
ساحة 'السرايا' وسط غزة، ضجت بعروض عسكرية للمئات من الأشبال المنضوين تحت لواء هذا البرنامج الذي يستهدف أكثر من (40) ألف طالب ممن تراوح أعمارهم بين (16-17) عاماً علي مستوي محافظات القطاع الخمس.
وتحظي هذه العروض –التي انطلقت منذ سنوات- برعاية كاملة من وزارة الداخلية بمختلف أجهزتها، وقيادة أركانها ، فضلاً عن ممثلي فصائل المقاومة.
ويؤكد مسؤول التدريب في جهاز الأمن الوطني العقيد نضال الزيناتي، أن هذا البرنامج يستهدف كافة الفتية من دون تمييز علي أساس الانتماء الحزبي أو غيره، وذلك تماشياً مع رؤيته الوطنية الجامعة الهادفة إلي غرس حب الأرض ، والتضحية في نفوس هذه الفئة المجتمعية الهامة.
وأوضح 'الزيناتي' في حديث لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، أن مشروع 'الفتوة' شمل حتي الآن طلاب (68) مدرسة ثانوية.
وأضاف قائلاً،:' علي مدار السنوات الخمس الفائتة، تعاملنا مع جيل واعد لم يعايش بدايات الانتفاضة الفلسطينية ؛ لكنه يعيش اليوم في ظل انتصارات المقاومة ، و وسط قصص بطولية لمواكب الشهداء الذين ترجموا عملياً عشقهم لوطنهم ببذل أرواحهم فداء له'.
وتتضمن عروض 'الفتوة' جوانب ميدانية متعددة، منها : فك وتركيب السلاح ، والقفز من حلقات النار، وبعض وضعيات الرماية, إلي جانب المشية العسكرية.
ومن جهته، قال النقيب يوسف الحاج –أحد مدربي الفتوة-, :' إننا بالأساس عبارة مشروع تربوي منبثق من الأمن الوطني, ونقوم علي صقل الطلبة ثقافياً ، وأخلاقياً حتي يكونوا مثاليين ، وحضاريين يُقتدي بهم علي الصعيد العربي والإسلامي'.
وأضاف، 'إلي جانب ذلك، نقوم بتدريب المشاركين علي جميع الوسائل القتالية، وتقديم محاضرات أمنية لتوعيتهم, و أخري في مجال الدفاع المدني ، وآليات الاخلاء وقت الطوارئ والحروب'.
وبدوره, نوّه النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر, بهذا البرنامج الوطني، مشدداً علي ضرورة مواصلة مسار حث أشبال غزة علي الجهاد ، والمقاومة من أجل نصرة المسجد الأقصي المبارك، وتحرير فلسطين من دنس الاحتلال.
وأضاف، 'العدو الصهيوني يقوم علي تربية أطفاله علي حمل السلاح، ويزرع الكراهية والحقد في نفوسهم ضد العرب والمسلمين ، وبخاصة الفلسطينيين, ونحن أولي بتربية أشبالنا فهم قادة المستقبل نحو التحرير والعودة'.
ومن جانبه عبّر عبد الله العامودي -أحد أشبال الفتوة- عن سعادته بالانضمام لهذا البرنامج الذي أصقله بالتحلي بالأخلاق الحميدة ، والتنشئة الصالحة ، وبثّ روح الجهاد والمثابرة في نفسه ، ونفوس زملائه.
وأردف قائلاً، :' لقد تعلمت العديد من الفنون القتالية ، وأصبحت مُلماً بها ، و لدي القدرة علي حماية أهلي ، و جيراني عند حدوث حرب'.
ولا يقتصر مشروع 'الفتوة' علي التدريب العسكري ؛ بل يركز علي مسألة مواجهة المخاطر الأمنية التي تستهدف جيل الشباب، وذلك من خلال تعريفهم بسبل التصدي لمحاولات الإسقاط التي تتبعها أذرع العدو الاستخبارية ، بما فيها الحديثة التي تتم بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي.
انتهي ** 387 **1369
www.irna.ir