
وهنأ روحاني المسلمين بمناسبة ولادة 'الامام الرضا' (عليه السلام) ثامن ائمة المسلمين الشيعة؛ مؤكدا ان 'الامام الرضا عليه السلام علمنا كيف نتعامل مع العالم'.
وشدد الرئيس الايراني ضرورة الاعتداد بطاقات الشعب في سياق بناء مستقبل تتجلي فيه الحرية والسلام والتقدم؛ شاكرا الباري تعالي علي نعمة العيش في عهد الثورة الاسلامية الايرانية التي تحققت بفضل تضحيات الامام الخميني الراحل (رض) والشعب الايراني والتي اطاحت بالطاغوت واظهرت الحق.
ولفت روحاني الي القناعة السائدة لدي مسؤولي البلاد انه رغم الاشواط الكبيرة التي قطعوها لكن مازال أمامهم طريق طويل لبلوغ القوة الاقتصادية المؤثرة علي صعيد المنطقة والعالم.
وقال الرئيس الايراني المنتخب ان جميع السياسيين (في ايران) توصلوا الي هذه القناعة بعد اربعة عقود أنه بعيدا عن الشعارات البراقة الا انه لا مفر من بناء مجتمع عادل ونهج معتدل، يتيح فرص التنمية وتجنب الفساد ومساندة الجميع علي حد سواء.
وكد ان الحكومة تسعي من اجل ان ينال الشعب حقوقه الي حل معضلات الفقر والفساد والحد من التضخم وتحقيق النمو الاقتصادي والمكانة الشامخة لإيران في الاوساط الدولية، والوصول السهل الي اسواق المنطقة والعالم، وتنمية الاجواء الحرة المعنية، وحق الحصول علي المعلومات، والمساواة امام القانون وبناء مستقبل واعد وحرية البيان وحق المعرفة والاطلاع علي سير الامور في البلاد.
وتابع ان هذه الحقوق لن تتحقق من دون التعاون والتعاطف والاعتدال ونبذ التطرف وسيادة القانون.
واضاف روحاني : لقد تعلمنا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تركيب متناسق بين الجمهورية والاسلامية، ولا ينبغي تجاهل اي منهما، ولقد تعلمنا ان هناك تنوعا كبيرا في اسلوب الحياة داخل المجتمع الايراني، فالنساء والرجال والشباب والقرويون وسكان المدن لا يعيشون بأسلوب واحد، وليس لدي الجميع انطباع موحد عن الثقافة والفن، ولابد من الاعتراف بالتنوع والتباين واحترامه؛ إذ أن كل القوميات الايرانية هي جزء من الوطن الأم، ومن حقها ان تطالب بالاهتمام ومزيد من المشاركة من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتوازنة والعادلة في جميع أنحاء البلاد.
وقال، ان الجمهورية الاسلامية والي جانب انجازاتها الكبري من قبيل الاستقلال والحرية وسيادة الشعب وتوفير الامن، حققت انجازات هامة في مكافحة الفقر؛ موضحا ان النسبة بين عائدات الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة تراجعت من 25 ضعفا قبل الثورة، الي 14 ضعفا قبل عامين؛ متطلعا الي نجاح الحكومة القادمة في تحقيق أداء اكثر تألقا للبلاد في سياق التقليص بين الشرائح المجتمعية.
واكد الرئيس الايراني ضرورة انتاج الثروة من اجل القضاء علي الفقر؛ مضيفا ان البطالة تشكل احد اهم قنوات ايجاد الفقر؛ داعيا الي بذل الجهود الحثيثة من اجل زيادة فرص العمل وتنميتها خلال السنوات القادمة.
وبيّن روحاني ان انتاج الثروة يتطلب استثمارات واسعة وإمكانية الوصول الي السوق اضافة الي استخدام التقنيات المتطورة؛ مصرحا ان الحكومة القادمة تري ان اولويتها الرئيسية تتمثل في زيادة الانتاج وفرص العمل، ومواصلة الخطة الاقتصادية للحكومة الحالية انطلاقا من السياسات العامة للنظام وخاصة الخطوط العامة للاقتصاد المقاوم.
واشار الي ان الشعوب ورغم المسافات الجغرافية والتنوع الثقافي والتباينات السياسية، فإنها تعيش في عالم متمازج بعضه ببعض، مضيفا ان التنمية الوطنية المستدامة العادلة لا تتحقق دون وضع خطة واضحة موثوقة ومبنية علي التعامل البناء والمؤثر مع العالم.
ونوه الي ان الخطوة الاولي في هذا المسار تمثلت في تجاوز أصعب انواع الحظر، من خلال تركيب قوة الدبلوماسية وقوة الردع الدفاعية.
وشدد روحاني علي ان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم انه دفع ولايزال ثمن استقلال البلاد حفاظا علي الكرامة والعزة، لكنه لن يرضخ لفرض العزلة عليه من قبل الاعداء، ولن يستسلم لرغبة المغرضين بعدم مشاركة ايران الفاعلة في النظام العالمي وابتعادها عن التطورات والانجازات الانسانية.
وتابع ان الاتفاق النووي مؤشر علي حسن نية الجمهورية الاسلامية للتعامل البناء والمؤثر علي الصعيد الدولي، والآن وبثقة اكبر من الماضي وبمساندة من الشعب الذي سطر ملحمة كبري في الانتخابات، نؤكد علي التعامل والتواصل البناء والمؤثر مع العالم في إطار الدستور؛ لقد انتهت الانتخابات وبدأت مرحلة التعاون والتعاطف، وقد حان الوقت للاستفادة من جميع الطاقات والقدرات لتعزيز فاعلية النظام وتحقيق مطالب الشعب.
انتهي ** ح ع