معارك جرود عرسال: مرحلة جدية بعد ان تحقق الهدف

انتهت المرحلة الاولي من معارك الجرود في لبنان باستسلام جبهة النصرة التي غادر عناصرها الي ادلب وفق المفاوضات الحاصلة مع الدولة اللبنانية.
بعد هذه المعركة تتجه الانظار الي شقها الثاني اي تحرير جرود رأس بعلبك والقاع المحتلة من عناصر داعش . بانتظار المرحلة الثانية تكثر القراءات للانجاز المحقق ولتأثيره علي مختلف الاطراف المعنية به .
تتفق الاغلبية من الخبراء والمتخصصين في توصيف ما جري . انه انتصار ميداني وعسكري واضح وجلي . هذا ما يؤكده العميد المتقاعد والقائد السابق لفوج المغاوير في الجيش اللبناني شامل روكز .
يشرح روكز، في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية ، اسباب هذا الانجاز. انه العمل الحرفي الذي قامت به المقاومة . فقد تبين ان المقاومين يعرفون الارض بشكل جيد بكل تفاصيلها فلم تواجههم اي مفاجأت . ويضيف ان نتائج المعركة تؤكد انها كانت محضرة ومعد لها منذ فترة من الزمن .
ويلفت روكز الي ان الهدف تحقق ، وهو طرد عناصر جبهة النصرة من جرود عرسال بعد ان قتلوا وذبحوا العسكريين اللبنانيين وفجروا السيارات في الداخل اللبناني وارهبوا وارعبوا اللبنانيين طوال سنين وفي مختلف الاراضي اللبنانية .
ان المعركة كانت استثنائية وحررت لبنان من هذه المجموعات الارهابية -يقول روكز- ما يعني زيادة منسوب الاستقرار الامني في لبنان الا ان التحدي الاكبر من وجهة نظر العميد المتقاعد هو استكمال المرحلة الثانية والعمل علي تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من داعش. يرفض روكز تحديد موعد للمعركة المنتظرة الا انه يري ان الاسراع في المباشرة بها افضل بسبب الدفع الكبير الذي تحقق بعد الانتصار في جرود عرسال .وينوه القائد العسكري بالتنسيق الذي حصل بين الجيش اللبناني والمقاومة ويعتبر ان هذا التنسيق كان عاملا اساسيا في تحقيق هدف المعركة وهو اقتلاع الارهابيين من الجرود .
في نفس السياق يأتي كلام مدير موقع بيروت برس الالكتروني غسان جواد لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية . فالبلد دخل مرحلة جديدة بمعطيات جديدة امنيا وسياسيا . يؤكد جواد ان استئصال الارهابيين من الجرود سوف يترك اثراً ايجابياً علي المستوي الامني .اما في السياسة فان الفريق الذي دعم الارهابيين واستثمر في مشروعهم فسيعاني من نتائج هذه الهزيمة .وقد بدأت بالفعل تظهر عوارض الاحباط وعدم التماسك في شارعه .
يعدد جواد الرابحين بعد هذه المعركة .الرابح الاول هو لبنان والامن والدولة اللبنانية اضافة الي اهالي عرسال الذين سيستعيدون ارضهم المحتلة من جبهة النصرة . الرابحون لا يقتصرون علي اطراف داخلية يري الصحفي اللبناني ان محور المقاومة رابح علي المستوي الاستراتيجي وقد شكلت معركة جرود عرسال استكمالا للانجازات الاقليمية.
اما الخاسرون فيتمثلون بالمستثمرين في مشروع الارهاب سواء في الداخل اللبناني او في الاقليم .يشير جواد الي ان هذه الاطراف كانت تشن الهجمات الاعلامية علي كل من يشير الي الارهاب في لبنان . فقد كانت اصوات البكاء والنحيب ترتفع عند كل مداهمة يقوم بها الجيش اللبناني لاماكن تمركز او هروب النازحين .
يتحدث جواد عن المعركة الاخيرة .الواضح ان هناك كفاءة ومهنية واحتراف وقدرة حسم سريع لدي المقاومة.خاصة ان المنطقة تصنف علي المستوي العسكري بالصعبة . علي الرغم من ذلك فقد قدمت المقاومة نموذجاً جديداً في القتال النظيف ادي الي هزيمة مدوية لجبهة النصرة التكفيرية.
وعن نتائج المعركة علي الجماعات التكفيرية يتحدث الباحث في شؤون هذه الجماعات رضوان مرتضي .يشير مرتضي في حديث لوكالة انباء لجمهورية الاسلامية الايرانية الي مسألتين اساسيتين .
فجبهة النصرة قدمت اوراق اعتماد جديدة للمجتمع الدولي فغيرت اسمها الي جبهة فتح الشام ، الا ان المجتمع الدولي لم يلغ تصنيفها كمنظمة ارهابية . المسألة الثانية هي الصراع القطري السعودي الذي ترك تأثيرا كبيرا علي جبهة النصرة المدعومة من قطر .
ويؤكد مرتضي ان النصرة تعرضت لهزائم عديدة الا انها هذه المرة تلقت الضربة القاضية . يمكن القول ان مشروع القاعدة في سوريا انهار بعد معركة جرود عرسال التي تاتي تتويجا لهزائم بدات في القصير ثم في يبرود والقلمون وصولا الي عرسال .
يعتبر مرتضي ان الوجود العسكري للنصرة سينتهي اما الخلايا الامنية فقد تستمر لاشهر وسنوات كما هي الحال في دول العالم . اما الذئاب المنفردة التي ستسعي للانتقام فتشكل تحديا كبيرا امام اللبنانيين.
الا ان مرتضي يضيء علي نقطة مهمة وهي وجود اشخاص مبايعين ومتعاطفين ومنتمين للنصرة في مخيم عين الحلوة . ويكشف رضوان ان هناك عناصر من بين هؤلاء طرحوا الية لخروجهم من المخيم ضمن العملية التي يتم التفاوض عليها حاليا . معتبرين انهم بهذه الطريقة يريحون لبنان منهم مقابل التحاقهم بساحات القتال في ادلب .
انتهي**388 ** 1837