العراق يشهد احتفالات كبيرة بذكري ولادة سيد الوصيين وامام المتقين علي بن ابي طالب (ع)

ارتدت العتبات المقدسة والمساجد والحسينيات والاماكن العامة في جميع مدن العراق ابهي حلتها وهي تستقبل يوم 13 رجب الاصب، اليوم الذي اشرقت به السماوات والارض بنور ولادة امام المتقين ومولي الموحدين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وليد الكعبة الشريفة، فاعتلت الزينة ونشرت الزهور في الاضرحة الطاهرة للعتبات العاليات والمساجد والحسينيات وعلي ابواب المحال التجارية وعلي الطرقات للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة .
كما شهدت مناطق محافظة النجف الاشرف المختلفة إقامة الاحتفالات الدينية وقراءة القصائد الشعرية الخاصة بالمناسبة تزامنا مع توافد جموع كبيرة من الزائرين من مختلف المدن العراقية والدول العربية والإسلامية.
ووسط أجواء بهيجة وبحضور الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار هاشم حبل المتين أقامت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة احتفالها الرسمي بالمناسبة، وذلك في حفل بهيج أقيم في رحاب صحن فاطمة (عليها السلام) حضره أمناء وممثلو العتبات المقدسة والمزارات الشريفة وممثلو مكاتب المراجع العظام وطلبة وأساتذة الحوزة العلمية ومسؤولو المؤسسات والدوائر الحكومية الرسمية والأكاديمية الجامعية منها والتربوية والنخب المجتمعية والثقافية والإعلامية .
وقال السيد حبل المتين في كلمته التي القاها في الاحتفال ان 'يوم ولادة امير المؤمنين يعد يوم من ايام الله ونور ينبثق من مركز القداسة العظمي ومحور الشرف الأعظم ، وهو نور ينبثق من نور وقداسة ترتدي قداسة ليتوحد المجد والشرف بمقام الولاية العظمي بولادة فريدة في تاريخ البشرية لن تحدث ولن تتكرر' .
واضاف ان 'امير المؤمنين جمع صفات الكمال طرا فكان باب العلم ولسان البيان ومحراب العبادة وسيف النصر وعلم الجهاد اخرس الشجعان وحير عقول الفلاسفة والحكماء فعجزت عن سبر غوره وتضاءلت بين يدي علمه وحكمته' .
مشيرا 'لقد ضرب علي مثلا في كل مضمار في هذه الحياة وكان سعيه أن يؤسس في دنيا الإسلام حكومة قائمة علي العدل الخالص، والحق المحض، ويوزع خيرات الله علي عباده، فهو أبو الفقراء وأمل المحرومين ، ولكن البغاة قد خاصموه وحاربوه وصدوه عن سياسته، ولو أن الأمور استقامت له لرأي الناس من صنوف العدل في ميادين الحكم والإدارة ما لم يره في جميع فترات التاريخ' .
لافتا 'هاهم البغاة والأشرار والظلاميون قد عادوا مرة أخري بأسماء بها الباطل ، بأسلوب جديد (داعش)، رفعت كلمات حق يراد بها باطل ، أسلوب جديد قادوا لُمة من الغواة عمشوا عليهم الخبر علموهم الكفر بدل الإيمان وبسيف علوي وتضحيات حسينية وبسالة عباسية وبوحدة صفوفنا والتفافنا حول راية المرجعية العليا في النجف الأشرف متمثلة بآية الله العظمي سماحة السيد السيستاني (دام ظله( ندفع شر العدوان والطغيان عن مقدساتنا وأعراضنا ومقدراتنا' .
مشددا ان 'مبادئ علي (عليه السلام) تدافع عن المظلومين وتنشر السلام والمحبة والعدل في ربوع المعمورة لا القتل والتخريب والإرهاب' .
ثم ارتقي المنصة سماحة السيد أحمد الآشكوري بكلمة قال خلالها ان 'حضور الامام علي في جوار رسول الله (صلي الله عليه وآله) بالخصوص في مرحلة بداية الإسلام كان حضورا مميزا وصار فيصلا في الحضور من خلال مؤازرة النبي ومشاطرته المراحل الخطيرة في نشأة الإسلام، واستطاع خلالها الحفاظ علي بيضة الإسلام برفقة النبي الأعظم (صلي الله عليه وآله )، بأعلي وأفضل صورة ، حيث لم يسجل التاريخ أي إخفاق منه (صلوات الله وسلامه عليه)، في دعم رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد أدي الدور الكبير في تلك المرحلة' .
وأبرز السيد الاشكوري نبذة عن مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ودوره بعد رحيل حبيب الله تعالي النبي الأعظم محمد (صلي الله عليه وآله )، خلال فترة الحفاظ علي الدولة والأمة والفكر والتشريع والقيم والمثل الإسلامية الأصيلة، مؤكدا ان الامام علي 'كان مثالا للحق والورع والتقوي والزهد والإيثار، مسترشدا بقوله صلوات الله وسلامه عليه (لا يستكمل أحد الإيمان حتي يعرفني كنه معرفتي بالنورانية، فإذا عرفني بهذه المعرفة امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب' .
بعد ذلك قام الفنان والخطاط الايراني الكبير علي اصغر موسويان بتقديم هدية فاخرة الي العتبة العلوية المقدسة بالمناسبة، تسلمها سماحة الأمين العام وهي عبارة عن نسخة نفيسة من القرآن الكريم الذي كتب بمادة البرونز وتم طلائها بالذهب وقد بلغ وزنه 30 كغم وقد استغرق الفنان موسويان بكتابته عاما كاملا ويعد هذا القرآن هو الوحيد في العالم الذي تمت كتابته بهذه الطريقة الفنية، وقد ثمن وبارك سماحة السيد حبل المتين جهود الفنان الايراني الكبير موسويان عمله الفني المتميز الذي قدمه هدية لمرقد امير المؤمنين في ذكري ولادته الميمونة' .
هذا وقد تم افتتاح عدد من المشاريع التي تم انجازها في العتبة العلوية المقدسة بمناسبة الولادة الميمونة، بدأت بافتتاح باب الاستئذان في المرقد الطاهر ، ومركز فضة التأهيلي التابع للقسم النسوي وهو مركز ثقافي تأهيلي يهتم باقامة دورات تطويرية لمنتسبات العتبة المقدسة والنسوة من خارج العتبة ، من ناحية مهنية وفقهية وعقائدية واخلاقية، بينما بادرت الكوادر الفنية للعتبة العلوية المقدسة في قسم الخدمات الخارجية بزراعة 20 الف شتلة من الورد والازهار الطبيعية تم نشرها في المحيط الخارجي للصحن الحيدري الشريف بمناسبة ولادة امير المؤمنين (عليه السلام) .
يذكر ان حفلا كبيرا بالمناسبة سيقام عصر اليوم الاربعاء في مكتب سماحة السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي في بغداد يحضره علماء وسياسيين ووجهاء عراقيين .
انتهي ع ص** 2344