مدرسة الخان الأحمر تواجه خطر الهدم في القدس

وعلی کرسی خشبی متآکل جلست الطالبة ( مریم ) فی مقعدها الدراسی وبدأت بصوتها الحنون تنشد أغانی للأرض والوطن ، وتقول : ' أنها لن تتخلی عن تعلیمها مهما حاول هذا الاحتلال من تخویفنا من هدم مدرستنا ، وسوف نتعلم بأبسط الامکانیات و سنرضی بالقلیل من أجل کسب العلم ' .
ویتوسط المدرسة ساحة وعرة غیر مهیأة بإمکانیات امنة , حیث یغیب الإنجیل الصناعی و والألعاب بداخلها , وإضافة للأسمنت الذی یمنع الاحتلال دخوله للمدرسة .
و تقع هذه المدرسة فی بادیة القدس بالضفة الغربیة , وهی تخدم العدید من التجمعات البدویة المقامة فی منطقة استراتیجیة وحیویة متحدیة قرار صهیونی بهدمها باعتبارها مقامة علی منطقة مصنفة 'ج' حسب اتفاق اوسلو ما یعنی خضوعها للسیطرة الاسرائیلیة الکاملة .
**مقاومة القرار الصهیونی
ویحاول السید عید أبو دهوک وهو فی العقد الخمسین من عمره , أن یسلط الأضواء علی مدرسة الخان الأحمر مع تکرار محاولات هدمها من قبل الاحتلال.
ولم یستطع أبو دهوک , المتحدث الرسمی باسم التجمع البدوی فی الخان الأحمر , أن یبقی مکتوف الأیدی أمام قرارات قوات الاحتلال بهدم المدرسة منذ عام 2010 لکنه لم ینفذ.
ومع کل عام یتجدد قرار هدم مدرسة الخان ما یضع مصیر مئة وسبعین طالبا فی محک الریح
ویقول عید , أن هذه القرارات تأتی فی اطار الهجمة الشرسة التی تشنها قوات الاحتلال ضد التجمعات البدویة بهدف تدمیرها وتهجیر سکانها للسیطرة علی تلک الأراضی والمناطق لصالح الاستیطان والمستوطنین .
ویذکر أن فی عام 2009 تأسست مدرسة الخان بإمکانیات بدائیة ، وکانت تتکون من 4 صفوف من الصف الاول حتی الصف الرابع ، واستطاعت بعد سنوات من توسیعها وتحسینها أن تضم تسعة صفوف من الأول الی التاسع لتعلیم أبناء التجمعات البدویة المحیطة .
** صعوبات وأمال
تقول سمر احدی معلمات المدرسة , أن الطلاب یعانون من صعوبة الوصول الیها و من الحجارة الملقاة علی الطریق , فهی غیر مهیأة للسیر ، وذلک نظرا لموقع المدرسة الواقع علی احد جبال القدس الوعرة .
وعلاوة علی ذلک ، الاعتداءات الیومیة من قبل المستوطنین وشرطة الاحتلال التی یتعرض لها اهالی المنطقة والطلاب أثناء ذهابهم وإیابهم للمدرسة .
وإضافة ایضا لبرودة الصفوف فی فصل الشتاء ، حیث لا یحمی أبوابا ونوافذ الفصل الخشبیة القدیمة أجساد الأطفال شتاءا ولا صیفا من الحرارة الملتهبة .
وتؤکد علی انه اذا تم تنفیذ قرار الهدم سیحرم 158 طالبا وطالبة من التعلم و 15 معلمة من ممارسة المهنة .
ویذکر انه تم اعلان العام الدراسی الحالی من قلب مدرسة «الخان الأحمر» رداً علی تهدیدات الاحتلال لهدم المدرسة ، واستهدافه لأهالی التجمع البدوی .
و یأمل جمیع طلاب الخان الأحمر الذین کانوا ینتابهم الخوف عند سماعهم قرار هدم مدرستهم قبل أشهر , أن تمتد لهم أیادی الرحمة لرفع بعض من المعاناة التی تتعرض لها المدرسة ... فی ها هم الآن یجلسون علی مقاعد الدراسة بکل أمان وطمأنینة من عدم حرمانهم من التعلم فی العام الحالی والقادم .
انتهی ** 387**2344