تصاعد الخلافات بين 'فتح' و'حماس' ينعكس تدهوراً معيشياً علي سكان غزة المحاصرين

وفيما اكتفت اللجنة المركزية لـ'فتح' بتشكيل لجنة للتواصل من أجل صياغة تصورات واضحة للحل قبل نهاية شهر نيسان/أبريل الجاري، طالبت 'حماس' رئاسة السلطة بمعالجة سريعة لهذه الأزمة التي امتدت لتشمل مخصصات عوائل شهداء ، وأسري.
وبدوره، اعتبر الناطق باسم الحركة حازم قاسم ما جري مؤشراً علي مساعي الرئيس محمود عباس، ورئيس حكومته رامي الحمد الله لفصل غزة عن باقي الوطن السليب.
وفي حديث لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، وصف 'قاسم' هذه الخطوة بالخطيرة ، مؤكداً أنه لا يجوز السكوت عليها.
وأضاف القيادي الحمساوي قائلاً, :''إن الرئيس عباس شعر بـ'نشوة' عقب اتصال الإدارة الأمريكية الجديدة به ، وحديثها عن جهود لإحياء عملية التسوية, فكان لا بد من معاقبة غزة التي تقف أمام هذا الحراك الفاشل الرامي لتصفية القضية الوطنية'.
ومن جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة 'الجهاد الإسلامي' د. محمد الهندي، :' إن أزمة الرواتب مفتعلة وغير مبررة ، وتأتي في سياق الضغوط التي تمارس علي القطاع لأغراض سياسية'.
وطالب 'الهندي' في سياق حديثه السلطة، وحكومة 'الوفاق' بإعادة النظر في هذا القرار.
أما عضو المكتب السياسي لـ'لجبهة الديمقراطية' طلال أبو ظريفة فأوضح أن ما حصل من خصم للرواتب هو إجراء غير قانوني, محملاً الرئيس 'عباس' شخصياً المسؤولية عن استمرار هذه الأزمة.
وأضاف 'أبو ظريفة'، 'أنه وفي حال غياب دور الحكومة عن واجباتها, فإن كل المطالبات تُصبح محقة, في إشارة إلي مطالبة الآلاف من الموظفين الغزيين بإقالة حكومة الحمد الله'.
وفي السياق، رأي الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي أن المطلوب اليوم هو إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني علي أسس الشراكة ، والديمقراطية ، واستعادة الوحدة وإجراء الانتخابات التشريعية ، والرئاسية ، والمجلس الوطني ، و وقف حالة 'الانهيار' ، و'التفرد' في القرار.
وأردف قائلاً، :' إن من أبرز صور الاستبداد هو استخدام السلطة من أجل المصلحة الخاصة ، لا من أجل خير المحكومين، وغياب المحاسبة والمراقبة، وعدم الاستناد إلي حق قانوني، واتباع سلطة المزاج ، والأهواء ، والاعتباطية ، وعدم الاعتراف بحقوق الآخرين وانتهاكها ، واستخدام القمع لاستبعاد كل قوة أخري مناهضة'.
وحذر مراقبون من انعكاسات كارثية لاستمرار أزمة استقطاعات الرواتب التي بلغت نسبتها قرابة (30%) ، وذلك علي المستويين الاقتصادي ، والاجتماعي بصورة مباشرة.
ولم يُخفِ هؤلاء خشيتهم من انزلاق الأمور داخل القطاع المنهك بفعل الحصار والعدوان الصهيونيين ، وذهاب الأوضاع نحو الانفجار الكبير الذي سيصعب علي الجميع احتواء مخلفاته.
انتهي ** 387 **2344