الصفحة الرئيسية / سیاسیة / مؤتمر الرياض بعد مروراسبوعين: ضجيج بدون فعالية وسقوط لمفاعيل المواقف العالية السقف

مؤتمر الرياض بعد مروراسبوعين: ضجيج بدون فعالية وسقوط لمفاعيل المواقف العالية السقف

فقد اخذت المستجدات الميدانية في سوريا منحي مناقض لمصالح الرياض وواشنطن دون ان تلجا الاخيرة الي اي قرار فعلي لتغيير موازين القوي المستجدة. كما جاء التناقض السعودي القطري ليشكل ضربة لمحاولة السعودية الظهور بموقع القائد لمجموعة دول موحدة .كما نشرت في الصحف الاميركية مجموعة تقارير ومقالات تشكك في امكانية اتخاذ واشنطن لقرار مواجهة مباشرة مع ايران .فقد كتب نيكولاس هراس من مركز الامن الاميركي الجديد ان المواجهة مع ايران لتحجيم نفوذها سيؤدي الي الانزلاق الي صراع قد يؤدي الي تدمير الااتقتصاد العالمي ويسأل مشككا : هل الراي الاميركي او حلفاؤنا علي استعداد للتحمل ؟' اما الواشنطن بوست فقد وصفت المواجهة الاميركية للنفوذ الايراني بالاوهام وحتي شهادة الدبلوماسي الاميركي مارتن انديك امام الكونغرس جاءت محذرة من المواجهة حين اشار الي ما اسماه ضحالة الخيارات الاميركية ومحدوديتها تجاه طهران .
هذه الاجواء يؤكدها المراقبون والمهتمون بالشان الاقليمي في بيروت . الباحث الاستراتيجي حسام مطر من ابرز الباحثين بالشؤون الدولية وهو يجزم عدم امكانية تحويل بيانات قمم الرياض الي مواجهة عسكرية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية ويصف الباحث بالشؤون الاستراتيجية في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية مؤتمر الرياض بمؤتمر الضجيج دون اي امكانية لاحداث مفاعيل مؤثرة . ويشرح مطر وجهة نظره من خلال سلسة معطيات ابرزها ان هذه القمة ليست المحاولة الاولي التي تلجأ فيها السعودية الي احتفاليات فارغة لاظهار قوتها . فقد حصلت اعلانات سابقة حول تحالف اسلامي في اليمن وائتلافات عديدة تبين فيما بعد انها لم تكن الا استعراضات قوة وهمية ..
من جهة اخري يؤكد مطر ان السعودية تعيش واقعا مأزوما علي المستوي الاقليمي . وان مشكلتها الكبيرة ليست مع محور المقاومة فحسب انما مع الاطراف السنية في المنطقة وخاصة مصر وتركيا كما ان التناقضات وصلت الي داخل مجلس التعاون من خلال الازمة الاخيرة مع قطر .ويري ان السعودية دولة خائفة تريد ايهام الاخرين بان حجمها كبير مع ان دول كثيرة من تلك التي تلبي دعوات السعودية الي احتفالياتها تنظر الي الاخيرة بفوقية وتدرك في قرارة نفسها ان السعودية غير مؤهلة لدور قيادي في المنطقة . وان اعتماد الحوار مع الجمهورية الاسلامية الايرانية كان اكثر جدوي واقل كلفة من خيار المواجهة الذي يصر عليه السعوديون .
ويري مطر ان جزء كبير مما تقوم به السعودية مرتبط بازمة التوريث وتحديدا برغبة الملك سلمان بان يتولي ابنه محمد الحكم من بعده .
ولاجل تحقيق هذا الهدف فان شروط عديدة يجب ان تتحقق . الملك السعودي بحاجة الي موقف اميركي يغطي هذه الخطوة والي ضبط التوازنات داخل العائلة المالكة اضافة الي تقبل المجتمع السعودي لهذه الخطوة . ويعتبر مطر ان الشرط الاخير هو الاكثر صعوبة لان حجم التناقضات في الداخل السعودي قد لا تسمح بعبور سهل للرغبة الملكية . ولا يستبعد مطر ان تنفجر التناقضات اما عند الازمات المالية او عند ازمة التوريث .
من جهة اخري يتوقف مطر عند الاوضاع في الولايات المتحدة الاميركية حيث تواجه ترامب ازمة تواصل ادارته مع روسيا وهي ازمة لا يمكن التنبؤ بنتائجها خاصة مع الطرح المتكرر في الاعلام الاميركي لفكرة عزل الرئيس من موقعه في البيت الابيض . يلفت مطر الي ان المسار ليس سهلا باتجاه العزل ودونه تعقيدات كبيرة الا ان الاجواء توحي بوضع غير مريح للرئيس الاميركي اضافة الي الوضوح لدي ترامب تجاه السعوديين عندما اعلن ان هذه الحرب ليست حرب الولايات المتحدة الاميركية وان الاميركيين لن يموتوا من اجل احد . ويستشهد مطر بما ورد في مؤتمر عقده مؤخرا معهد بروكينغز الاميركي حيث قال احد الباحثين 'ان السعوديين يدركون انهم دخلوا زمن الشرق الاوسط ما بعد اميركا'.وبالتالي فان الرئيس الاميركي يبحث في الرياض عن المال وليس مستعدا لخوض حروب الاخرين وان اجواء العام 2003 لن تعود واميركا غير مستعدة وغير قادرة علي ارسال 300 الف جندي الي منطقتنا .
ويخلص مطر الي ان هذه المعطيات توصل المتابع الي استنتاج مفاده ان مأزومين اي السعودية والولايات المتحدة الاميركية لا يمكن ان ينتجا اي فعل مؤثر خاصة علي المستوي العسكري .
بدوره يؤكد الكاتب والمحلل السياسي غسان الشامي في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان نتائج قمة الرياض بعد مرور حوالي العشرة ايام علي انعقادها تظهر ثابتة واحدة وهي ان الاميركيين اخذوا 'الجمل بما حمل' وهو ما عبر عنه ترامب عند عودته الي واشنطن حين قال 'اتيتكم بالمال ' وهذا المال يكفي الولايات االمتحدة الاميركية لمدة عام بحسب الشامي وبعدها ستلجأ ادارة البيت الابيض الي اساليب اخري للابتزاز .
اما عن امكانية استهداف ايران من قبل الاميركيين والسعوديين فيؤكد الشامي ان اميركا لا يمكنها ان تعتمد لتحقيق مثل هذا الهدف علي دولة مثل السعودية . فليس لدي الرياض جيش حقيقي . وهي اليوم منشغلة الي حد الاستنزاف في اليمن والبحرين وسوريا.
ويجزم الشامي انه لا يوجد جيش في المنطقة سواء السعودي او غيره يمكن ان يناوش ايران التي تمثل قوة اقليمية عظمي لا الان ولا في المستقبل .كل ما جري في القمة لا يتعدي عمليات الضغط الدبلوماسي والتجييش المذهبي اما الرد فبدأ يظهر في الميدان . ويدعو الشامي الي متابعة التطورات الميدانية الهامة الحاصلة علي الحدود السورية العراقية فما يحصل هناك امر هام وضروري ويجب الالتفات اليه بطريقة موضوعية وواعية . لان وصول الحشد الشعبي الي الحدود مع سوريا امر مفصلي خاصة بعد تموضع الاميركيين في منطقة التنف . ويشرح الشامي ان المسافة الفاصلة بين التنف والبوكمال والتي تبلغ حوالي المئتي كلم هي بيد الحشد الشعبي والجيش السوري
ما يؤمن عملية الوصل البري بين قزوين والبحر المتوسط .ويري الشامي ان السيطرة علي هذا 'الكوريدور' يسقط كل مفاعيل قمة الرياض وينسف كل مفاعيل الضغوط التي تمارس . لا يبقي من القمة من وجهة نظر الشامي الا المال الذي دفعه السعوديون للمرابي الذي تركهم يضربون اخماس باسداس بعد التطورات الميدانية في سوريا.
اما عن الخلاف السعودي القطري الذي يعتبر ايضا ضربة للقمة فيعتبر الشامي ان القضية تمثل تصفية حسابات بدوية بين السعودية وقطر ودليل علي هشاشة البيت الداخلي لمجلس التعاون .
انتهي**388**1369


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *