الصفحة الرئيسية / سیاسیة / لبنان ما بعد الرئاسة : استحقاقات داهمة

لبنان ما بعد الرئاسة : استحقاقات داهمة

الا ان العبرة تبقي في التطبيق والاداء العملي تجاه عدد كبير من القضايا التي تحتاج الي حلول لتحدث فرقا في حياة اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعا من الشلل الحاصل في مختلف المؤسسات ما خلف ازمات متراكمة علي اكثر من صعيد .
الاستحقاقات الحتمية بعد الرئاسة يسميها رئيس مركز الارتكازالاعلامي سالم زهران بالالغام المطلوب فكفكتها والا فانها ستنفجر في وجه العهد والمؤسسات .
وهي تأليف الحكومة وقانون الانتخاب واجراء الانتخاب واعادة تشكيل دورة الحياة السياسية واللغم الاجتماعي الاقتصادي المعيشي .
يفصل زهران في الالغام الخمسة. يؤكد في حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان المطلوب حكومة ترضي كل الاطراف المتنوعة والمتناقضة .وهذا يعني ضرورة تقديم التنازلات من الاطراف الاساسية وهذا ما دعي اليه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير.
ويسأل ما اذا كان السياسيون سيستجيبون لهذه الدعوة . ويرجح زهران ان يسلك تشكيل الحكومة مسارا سهلا نوعا ما .
يورد زهران معلومات ينقلها عن مصادر معنية عن ان الحكومة ستكون ثلاثينية وهي ستضم ست وزراء شيعة وستة سنة اما المشكلة فستكون في الحصص المسيحية خاصة ان رئيس القوات اللبنانية يطالب بحصص تفوق حجمه كما انه يرفض توزير حزبي الكتائب والمردة وهذا يتناقض مع مبدأ حكومة الوحدة الوطنية او الحكومة الجامعة .
القوات بحسب زهران تريد ثمنا لما تعتبره تنازل تمثل بقبولها ترشيح الجنرال عون للرئاسة.
بعد تشكيل الحكومة يبرز عنوان هو الاكثر تعقيدا من ضمن الملفات المطروحة. قانون الانتخاب الذي عقدت لاجله عشرات الجلسات في البرلمان اللبناني دون الوصول الي صيغة ترضي الاطراف .
يوافق زهران الرأي القائل ان القانون الانتخابي هو العقدة الاصعب . يشير الي ان النظام في لبنان برلماني وليس رئاسي وبالتالي فان نتائج الانتخابات هي التي ستفرز الكتل المؤثرة في المشهد السياسي بكل مستوياته .
يلفت رئيس مركز الارتكاز الاعلامي الي ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اشار الي ان اول مطلب له هو اقرار قانون انتخاب عادل وقائم علي النسبية او علي الاقل ان يكون مختلطا بين النسبي والاكثري .
ويضيف زهران ان البلاد امام خيارين اما الذهاب الي الانتخابات وفق الستين وهذا يعني من وجهة نظره كارثة وطنية واما انتخابات وفق قانون عادل ومتوازن وهذا يعني ان العهد الجديد نجح في تفكيك احد اخطر الالغام في بداية مشواره .
اجراء الانتخابات استحقاق ايضا لكنه اقل صعوبة وتعقيدا خاصة بعد تجربة الانتخابات البلدية ويرجح زهران قيام تحالفات خارج الاصطفافات التقليدية التي عرفها لبنان خلال السنوات الماضية .
واجراء الانتخابات وفق قانون عصري سيؤدي تلقائيا الي انتاج دورة سياسية جديدة وطبقة سياسية جديدة في لبنان .
اما الازمة الاقتصادية والمعيشية فيصفها زهران بالملحة . فاللبنانيون ينتظرون حلولا عملية لازمات النفايات والكهرباء والطرقات والغلاء وهنا مربط الفرس والمعيار الذي يحسم نجاح عهد رئاسي او حكومة جديدة .
هذه القضايا الالغام تحضر عند كل محلل سياسي معني بالشأن اللبناني .
روزانا بومنصف احدي ابرز الكاتبات السياسيات في لبنان وهي تشير في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الي هذه العناوين .
تعتبر بومنصف ان الاستحقاق المباشر هو تأليف الحكومة وتصف الامر بالمحطة المهمة .
وتعول الكاتبة في صحيفة النهار اللبنانية الي ان الاسراع بالتأليف له اهمية كبري والا فان البلد سينتقل من فراغ رئاسي الي فراغ حكومي الا انها تميل الي ان حالة التوافق التي يعيشها لبنان ستنسحب ايضا علي التاليف الحكومي وذلك لضمان انطلاقة قوية للعهد الجديد .
وتشير بو منصف الي ان الوضع الاقتصادي لا يحتمل تسويفا فالامور وصلت الي شفير الانزلاق .
اما الاستحقاق الذي ينتظره اللبنانيون ويعولون عليه فهو قانون الانتخاب . تتحدث بو منصف عن امكانية مرتفعة لتأجيل تقني للانتخابات لمدة ستة اشهر او سنة الا ان هذا الامر سيكون محرجا للرئيس عون نظرا الي سقوفه المرتفعة في هذا المجال فهو كان ابرز الرافضين للتمديد والمطالبين بقانون انتخابي جديد . وعليه فانه من الصعب علي الرئيس الجديد بحسب بو منصف ان يبدأ عهده بالتمديد لمجلس النواب .
السيناريو الارجح بحسب الكاتبة والمحللة السياسية هو انتخابات وفق قانون الستين ولكن مع بعض التعديلات لحفظ ماء الوجه فالوقت الفاصل عن موعد الانتخابات النيابية في ايار المقبل لا يكفي لاقرار قانون جديد .
لا تكتفي بو منصف بالتحديات الداخلية . تعتبر ان السياسة الخارجية التي سيعتمدها لبنان لا تقل اهمية وخاصة تجاه الازمة السورية التي ينقسم اللبنانيون حولها بشكل قوي .
وتسأل بو منصف كيف سيتعاطي لبنان الرسمي مع هذا الامر؟ وتضيف ان العلاقات مع الدول العربية موضع تساؤل ايضا .
هذه العلاقات يشوبها التوتر منذ حوالي السنة . صحيح ان المملكة العربية السعودية ارسلت موفدا الي لبنان لمباركة الاستحقاق الرئاسي وان الرياض هنأت الرئيس الجديد الا ان هذا لا يعدو برأي بو منصف كونه اجراء بروتوكوليا . وتلفت بو منصف الي ان لا وضوح حتي الان حول هذا الموضوع بانتظار مؤشرات ستأتي قريبا لتحسم هذه النقطة .
انتهي** 387**2344


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *