في المنطقة، مشيرًا إلي أن الإمكانات المتوفّرة لدي التيارات الإرهابية لم تصل من المرّيخ بل وصلت من بلدان المنطقة. مؤكدًا أن سبب إطالة الأزمة السوريّة يعود إلي الدعم الذي قدّمته هذه البلدان للتيّارات الإرهابيّة. مؤكدًا 'أن الولايات المتّحدة الأميركيّة وبعض البلدان الأوروبيّة وكذلك بلدان المنطقة مثل السعوديّة أيضاً، دعموا الإرهابيّين' مضيفًا بأن تركيا أيضاً دعمت التيّارات الإرهابيّة.
وأعرب لاريجاني عن اعتقاده بأن المفاوضات السياسيّة حول الأزمة السورية 'إذا كانت متناسبة مع تاريخ هذه الأزمة وتتعامل مع الأمور بواقعيّة فيُمكن الوصول إلي حلّ مشترك. ولكن إذا كانوا يبحثون علي استمرار الأزمة وكانوا يبحثون عن أهداف أخري فإن الأزمة سوف تستمر ولن تُحَل'.
وقال: 'يمكن حل المسألة السورية بأن تُحفَظ الحكومة والسلطة وألّا تنهار في سوريا وكافّة الذين يريدون أن يلعبوا دوراً في المستقبل السوري يجب أن يكونوا موجودين. وعلي أي حال هناك طوائف مختلفة في سوريا، ويجب أن نساعد في تعزيز الديمقراطيّة في سوريا. نحن نعتقد بأن ذلك ممكناً، ولا أحد يسعي وراء حذف الآخرين، وهذا هو خطأ برأيي طرحوه البعض ليثيروا المتاعب ويواصلوا الأزمة'.
وكشف لاريجاني عن أن الأميركيين عندما احتلّوا العراق طلبوا من إيران دعمهم مقابل تسليم السلطة للشيعة، 'ولكن إيران سعت إلي إشراك كافّة الطوائف السنّة والأكراد في السلطة، لافتًا إلي أن رئيس الجمهوريّة من الأكراد، ورئيس الوزراء من الشيعة ورئيس البرلمان هو من أهل السنّة، وكافّة الطوائف متواجدون في الحكم، وإقليم كردستان. فإذاً نحن نعتقد بنظريّة الوفاق الوطني، وكذلك في سوريا'.
وعن مزاعم الطرف الآخر بأنه مع الحريات في سوريا ويريد تغيير النظام الذي يصفونه بالشمولي الديكتاتوري، إلي نظام ديمقراطي جديد.ويشترطون تنحّي الرئيس الأسد، أجاب لاريجاني: 'نفس هذا الفكر هو ديكتاتوريّة دوليّة، فإن بلدان من خارج بلد يجلسون ويقولون بأن هذا رئيس يجب أن يرحل، فمن أين جاءت مشروعيّة هذا الفعل... هذا هو سلوك بحد ذاته سلوك ديكتاتوري'، مشددًا علي أن اختيار الرئيس في سوريا هو من حقّ الشعب السوري وليس من اللجنة الأميركيّة والروسيّة والسعوديّة.. نحن لا نقبل بهذا السلوك، لكن إذا قال الشعب السوري يجب ألّا يكون الرئيس الأسد فلا بأس بذلك'.
وردًا عن سؤال آخر شدد الدكتور لاريجاني علي أن موضوع أن يبقي الرئيس بشّار أو لا يبقي يجب ألا يبحث به أحد. موضحًا أن إيران لا تعارض أن يتم تشكيّل حكومة وطنيّة في سوريا خلال 18 شهراً وتُجري انتخابات رئاسيّة، لكن 'هذا لا يعني بأن الرئيس بشار الأسد لا يشارك بالانتخابات المستقبليّة. الرئيس بشّار الأسد مثل باقي المواطنين لديه الحقّ بالمشاركة في الانتخابات، وإذا قبله الشعب فهو سيبقي'.وأعلن أن الأولوية في مجلس الشوري علي المستوي الداخلي هي دعم الحكومة في مواجهة التحديات الراهنة وخاصة في الجانب الاقتصادي.وعلي المستوي الخارجي فإن الأمور المتعلّقة بالمنطقة والتحدّيات التي تواجهها، في العراق وسوريا وفي أفغانستان، والتيّارات الإرهابيّة التي أحدثت تحدّياً كبيراً لمنطقة، هي جزء من أولويّات عمل المجلس.
وأشار إلي أن الاتفاق النووي هو من الأولويات المهمة، لافتًا إلي أن هذا الاتّفاق لم يُنفّذ بشكل كامل لحد الآن، وبعض بنوده لم تتحقّق، مشددًا علي ضرورة انجاز هذه البنود، وقال: 'إن النقاط التي تؤمّن مصالح البلاد الهامّة، هي بالنسبة لنا أولويّة ومهمّة، ونحن سوف نركّز علي تلك النقاط، وكافّة الأجنحة الداخليّة في البرلمان تولي أهميّة وتتّفق مع هذه النقاط'.
ولفت إلي أن وزير الخارجية الأميركي جون كري قال بأن البنوك عليهم التواصل مع إيران، ولكن في الجانب السياسي ربّما يصدرون بياناً وفي الخفاء يفعلون ضدّه.. كان مقرّرًا أن تتمّ أفعال اقتصاديّة في هذا المجال، لكنها لم تتّم، مشيرًا إلي قرارات تم اتخاذها لمتابعة هذه الأمور، وقال:' أعتقد بأن الأمور إذا لم تُحلّ فإنها سوف توجد مشكلة بالنسبة لهم'. معتبرًا أن عدم حل هذه الأمور يعني أن أميركا لم تلتزم بنص الاتّفاق وربّما لا تريد تنفيذ الاتّفاق، مشيرًا إلي أن إيران تسعي لحلّ الأمور وفق القنوات التي تمّ الاتّفاق عليها في الاتّفاق.
وردًا عن سؤال أعلن رئيس مجلس الشوري الإسلامي أنه ليس لديه أي برنامج للترشح لرئاسة الجمهورية الإسلامية العام المقبل.
وعن الجهة المسؤولة عن انهيار أسعار النفط، أجاب لاريجاني: 'من الواضح أن السعوديّين ارتكبوا أخطاء كبيرة في هذا المجال، وتسبّبوا بانهيار أسعار النفط بأدلّة مختلفة. وأتذكّر بأننا في ذروة المفاوضات النوويّة سعي السعوديّون لعرقلة هذه المفاوضات وخفض أسعار النفط، مؤكدًا أن انخفاض أسعار النفط أثّرت بشكل أكبر علي السعوديّة وعلي باقي الدول، وقال: 'نحن استطعنا أن ندير خسارتنا لأننا لدينا صادرات غير نفطيّة، تبلغ تقريباً حوالي ٥٠ مليار دولار... هذه المشكلة اختلقها السعوديّون'.
وعن مزاعم البعض بأن إيران تريد التخريب والتوتير وتغيير الأنظمة والإتيان فقط بحلفائها وأصدقائها، سأل لاريجاني: 'خلال الـ٣٥ عاماً التي انتصرت فيها الثورة، هل شوهِد عدوانٌ من قبلنا علي جيراننا، أو مثلاً قصفنا بلداً أو بلدان الخليج الفارسي؟ هل اعتدينا علي أحد؟ هل نحن هاجمنا العراق أم العراق هاجمنا؟'.
وأكد لاريجاني أن الثورة الإسلامية في إيران لم تحدث لكي نعتدي علي جيراننا. بل جاءت لكي تعزّز الوحدة الإسلاميّة. لافتًا إلي أن مبادئ الدستور الإيراني تركز بشكل واضح علي الوحدة الإسلاميّة، وأن الإمام الخميني (رض) شدد علي أهميّة الوحدة الإسلاميّة، وكان يحذر الشيعة والسنّة من التفرقة والنزاع بينهم.
وأضاف بأن من المواد الأساسية في الدستور دعم المستضعفين وخاصّةً الشعب الفلسطيني، ولذلك منذ بداية الثورة وقفنا الي جانب الشعب الفلسطيني، ولكن البلدان العربيّة ماذا فعلت لفلسطين؟ نحن نقدم الدعم لحزب الله وفلسطين لأنّنا رأينا بأن الصهاينة بكل وقاحة احتلّوا لبنان وهذه خيانة للأمّة الإسلاميّة.. نحن دعمنا حزب الله والمقاومة اللبنانيّة ودعمنا الشعب اللبناني لكي يدافعوا عن أنفسهم، واليوم حزب الله هو خندقٌ مهم للدفاع عن لبنان، وكذلك دعمنا حماس والجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني وهم من أهل السنّة وهم إخواننا. وحين اجتاح العراق الكويت، وقفنا الي جانب الشعب الكويتي رغم علمنا بأن الكويت دعمت صدام بكل أشكال الدعم في الحرب علي إيران.
وقال، في حرب الـ٣٣ يوماً نحن دعمنا حزب الله في مواجهة العدوان الصهيوني، وحينها قالت السعوديّة 'هذه هي حرب بين الشيعة والسنّة ونحن لا نتدخّل فيها'، والسعوديّون لم يساعدوا بل دعموا الكيان الصهيوني، ونحن لدينا معلومات بأن السعوديّة في حرب تمّوز بعثت بمعلومات استخباراتيّة الي الكيان الصهيوني.. وهذا ثابت بالنسبة لنا.
وتابع لاريجاني يقول، وحين شن العدو الصهيوني حرب ٢٢ يوماً علي غزّة، ووقفنا الي جانب حماس ودعمناهم عسكريّاً، وأعلنا عن ذلك ولم نخفِ، وفي ذلك الوقت قال السعوديّون 'هذه الحرب هي حرب الفرس، وحرب إيران'، لم يتمكّنوا من القول بأنها 'حرب الشيعة والسنّة'، لأن حماس من إخواننا السنّة. معتبرًا أن السعوديين كانوا يبحثون عن ذريعة لكي يتخلوا عن مسؤوليّتهم.
وقال، في سوريا أحدثوا أزمة بزعم أنه لا توجد فيها ديمقراطيّة، 'هل حقّاً في سوريا لا توجد ديمقراطيّة وفي البحرين توجد ديمقراطيّة؟ وهل هناك ديمقراطية في سائر بلدان الخليج الفارسي؟ مشيرًا إلي أن الأحري بالشخص أن يتكلّم عن الديمقراطية أن يكون هو يرفع شعار الديمقراطيّة ويطبقها.. وهؤلاء هم أصبحوا قلقين علي ديمقراطيّتهم في سوريا، لماذا؟ لأن سوريا هي في مقدّمة محور المقاومة، وحاولوا أن يثيروا الأزمة في داخلها، وهذا يعود بالنفع الي 'إسرائيل' بالطبع.
وإذ أشار إلي ما قاله بعض رؤساء البلدان العربيّة بأن القضيّة الفلسطينيّة قضيّة عربيّة لا يحقّ للآخرين التدخّل فيها، سأل لاريجاني: 'إذا كانت قضيّة عربيّة فلماذا لا تنجزون أي عمل لأجلها؟'، مؤكدًا أن فلسطين قضيّة إسلاميّة وقضيّة إنسانيّة لا تنحصر بالعرب، وقال: 'إذا كانت قضيّة عربيّة فتفضّلوا حلّوا هذه المشكلة.. إذا تعتبرون أنفسكم بلدانًا غنيّة ومهمّة ولديكم صواريخ ولديكم قوي عسكريّة تفضّلوا وحلّوا هذه المشكلة، لماذا لا تتّخذوا أي خطوة؟ لماذا تذلّون الفلسطينيين؟
وأضاف: 'في موضوع البحرين هل نحن تدخّلنا أم السعوديّون تدخّلوا؟ هل نحن أرسلنا دبّاباتنا الي البحرين أم السعوديّون؟ هل نحن أرسلنا قوّاتنا العسكريّة الي البحرين؟ فما هي المشكلة، في البحرين هناك تركيبة شيعيّة وسنيّة، الشيعة والسنّة يريدون أن يعيشوا الي جانب بعضهم كما عاشوا بهناء وبسلام لسنين طويلة، وهم يبحثون عن ديمقراطيّة'، معتبرًا أن السعوديين أثاروا موضوع الشيعة والسنّة في البحرين لمنع إقرار الديمقراطيّة فيها.
وسأل: 'هل نحن تدخّلنا في اليمن أو البلدان الأخري هي التي أثارت الحروب في اليمن؟ البلد الذي يقصف اليمن منذ سنة هو الذي يتدخل في اليمن تدخّلاً صارخًا، نحن لم نتدخّل في اليمن، حتي قلنا عدّة مرّات سواء في الملفّ السوري واليمن، يجب أن يُحلّ سياسيّاً'.
وعن الكلام القائل بأن إيران تريد أن تهيمن علي المنطقة، وأيضاً تفكّر مذهبيّاً، لمصلحة الشيعة علي حساب السنّة. أجاب لاريجاني: يقولون إننا ندعم حزب الله لأنه شيعي، ودعمنا الحشد الشعبي لأنه شيعي. نحن ألَم ندعم حماس، هل هؤلاء شيعة؟ ألم ندعم الجهاد الإسلامي في فلسطين، هل هؤلاء شيعة؟ نحن في العراق دعمنا التيّارات السنّيّة.. أهل السنّة في العراق الذين يقاتلون يعلمون جيّداً مَن دعمهم في حربهم ضدّ 'داعش'، لدينا اتّصالات معهم ونحن دعمناهم، كما دعمنا الحشد الشعبي أيضاً دعمنا هؤلاء.. ومن الذي دعم الأكراد كانوا يسقطون أمام 'داعش'؟ اسألوا السيد البارازاني عمن دعمهم.. نعم نحن دعمنا الأكراد، دعمناهم في الوقت المناسب ومنعنا سقوطهم، هل الأكراد هم شيعة؟
وعن أزمة الحج التي افتعلها آل سعود، قال الدكتور لاريجاني: أنا أعتقد بأن هذا من الأخطاء الأخري التي ارتكبها السعوديّون أيضاً، أي أنه باعتبارهم الحجّاج ضيوف، يجب أن يوفّروا لهم كافّة الإمكانات اللّازمة. في السنة السابقة قُتِل آلاف الحجّاج وحاولوا إخفاء هذا الأمر لكنهم لم يتمكّنوا'.
أضاف: 'الي حين أن يتوفّر أمن الحجّاج وإذا لم يُحفَظ إحترامهم فلا يمكن إقامة الحج. نحن سعينا كثيراً لأن نصل الي اتّفاق مع السعوديّين، وقبل أيّام كان أصدقاؤنا هناك وتفاوضوا معهم، ولم نلمس من السعوديّين أي إمكانيّة لتوفير أمن حجّاجنا.. هذه هي نقطة سوداء تسجَّل في سجل السعوديّين بالنسبة الحج، ونأمل في السنوات القادمة أن تتحسّن الظروف.
انتهي *(4)* 381*2344


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *