
قاسمي وفي معرض تحليله لمواقف وتصريحات الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ، الذي وصفه ب”الظاهرة” ، اشار الي الخصائص التي ميزت ترامب عن اقرانه السابقين ، منها طرحه ، اثناء حملته الانتخابية وبعد انتخابه ، قضايا مثيرة للجدل علي الصعيدين الداخلي والخارجي ، واحتدام الإحتجاجات والتوتّرات والمشاكل داخل المجتمع الأميركي منذ الأيّام الأولي لتوليه مسؤولية رئاسة الجمهورية ، وهو امر لم تشهده امريكا خلال العقود المنصرمة.
مواقف وتصريحات ترامب التي لا تخلو من غرابة ، توحي وكأن الرجل لم يبدأ عمله بشكل جدي حتي اللحظة، ، فالتصريحات الانفعالية التي يدلي بها والقرارات المتسرعة التي يتخذها ازاء اخطر واكثر القضايا حساسية في العالم ، والتي عادة ما يتراجع عنها لاحقا ، تشعرك بانه مازال يعيش اجواء المعارك والمنافسات الانتخابية ، لذلك من الصعب ، حتي هذه اللحظة ، الحصول علي تقييم دقيق وجدي عنه ، وعن الطريق الذي سيسلكه في نهاية الأمر ازاء تلك القضايا ، بوصفه رئيسا لامريكا ، وليس مرشحا رئاسيا.
الدبلوماسية الايرانية مازالت تراقب قرارات وتصريحات ترامب عن كثب وبدقة ، ورغم تشكيكها بامكانية تطبيق هذه القرارات وهذه التصريحات علي الارض لغرابتها وآثرت التريث وعدم اصدار الاحكام ، الا انها لم تغفل عن وضع كل السيناريوهات لمواجهة كل الاحتمالات مهما كانت ضئيلة.
الدبلوماسية الايرانية ، ورغم تعاملها الذكي والمسؤول مع “ظاهرة ترامب” ، الا انها لا تري في مواقف الرئيس الامريكي الجديد خروجا عن السياسة العدائية المعروفة لامريكا ضد ايران ، فهو يكرر مقولة من سبقوه الي البيت الابيض ، ولكن بلغة سافرة عارية من اي نفاق!.
ايران ومن باب معرفتها العميقة بالسياسة الامريكية المعادية لتطلعات الشعب الايراني علي مدي 38 عاما الماضية ، تدرك جيدا ان امريكا عندما تهدد ، هذا يعني ان هناك امرا ما يحول دون تنفيذ تهديداتها ، والا فهي لن تتواني لحظة واحدة عن تنفيذ اي امر مهما كان خطيرا ، كاحتلال دول باكملها ، عندما تري بامكانها فعل ذلك ، ولن تلجأ الي التهديد.
اما بشأن علاقة ايران مع السعودية ، فاشار قاسمي الي وجود رغبة ايرانية في حل القضايا العالقة مع السعودية ، الا انه ربط هذا الامر بوجود رغبة مماثلة لدي الطرف السعودي ، فالعلاقة لا تقوم علي رغبة طرف واحد ، ولابد ان تشعر ايران بحاجة السعودية الي هذه العلاقة وان تبدي رغبة بشأنها وأن تعوّض الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي.
ان ما يحول دون اعلان السعودية عن رغبة حقيقية في اقامة علاقات طبيعية مع ايران ، مرده عدم إلمامها بحقيقة الأوضاع في المنطقة والجمهورية الإسلامية في إيران ، وعدم الالمام هذا نتيجة طبيعية لسياسة ربط مصير المنطقة والعلاقة بين دولها ، بسياسات دول بعيدة من خارج المنطقة ، لا ترغب في أن تري الدول الإسلامية تنعم بعلاقات حسنة وسلمية فيما بينها ، وتجد مصلحتها في خلق الازمات والصراعات والحروب بين هذه الدول.
السعودية وبدلا من تنظيم سياستها وفقاً لوقائع وحقائق المنطقة وإيران، ارتكبت أخطاء خلال العامين المنصرمين تسببت في ان تصل العلاقات بينها وبين ايران الي هذه النقطة ، فهي مازالت تحاول عبر دفع الاموال الطائلة ، القيام بأنشطة معادية لايران وخلق أعداء لها ، وهي محاولات ، ورغم كلفتها الباهظة علي السعودية ، الا ان تاثيرها لن يتجاوز المدي القصير وفي جوانب محدودة فقط.
أن السعودية ، كما يري قاسمي ، لاتزال مبتلية بوهم ، عرّضها لمشاكل ، ولن يكون بمقدورها الاستمرار في هذا الطريق الباهظ الثمن ، لذلك ، كما يري قاسمي ايضا ، اذا ما اعتمدت السعودية سياسة بناءة ازاء ايران وخطت خطوة علي هذا الطريق ، فمن المؤكد أنها ستتلقي ردا ايجابيا من ايران.
المصدر: شفقنا. بقلم: ماجد حاتمي.
انتهي**1110**1369
www.irna.ir