الصفحة الرئيسية / سیاسیة / معادلة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان

معادلة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان

من المفيد القول ان هذا الاعتراض ليس جديدا . عمره من عمر المعادلة نفسها والتي عرفها لبنان منذ انتهاء الحرب الاهلية عام 1990 . يومها خرج الجيش اللبناني منهكا خاصة بعد حرب الالغاء التي شنتها ميليشيا القوات اللبنانية ضده . اخذ الرئيس السابق اميل لحود، والذي كان حينها قائدا للجيش، علي عاتقه مهمة اعادة بناء المؤسسة العسكرية . بناء حصل علي اسس مختلفة عما كان سائدا منذ اربعينيات القرن الماضي .وهو ما بات يعرف بعقيدة الجيش اللبناني الجديدة والتي تقوم علي قواعد اربعة :
اولا: الجيش اللبناني جيش للقتال بعد ان كانت مهمته منذ تأسيسه في العام 1945 تقوم علي 'القتال التأخيري' بمعني ان الجيش اللبناني يعمل علي عرقلة تقدم العدو بانتظار التدخلات الدولية التي كانت السلطة في لبنان تعول عليها لوقف الاعتداءات الاسرائيلية تحديدا . مع الاشارة الي ان لبنان دفع ثمن هذه السياسة غاليا . فلم يتوقف العدو الاسرائيلي وطوال عقود عن ارتكاب المجازر بحق القري اللبنانية الحدودية اضافة الي الاعتداءات المستمرة وابرزها تدميره لكامل اسطول الطائرات المدنية اللبنانية نهاية عام 1968 بفعل قصفه لمطار بيروت الدولي لتصل الامور الي ذروتها مع الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 .
ثانيا جيش لكل المكونات والمناطق اللبنانية دون استثناء، كبديل عن مقولة سادت لسنوات طويلة تعتبر الجيش اللبناني مؤسسة لطائفة معينة دون غيرها .
ثالثا اسرائيل عدو وسوريا صديق وبالتالي فان الجيش يعادي من يعاديه ويتلقي الدعم من اصدقائه.
رابعا الجيش خارج الاصطفافات السياسية في الداخل اللبناني .
ومن القاعدة الثالثة استمدت معادلة الجيش والشعب والمقاومة شرعيتها . كما انها استندت الي مادة دستورية في اتفاق الطائف تنص علي حق اللبنانيين بتحرير ارضهم بمختلف الوسائل . وقد تم التعبير عن هذه المادة الدستورية من خلال البيانات الوزارية المتعاقبة التي اوردت تبني الحكومات لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة .
لم تكن المعادلة مجرد شعار . فقد اثبتت التجارب جدواها واهميتها وضرورتها لبلد مثل لبنان . ففي ظل هذه المعادلة تم انجاز تحرير الاراضي اللبنانية من العدو الاسرائيلي . انتصار اعتبر الاول من نوعه في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي فقد انسحب العدو من اراض عربية محتلة دون قيد او شرط . سيناريو الانتصار سيتكرر في العام 2006 لتقدم المعادلة المسماة ذهبية دليلا علي فعاليتها الكبيرة .
اليوم تمر هذه المعادلة باختبار جديد متمثل بمواجهة الخطر الارهابي الذي هدد لبنان منذ العام 2011 . احتلت المجموعات الارهابية القادمة من سوريا حوالي 400 كم مربع من الاراضي اللبنانية . ولم تكف خلال السنوات الستة الماضية عن استهداف الاستقرار الامني اللبناني من خلال الاعتداء المباشر علي الجيش اللبناني من جهة وتفجير السيارات المفخخة في مختلف المناطق اللبنانية من جهة ثانية .
ويبدو ان المعادلة اثبتت نجاحها ونجاعتها اذ تمكنت المقاومة وباسناد مباشر من الجيش اللبناني بتحرير حوالي 100 كم مربع من جرود عرسال والتحضيرات مستمرة لانجاز تحرير بقية الاراضي المحتلة من قبل داعش .
اللافت هو التفاعل الايجابي الكبير وغير المسبوق شعبيا مع الانجاز العسكري . ما اعتبر بمثابة استفتاء حول الشراكة الوطنية القائمة بين المؤسسة العسكرية والمقاومة . الا ان الاصوات المشككة لم تتوقف وان كانت تقلصت امام التوجه الشعبي الواضح والمباشر .
وزير الدفاع الاسبق البير منصور يتحدث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن القضية . الرجل الذي تبوأ حقيبة الدفاع في الحكومة الاولي التي تشكلت بعد اتفاق الطائف يشير الي جانبين للموضوع : شرعي وقانوني .
ويشرح كلا البعدين . فشرعية السلاح تأتي من وظيفته . ووظيفة سلاح المقاومة هي مواجهة اعداء لبنان وعلي رأسهم العدو الاسرائيلي اضافة الي العدو التكفيري الذي يهدد السيادة اللبنانية منذ حوالي الست سنوات .ويري منصور ان هذا السلاح اثبت فعاليته في ساحة القتال في العامين 2000 ثم 2006 .
اما قانونية السلاح فهي متوفرة برأي وزير الدفاع الاسبق من خلال اعتماد الحكومات في بياناتها الوزارية لهذه الثلاثية . ويلفت منصور الي ان الحكومة الاولي بعد الطائف تحدث بيانها الوزاري بكل وضوح عن حق اللبنانيين بمقاومة اسرائيل بكل الوسائل المتاحة في ترجمة واضحة لما نص عليه اتفاق الطائف .
يشرح منصور هذه الثلاثية فيقدمها علي صورة شعب بذراعين او جناحين :جيش قانوني ومقاومة شرعية، يتكاملان لـتأمين حماية لبنان والدفاع عنه .
وردا علي سؤال حول الضجيج الذي يصدر من فترة الي اخري للتشويش علي الشراكة بين هذين الجناحين يعتبر منصور ان هذه الاصوات النشاز تخرج مسايرة لرغبات خارجية ولا علاقة لها مطلقا بالمصلحة الوطنية اللبنانية . فسلاح المقاومة استخدم لمواجهة العدو الخارجي ومن يعترض علي هذا الاداء انما يقدم خدمة للعدوين الاسرائيلي والتكفيري الذين يري منصور انهما وجهان لعملة واحدة ويعملان لاهداف واحدة في المنطقة كما في لبنان .يذهب منصور الي حد وصف كلام المعترضين بالكلام الباطل .
يؤكد منصور ان المقاومة لا تزاحم الجيش اللبناني في مجال عمله بل هي تكمله . وما لا يستطيع الجيش اللبناني ان يقوم به تقوم به المقاومة.واثبتت التجربة عدم حصول اي احتكاك سلبي بين الطرفين .
ويوضح وزير الدفاع الاسبق ان دور المؤسسة العسكرية يتمثل بامرين : الاول مواجهة العدو وحماية السيادة اللبنانية والثاني حماية الوضع الداخلي عندما تطلب منه الحكومة ذلك . ويلفت الي ان المقاومة لها دور يكمل دور الجيش في مهمته الاولي دون التدخل مطلقا في الوظيفة الثانية .
انتهي**388**2344

کد:82628635 (6117360)

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *