الصفحة الرئيسية / سیاسیة / ترامب يَطرح “قاعدة العيديد” في المَزاد العَلني.. ومُستعد لنَقلها من قطر لأعلي سِعر

ترامب يَطرح “قاعدة العيديد” في المَزاد العَلني.. ومُستعد لنَقلها من قطر لأعلي سِعر

الرئيس ترامب أدلي اليوم بحديث مُطوّل إلي أحد المُذيعين في محطّة “سي بي إن” الأمريكية، تناول فيه جولة وزير خارجيته ريكس تيلرسون التي استمرت أربعة أيام في مُحاولة للوساطة بين قطر من ناحية، والتّحالف الرّباعي السّعودي الإماراتي البحريني المِصري من ناحيةٍ أخري، كما تحدّث أيضًا عن أسباب اختياره الرّياض كمحطّة أولي في أول زيارة خارجية له بعد تولّيه منصبه.
هناك نُقطتان علي درجةٍ كبيرة من الخُطورة وردتا في هذا الحديث لا بُد من التوقّف عندهما لفهم كيفية “احتقار” هذا الرّجل للعرب، وتلاعبه بهم، وحلب أموالهم:
الأولي: تفاخره في المُقابلة نفسها انّه اشترط علي السّلطات السّعودية دفع مئات المليارات من الدولارات علي شكل صفقات أسلحة واستثمارات في الولايات المُتّحدة، مُقابل تلبية دعوتهم بزيارة الرّياض كمحطّة أولي، وعندما قبلوا هذا الشّرط شدّ الرّحال إلي العاصمة السّعودية، ومعه ابنته إيفانكا، وزوجته ميلانيا، علاوةً علي صِهره جاريد كونشر، صديق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
الثانية: أنّ هُناك عشر دول مُستعدّة لاستضافة قاعدة العيديد الجويّة الأمريكية في قطر، ودفع جميع نفقات نقلها، وتكاليف تشغيلها، وهي تُقدّر بالمليارات، في حال تقرّر نقلها إلي خارج قطر.
ما أراد الرئيس ترامب قوله، وبكل وضوح، أنّه لم يذهب إلي الرّياض بسبب مكانتها الدينية، وثُقلها السّياسي الإقليمي والدولي، وإنّما من أجل المال فقط، وكان له ما أراد، وعبّر عن ذلك بتفاخره بعد وصوله إلي واشنطن، بأنّه عاد وجُعبته طافحة بمليارات الدولارات، ممّا يعني الكثير من الوظائف للأمريكيين العاطلين عن العمل.
أمّا بالنّسبة إلي قاعدة العيديد الجويّة، فإنّ هناك دولتين فقط، وليس عشر دول يُمكن أن تُرحّب باستضافة قاعدة العيديد في حال نقلها من قطر، الأولي هي المملكة العربية السعودية، التي طلبت خُروج هذه القاعدة من أراضيها رُضوخًا لتهديدات تنظيم “القاعدة”، وزعيمه أسامة بن لادن في حينها، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لأنهما وبكل بساطة أبرز عُضوين في التحالف الرباعي المُعارض لقطر، وهُما الوحيدتان القادرتان علي دفع تكاليف هذه القاعدة، لما يَملكانه من قُدرات ماليّة.
ترامب، وباختصار شديد يطرح هذه “القاعدة” في المزاد العلني، ويتطلّع لأعلي سعر، ابتداءً من الدولة المُضيفة قطر، التي يريد “حِصّة دَسمة” من صندوقها السّيادي الذي يحتوي علي 320 مليار دولار، مُقابل بقاء القاعدة علي أراضيها، أو من خُصومها في الرّياض وأبو ظبي، والصندوق السيادي للأخيرة يحتوي علي أكثر من 900 مليار دولار، إن لم يكن أكثر.
لا نعرف من سيدفع الثّمن الأعلي في هذا المزاد، ولكنّنا نعرف حتمًا أن الرئيس ترامب سيُواصل عملية ابتزازه لدول الخليج (الفارسي) طالما استمر في تربّعه علي عرش السلطة في البيت الأبيض.
ربّما لا نُبالغ إذا قُلنا أنّ جميع هذه التناقضات في مواقف كل من ترامب ووزير خارجيته تيلرسون، أو وزير دفاعه ماتيس، تُجاه الأزمة الخليجية “مُجرّد مسرحية” تصب في مُخطّط الابتزاز للعرب الخليجيين الذي تُمارسه الإدارة الحاليّة، وأن هؤلاء مجموعة من المُمثّلين تتبادل الأدوار، فتيلرسون وزير الخارجية، ينحاز إلي قطر ويُوقّع معها اتفاقية لوقف دعم الإرهاب، ويقول أنّ ردها الرافض للشّروط الـ13 التي تقدّم بها خُصومها “منطقي”، أمّا ترامب فيصر في حديثه التلفزيوني نفسه “أنه تمت مُراجعة العلاقات مع قطر لأن قيادتها كانت معروفة كجهة مُموّلة للإرهاب، ونحن قُلنا لهم لا يُمكنكم فعل ذلك”، وأضاف “علينا أن نُجوّع الوحش (الإرهاب) حتي الموت وليس من المُمكن أن نسمح بدولٍ غنيّة تُغذّي هذا الوحش”.
الرئيس ترامب لا يُريد تجويع وحش الإرهاب، لأن دولته هي التي خلقته، وعملت علي تسمينه، وما زالت، وإنّما يُريد تجويع الشعوب الخليجية، ونهب أموالها تحت غِطاء هذه الذريعة، والعملية لا تزيد عن كونها “ضحك علي الذقون”، ذُقوننا كعرب طبعًا.
عبدالباري عطوان
المصدر: راي اليوم.
انتهي**1110** 2344


www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *