
و اضاف تشومسکی الذی یحل ضیفاً علی مشاهدی المیادین من خلال وثائقی من ثلاثة أجزاء بانه ربما لا تعترض الولایات المتحدة الأمیرکیة أو المملکة المتحدة أو فرنسا علی الإسلام الرادیکالی، وقد تکون المملکة العربیة السعودیة أکثر الدول الإسلامیة رادیکالیة وهی تقوم بدور بطولی بنظر تلک الدول علما أنها تعمل علی نشر نفوذها من خلال المال.
و صرح المفکر والفیلسوف الأمیرکی بان أمام العالم خیارین، إما الاستسلام لفقدان الأمن وما یعنیه ذلک من أن الأمور ستصبح أسوأ أو تحسین الوضع مشیراً إلی أن نشاط الاستعمار مستمر لکن الشعوب المحلیة یصعب علیها توجیه أصابع الاتهام إلی المسبب الحقیقی للمجازر التی حصلت عبر التاریخ.
و اضاف بان الولایات المتحدة بعد الحرب العالمیة الثانیة کانت تتمتع بقوة هائلة فوضعت خطة دقیقة لإدارة النظام العالمی حیث أعطت لکل منطقة من العالم وظیفة خاصة بها، مضیفاً أن العالم یتبدل حیث إن “الولایات المتحدة فی تراجع منذ أربعینیات القرن الماضی بعد أن کانت تملک نصف ثروة العالم وتتمتع بموقع أمنی متفوق وتسیطر علی نصف الکرة الأرضیة والمحیطین”.
تشومسکی رأی أن الربیع العربی هو المرحلة التمهیدیة لما کان یحصل فی أمیرکا اللاتینیة فی السنوات العشر الماضیة مشیراً إلی أنه لو اتخذ الاتجاه عینه لتغیر النظام العالمی بأسره ولهذا السبب تسعی الدول الغربیة جاهدة للحؤول دون حصوله”.
تشومسکی أشاد بتجربة تونس ومصر علماً أن الصورة لم تنجل فی الأخیرة معتبراً أنه رغم المشاکل والاضطرابات الکثیرة تم تحقیق کثیر من الإنجازات لکن الغرب والولایات المتحدة کانا فی حالة من الرعب التام أمام تلک التطورات.
ولفت تشومسکی إلی أنه کان من المستحیل بالنسبة إلیهم القبول بنشوء دول دیمقراطیة حقیقة فی المنطقة قائلاً إن السبب الکامن وراء ذلک یسهل إیجاده فی استطلاعات الرأی قبیل انطلاق الربیع العربی. ولفت إلی استطلاع للرأی وصفه بـ”الهام جداً” یعود الی عام 2010 وهو “یبین بشکل دقیق لماذا لا یتقبل الغرب نشوء دیمقراطیة فی هذه المنطقة حیث اعتبر 80% من السکان أو أکثر أن الولایات المتحدة وإسرائیل هما الخطر الأکبر الذی تواجهه المنطقة فیما لم یعتبر سوی 10% أن إیران هی مصدر الخطر“.
وقال تشومسکی “إن عدداً کبیراً من الناس یعارض السیاسة الخارجیة الأمیرکیة وتعتبر أکثریة سکان المنطقة أن الوضع سیکون أفضل إن کانت إیران تمتلک أسلحة نوویة تحقق توازن قوی مع الولایات المتحدة. فإذا ظهر فی المنطقة حکم دیمقراطی فعال، سیتمتع الرأی العام بتأثیر ما علی السیاسات الموضوعة.
وبالتالی علی الولایات المتحدة القیام بکل ما بوسعها للتقلیل من إمکانیة ظهور دیمقراطیة فی الربیع العربی. لذلک یلاحظ أنه فی البلدان التی تهتم بشؤونها الولایات المتحدة الأمیرکیة وهی الدیکتاتوریات النفطیة، لا تظهر أی ثورات”. واضاف “قد ترتفع أحیاناً بعض الأصوات غیر أنها سرعان ما تقمع”.
وعن الصراع العربی الاسرائیلی استبعد نعوم تشومسکی أن تعید اسرائیل الأراضی المسلوبة إلی الفلسطینیین ما دامت الولایات المتحدة الأمیرکیة تدعمها وتحصل علی ما تریده“. وقال تشومسکی “ما دامت تستطیع الحفاظ علی الاحتلال، فالأمر سیزداد سوءا .ولا وجود لأی ضغوط من أجل تغییر سیاسة الاحتلال، ما دامت الولایات المتحدة تدعم إسرائیل بشکل مطلق وکامل. والدعم المقدم هو مطلق بالفعل”.
من جهة ثانیة رأی تشومسکی أن العالم یتجه نحو حدث قد یشکل الإبادة الجماعیة الأضخم علی الإطلاق، ألا وهو دمار البیئة، ومع ذلک، بالکاد نسمع عن ذلک، حتی أن الولایات المتحدة تتراجع فی هذا المجال، قائلاً “لسوء الحظ، قد لا یکون ذلک سوی غیض من فیض”.
انتهی**2054** 2344
www.irna.ir