
وقال عبد القادر مساهل، في افتتاح ورشة عمل دولية حول 'دور المصالحة الوطنية في الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب ومكافحتهما' تحتضنها العاصمة الجزائرية، يومي الاثنين والثلاثاء، إن تجربة المصالحة الوطنية 'سمحت للجزائر بوضع حد للمأساة التي عرفتها البلاد، ولم شمل أبنائها حول هدف وحيد جدير بالتضحية .
وأوضح عبد القادر مساهل أن المصالحة الوطنية كانت 'خيارا انتهجه الشعب الجزائري، منذ ظهور العنف الإرهابي، ومنذ أن تأكدت نية دعاة هذا النهج علي الزج بالشعب برمته في دوامة التقاتل بين الأشقاء والتدمير الذاتي'، مضيفا أن هذا الخيار 'تعزز تدريجيا من خلال سياستي الرحمة والوئام الوطني'، في إشارة إلي قانون الرحمة الذي بادر به الرئيس الأسبق 'ليامين زروال' في 1995، وقانون الوئام المدني الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 1999.
واعتبر عبد القادر مساهل أن المصالحة الوطنية هي 'إحدي الوسائل السلمية' لتجاوز الصعاب، وأنها 'مبنية علي أسمي قيم الشعوب، ألا وهي التسامح والاحترام المتبادل في ظل التنوع والتعاطف والتفاهم والرحمة والسخاء'، مشيرا إلي أن الرئيس بوتفليقة كان يذكر في كل مرة أن 'المصالحة الوطنية ليست انسحابا ولا هروبا، بل هي خيار حضاري لشعب الجزائري'.
في هذا السياق، أوضح مساهل أن الشعب الجزائري 'اختار بأغلبية ساحقة هذا المسعي، من خلال استفتائي 1999 و2005'، وأنه بذلك عبر عن 'رفضه التام والقاطع الوقوع في فخ الفتنة والانقسام ونبذه العنف'.
وقال مساهل أن المصالحة استندت إلي أربع ركائز، كان لها الدور الحاسم في تهيئة ظروف نجاحها: أولها 'احترام الدستور وقوانين الجمهورية. وثانيها ضرورة التضامن الفعال للمجتمع الوطني برمته مع جميع ضحايا المأساة الوطنية دون استثناء وتمييز'، وثالثها الاعتراف بدور مؤسسات الدولة ودور الوطنيين الذين 'جنبوا البلاد الوقوع في الفوضي التي خطط لها أعداء الشعب، مع تمسك السلطات العمومية باحترام قدسية الحياة البشرية حتي إزاء من أدانتهم العدالة بسبب جرائم تستدعي تطبيق حكم الإعدام بحقهم'.
أما الركيزة الرابعة فهي 'منح الأشخاص الذين ضلوا سبيلهم فرصة العودة لأحضان المجتمع الوطني'، وهي عودة قال عنها مساهل إنها ترتكز علي 'التوبة في ظل احترام النظام الجمهوري'، مضيفا أنه علي هذا النحو 'أنقذت آلاف الأرواح، وتمكن الآلاف الآخرون من الاندماج مجددا في المجتمع والعودة غلي الحياة الطبيعية'.
ويري مساهل 'أن المصالحة الوطنية شكلت بالنسبة للجزائر خيارا ساهم بشكل حاسم في وقف إراقة الدماء والقضاء علي التهديد الإرهابي الذي كان يحدق بالبلاد وفي استتباب السلم والأمن وفي إعادة بعث ديناميكية التنمية الاجتماعية والاقتصادية'.
وبحسب وزير الخارجية الجزائري، فإن إدراج هذا اللقاء لمناقشة هذا الموضوع تحت شعار 'تقاسم التجارب' إنما جاء 'لمنح فرصة الإطلاع علي مختلف أبعاد هذه التجربة وتقاسمها مع الآخرين، والاستفادة منها.
انتهي**472**2041** 2342
www.irna.ir