الصفحة الرئيسية / سیاسیة / سينتهي الارهاب وتبقي جراح ذوي الضحايا وعيون اليتامي

سينتهي الارهاب وتبقي جراح ذوي الضحايا وعيون اليتامي

73 طفل وطقلة و 27 امرأة ارملة هم سكنة مخيم (فدك الزهراء) جلهم من الموصل والمنطقة الغربية الذين قتل اولياؤهم علي يد العصابات الارهابية وبقوا بلا معيل وهم الان يعيشون الان وسط 7 ملايين نسمة من سكنة بغداد في مخيم يقيمه لهم احد المحسنين الذي يتولي رعايتهم دون دعم من الدولة او من منظمات انسانية محلية ولا دولية .
السيد رحمن علي جعفر الفاضلي الحسيني مؤسس ومدير المخيم غير الرسمي والذي لا يحظي باي دعم خارجي سوي نفقته الخاصة كان يحدثنا عن كل التفاصيل لمعيشة سكان هذا المخيم وعن توفير احتياجات جميع الارامل والايتام .. وبينما كان يسرد لنا التفاصيل كانت هيفاء الارملة الموصلية وهي مساعدته في ادارة هذا المخيم حاضرة معنا في مكتب ادارة المخيم، وكانت فرصة مناسبة ان نسألها ماذا ستصنعين اذا ما استقرت الاوضاع في العراق هل ستعودين الي الموصل ؟
هيفاء تنهدت واجابت بانكسار : داعش قتلوا زوجي وزوج شقيقتي التي تسكن معي في هذا المخيم واعدموا شقيقتين لنا في الموصل، انا شيعية وزوجي سني وكنا نعيش مع طفلينا وشقيقتي وزوجها وباقي افراد العائلة بسلام وامان، الا ان التكفيريون ذبحوا كل امنياتنا بعد ان جاءوا وقتلوا وسلبوا ونهبوا كل شيء .
هيفاء تنهدت مجددا وهي في حيرة ولم تجبنا علي سؤالنا حول المستقبل واكتفت بالقول : فعلا الان علي جميع النساء في هذا المخيم تربية ابنائهن بشكل صحيح .
اما سناء عبدالزهرة وهي ارملة اخري في ذات المخيم والتي كانت تقاسيم وجهها المتعب تحكي تفاصيل معاناتها قالت : زوجي قتل في قصف لقوات التحالف الدولي في بيجي الواقعة شمال صلاح الدين ، كانت سناء راضية عن الاوضاع والمعيشة في المخيم، وكانت تؤكد ان جميع النساء الارامل في المخيم هن راضيات لانه في هذا المكان لايوجد فيه ما يهدد حياة ابنائهن وحياتهن او يعرضهم للخطر وهذا بحد ذاته نعمة كبيرة .
سناء هي امراة شيعية وزوجها سني كانوا يسكنون منطقة بيجي لهم تسعة من الابناء 6 اولاد و 3 بنات كانوا جميعهم يعيشون معا، تقول سناء ان داعش كان يستخدمهم كدروع بشرية لذلك زوجي قتل في قصف جوي .
وجهنا لسناء نفس السؤال الذي طرحناه علي هيفاء، وهو هل ستعودين الي مدينتك؟ فاجابت : كلا لن اعود لانني لااذكر لحظة باني كنت بها سعيدة في هذه المدينة .
السيد رحمن الحسيني مدير المخيم البالغ من العمر 51 عاما وهو مهندس مختص بميكانيكية الطائرات وكان عضوا في المنتخب الوطني العراقي لكرة السلة، والان هو تاجر مواد غذائية وقطع غيار السيارات قال لنا : نحن لم نتلق اي مساعدات من الحكومة ولا من المنظمات الدولية ونحن لا نمد ايدينا للمساعدة وهذا هو شعارنا .
حين سالنا الحسيني عن مستقبل هؤلاء الاطفال والنساء اجاب : الان لا ندري ماذا سيحدث الا ان هذا المخيم سيبقي قائما ما دمت علي قيد الحياة .
الحسيني اكد لنا بان المخيم لايحتاج لمساعدات بل نحن نقوم بتقديم مساعدات للحشد الشعبي ايضا، نحن نامل من الحكومة فقط ان تسجل هذه الارض التي يقام عليها المخيم باسم المخيم ونحن من يتكفل ببنائها ، او اذا اعطتنا الحكومة قطعة ارض في اي مكان اخر فنحن سنتكفل بشكل خاص ببناء مساكن لهذه العوائل علي هذه الارض .
رغم ان الكثير من النازحين من صلاح الدين والموصل وبيجي عادوا الي ديارهم بعد تحرير مناطقهم وطرد عصابات داعش الارهابية منها ، الا ان مثل هيفاء وسناء واخريات من (مخيم فدك الزهراء) ومن العوائل النازحة في مكانات اخري يبقي المستقبل بالنسبة لهم امر مؤجل والحاضر هو الاهم .
بقلم / عبدالوهاب الصافي
انتهي ** 2342


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *