الصفحة الرئيسية / سیاسیة / الإعلام ودوره المهم في مواجهة العنف والتطرف

الإعلام ودوره المهم في مواجهة العنف والتطرف

المتطرفون وإنطلاقاً من قناعاتهم الخاطئة يزعمون أنهم الوحيدون الذين يملكون التصور الصحيح عن الإسلام ويملكون الحقيقة الكاملة وكل من لا يؤمن بذلك ولا يعمل بهذا الإتجاه فهو عرضة للتكفير.
ومما لاشك فيه فإن مثل هذا التصور والإعتقاد هو جوهر النزعة التكفيرية بحيث إن المشاكل التي تعاني منها المنطقة تضرب بجذورها في مثل هذه الأفكار الخاطئة والمتطرفة وبالتالي فإن شمولية وعالمية التطرف أكدت مستوي الدمار الذي يمكن أن تلحقه هذه الظاهرة السيئة علي البيئة الجيوسياسية والأمنية لمنطقتنا والعالم أجمع.
الحقيقة إن التعاليم والتوجيهات الدينية أكدت مراراً علي ضرورة التعاطي بعطف ومداراة والركون إلي السلام والتعايش بدل العنف والتطرف وهذا ما جعل الدين الإسلامي الحنيف دين رحمة ومودة وجعل من سيرة نبي الإسلام تقوم علي العطف والمحبة وهذا ما أكده القرآن الكريم عندما تحدث عن الغاية من بعثة النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
إن ما يبعث علي الحزن والخجل أن يضع الإرهابيون مختلف أشكال ممارساتهم من قتل البشر وتدمير الأماكن المقدسة والمعالم التراثية وبيع وشراء النساء في خانة الدين فمما لاشك فيه فإن مجرد عملية قتل الإنسان البريء هي بمثابة قتل جميع البشر (من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً) (القرآن الكريم).
ولابد من القول هنا إن الأفكار المتطرفة ليست الوحيدة التي تنتهي إلي العنف فهناك التخلف والفقر والإفتقاد إلي الإمكانيات المادية والمعيشية وفقدان الأمل بالمستقبل وكل هذه الأمور تخلق أرضية التطرف وهي مشاكل تعاني منها منطقة الشرق الأوسط والعالم برمته.
إن الظروف الراهنة تتطلب أن نقف جنباً إلي جنب ونبحث في أسباب وعوامل العنف والتطرف وكذلك أسباب فقدان العدالة وسبل التغلب عليها وبالتالي الدفع بالمجتمع نحو التعقل ونحو منهج الإعتدال ونبذ التطرف والعنف.
والواقع إن ما يجري علي شعوب المنطقة مثل سوريا واليمن والعراق وسائر البلدان الإسلامية في الوقت الحاضر يضرب بجذوره في ذات الأفكار المتطرفة والتي أصبحت اليوم المشكلة الأولي التي تعاني منها الشعوب المسلمة عموماً.
والخلاصة إن بإمكان المفكرين والعلماء والصحفيين وجميع الأدباء المسلمين أن يواجهوا هذا التطرف والعنف من خلال التفاهم والتلاقح الفكري إنطلاقاً من المشتركات التاريخية والثقافية التي تجمعهم.
إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتأكيداً منها علي ضرورة تعزيز الإستقرار والأمن ومكافحة العنف فهي تدعو دوماً في مختلف المحافل الدولية إلي التعاون بين الدول من أجل إجتثاث العنف والإستفادة من الإعلام ودوره كوسيلة فاعلة ومؤثرة في مجال مواجهة العنف والتطرف كما تؤكد علي إمكانية دحر التيارات المتطرفة والمنافية للإسلام مثل داعش في فترة قصيرة في حال قررت دول المنطقة التفاهم فيما بينها في هذا المجال، وبالتالي تخليص آلاف النساء والرجال والأطفال الذين تعرضوا لممارسات وحشية من قبل هذه التيارات السيئة، وذلك دون الحاجة إلي وجود الأجانب أو فسح المجال أمام تدخلاتهم في المنطقة وهو ما يسهم في تعزيز السلام والإستقرار والأمن في المنطقة.
إنتهي ** ا ح** 1837


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *