
جولتنا الي بلدة عرسال بدات من مدينة بعلبك حيث تبين ان المسافة بينهما 32كلم كما سجل عداد سيارتنا ؛عند وصولنا الي حاجز الجيش الاول عند مدخل عرسال الجنوبي من جهة بلدة اللبوة نصحنا الجندي علي الحاجز بالعودة الي حيث جئنا لكننا وامام واجبنا المهني بدانا الاتصالات واللقاءات مع فاعليات عرسال الذين جاؤوا الينا من داخل عرسال ومن خارجها كما التقينا ببعض الداخلين اليها.
جميع من تحدث لوكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء(ارنا) اكد ان الوضع طبيعي في البلدة التي يسودها الهدوء الحذر وان ابناءها في حالة ترقب لنتائج معركة الجرد الحاسمة كما اشاروا الي خلو شوارعها من المسلحين الذين انسحب اغلبهم الي الجرد منذ عملية الجيش اللبناني وغاب بعض من تبقي في البلدة منهم عن الانظار علي الاقل نهارا .
رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري نوه (لارنا) بالمؤسسة العسكرية وبدورها الوطني ليس بالكلام بل بالفعل والعمل موضحا ان في الجيش والقوي الامنية الرسمية يوجد العديد من ابناء عرسال ومن كافة الاعمار ونحن كمجلس بلدي علي تنسيق تام مع هذه الاجهزة لا سيما مع الجيش وقال ان الاكثرية التي كانت صامتة وغير معنية الا بلقمة عيشها اصبحت اليوم مع الحل العسكري وتريد الخلاص علي يد الجيش الذي اثبت انه حامي الحمي لحدود الوطن.
واضاف يقول كنا بالغني عن الذي حصل خلال سنوات العجاف الماضية ولم نكن نرغب ان تصل الامور الي الحسم الميداني الجاري بالجرد وبهذه الطريقة ولان امور ابناء عرسال الي الوراء بسبب اغلاق اغلب الكسارات ومعامل الحجر وضياع مواسم الاشجارة المثمرة لا سيما مواسم الكرز وخراب البني التحتية للبلدة التي فاقت استيعاب اعداد النازحين الكبير فضلا عن تلف باقي ارزاقنا المختلفة لذلك كان لا بد من الكي لانه اخر الدواء.
اما الاستاذ اديب الحجيري الذي اعلن تاييده الكامل لاجراءات الجيش والمقاومة للقضاء علي حالة المسلحين الشاذة فقد بدا حديثه (للوكالة) باعطاء نبذة عن عرسال فقال ان بلدته لها تاريخ طويل من النضال والكفاح ضد الكيان الصهيوني وتشهد علي ذلك دماء العراسلة الشهداء الذين سطروا البطولات في هذا النهج المقاوم تقع في السلسلة الشرقية لجبال لبنان وهي محاذية لمنطقة القلمون السورية بخط حدودي طوله 55كلم مساحتها الجغرافية 400 كلم مربع وتعتبر اكبر بلدات محافظة بعلبك الهرمل وترتفع عن سطح البحر ابتداء من 1400كلم الي 2000كلم .
واردف يقول يبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة ، أغلبهم من المسلمين (السنة) الرافضين للمؤامرة علي سورية ، وتنقسم البلدة إلي أحياء، ويخص كل حي عائلة من عائلاتها الكبري. ويبلغ عدد العائلات حوالي أربعين عائلة وأبرزها: الحجيري، الفليطي، الكرنبي، البريدي، الرايد، ألاطرش، عودة، زعرور وأمون ورجوح وعزالدين والجباوي وغدادة.
وتابع يقول يعتمد أهالي عرسال علي ثلاثة مصادر رئيسة تتمثل في المقالع والكسارات، والزراعة، والتجارة. وتقدر نسبة العاملين في هذه المجالات الثلاثة بـ60% من القوي العاملة، ويعمل نحو 10% في وظائف عامة وخاصة، و8% في المهن والحرف، ويبقي ما نسبته 20% تقريبا من القوي العاملة عاطلا عن العمل ؛ وكونك تعد تقريرك للوكالة الرسمية للجمهورية الاسلامية في ايران سالفت نظرك بان عرسال معروفة بصناعة السجاد المحلي ايضا، كما يُنعش تهريب البضائع مع سوريا البلدة المنسية تنموياً من دولتنا.
أما مختار البلدة عزالدين فقد قال (للوكالة) ان عرسال تعتبر بالنسبة لاهالي منطقة القلمون السورية الخيار الوحيد كما هي حال عرسال معها لذلك كانت محطة لجوء لأكثر من خمسين ألف نازح سوري تدفق معظمهم من منطقة القلمون الي منطقة عرسال بسبب الازمة السورية حيث راح عددهم يتزايد مع تزايد تداعياتها حتي تجاوز عددهم 3 اضعاف عدد العراسلة واضاف لقد توزعوا في كل زاوية حتي باتت زوايا البلدة تضيق بهم، وغيّروا كثيرا من ملامحها حتي باتت مصغرا عن منطقتهم ، فاللهجة السورية طاغية في أرجاء البلدة وأسواقها تماما كالزي السوري التقليدي الشعبي .
وأردف يقول لقد فاق هذا النزوح كل التوقعات وأثقل كاهل العراسلة قبل الدولة والمؤسسات الدولية المعنية بالنازحين وأمام هذا المد البشري، سارعت دولتنا التعيسة إلي تطبيق خطة الاستجابة الفورية من خلال نصب خيام لاستقبال النازحين، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، فيما أعلنت بعض الجهات المانحة عن تقديم مساعدات فورية وأولية وضرورية للنازحين الامر الذي اوصلنا الي ما نحن فيه.
وختم مختار عرسال يقول نحن مع انهاء كل الحالات الشاذة ومع الجيش في عرسال ومع المقاومة في الجرود ومع تغير واقعنا الكارثي الي الافضل وهذا متاح اليوم لكنه يحتاج الي تعاون الجميع وجمع كل الامكانيات والطاقات وبالتالي وضع عرسال في غرفة العناية الفائقة وقال ان وضعنا بعد معركة الحسم سيكون مختلف كليا عن ماقبلها .
المراسل: هاني فخرالدين
انتهي **386** 2342
www.irna.ir