الصفحة الرئيسية / سیاسیة / معركة الجرود 2 : استكمال تحرير الحدود اللبنانية و السورية بالاستناد الي تجربة مليئة بالدلالات العسكرية والسياسية

معركة الجرود 2 : استكمال تحرير الحدود اللبنانية و السورية بالاستناد الي تجربة مليئة بالدلالات العسكرية والسياسية

وقبل استشراف افاق المعركة المقبلة في جرود القاع ورأس بعلبك لا بد من قراءة تقييمية للمرحلة الاولي التي ادت الي جملة نتائج سياسية تفوق النتائج العسكرية المباشرة . فعلي الرغم من اهمية القضاء علي البؤرة الامنية، التي شكلتها عناصر النصرة الارهابية في الجرود وازالة التهديد الامني والعسكري الناتج عن وجود المجموعات الارهابية في تلك المنطقة الحدوية، الا انه كان للمرحلة الاولي نتائج اخري علي الصعيد السياسي الداخلي ابرزها التالي :
1- تكريس اهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة والتي لاقت اجماعا وطنيا قل نظيره من مختلف الفئات الشعبية طائفيا ومذهبيا وسياسيا .
2-بدد الالتفاف الشعبي حول المقاومة كل المساعي لتشويه صورة حزب الله والتي عملت عليها الدوائر الاميركية والغربية والخليجية طويلا حيث بدا حزب الله في طليعة المكافحين للارهاب ليس في لبنان فحسب انما علي صعيد المنطقة
3- رسخت المعركة، والظروف التي احاطت بها، التفاهم الذي بناه حزب الله مع التيار الوطني الحر كشراكة استراتيجية اسلامية مسيحية تهدف لحماية لبنان واستقراره الداخلي كما تبين ان هذه الاستراتيجية تشكل دعما استثنائيا لخيارات الرئيس عون المسيحية المشرقية.
4-وضعت المعركة لبنان كدولة وشعب علي جدول اعمال الدول الاقليمية والعالمية . فقد بدا الوطن الصغير منتصراًبعد ان نجح في معالجة ازمة الارهاب في وقت عجزت فيه بلدان اخرة اكبر منه في ذلك وهذا ما عكسته تصريحات مسؤولين دوليين واقليميين من ابرزهم المسؤولين الايرانيين اخلال لقائهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي زار طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس روحاني .
5-فتحت هذه المعركة الطريق امام اهمية وضرورة التنسيق السوري اللبناني واعادة الحيوية الي البلدين ما يعود بالنفع المتبادل امنيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا.
6-اثبتت هذه المعركة وماتلاها من ترتيبات متعلقة بترحيل عناصر النصرة وعائلاتهم ،ان ازمة النازحين ليست عصية علي الحل بل هي ازمة قابلة للمعالجة بدليل امكانية ترحيل النازحين الي مناطق سيطرة المعارضة او اعادة استيعابهم في مناطق الدولة .
7-ابرزت هذه المرحلة قدرة تفاوضية لدي الدولة اللبنانية ممثلة بمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وهو امر يفتح المجال امام امكانية معالجة العديد من الازمات الناتجة عن الازمة السورية وتداعياتها علي لبنان بطريقة تفاوضية ناجحة ودون اي حاجة لاي مساندة اقليمية ودولية وبضمانات ذاتية كاملة .
في ظل هذه المعطيات الناتجة عن المرحلة الاولي من تحرير الجرود ينطلق التحضير للمرحلة الثانية . وقد استفاد الطرف اللبناني من التجربة بكل ما تكتنزه من ابعاد عسكرية وسياسية .
اما القيمة المضافة للمرحلة الثانية فترتكز علي ثلاث عوامل :
العامل الاول : وهو الجيش اللبناني الذي سوف يكون المسؤول عن الجبهة اللبنانية ولن يقتصر دوره علي عملية الصد كما في المرحلة الاولي بل ستكون مشاركته من موقع صاحب المبادرة والفعل.
العامل الثاني : سواء حصل تنسيق مباشر مع الطرف السوري ام لم يحصل فمن الطبيعي والحتمي ان تنسيقا عسكريا ما سوف يجري بين الجيشين اللبناني وللسوري وذلك بسبب تداخل منطقة العمليات .
العامل الثالث : ان الاجماع الوطني حول هذه العملية لن يكون ناقصا ولو قيد انملة فبعض التحفظات التي بدرت لم تعد مقبولة لان الجيش اللبناني هو المشارك الاساسي ,
اما بخصوص الميدان :
فالمنتظر معركة شاملة كما وصفها االامين العام لحزب الله حين تحدث عن استهداف داعش من كافة الجهات بحيث تتحقق الامور التالية:
اولا : تشتيت قدرة داعش علي كامل خطوط المواجهة
ثانيا -فتح محاور التقدم باتجاهه من اكثر من اتجاه
ثالثا -امكانية تسريع تحقيق النتائج عبر السيطرة المتلاحقة علي مواقعه واماكن تواجده
رابعا -حرية استخدام النيران بحيث ان منطقة سيطرة داعش خالية من الوجود المدني او من مخيمات النازحين.
يبقي ان داعش ليس لديه اي مكان لينسحب او يلجأ اليه وبالتالي فان خياره في القتال سيكون خيارا مستميتا الامر الذي يحتم تنفيذ الاعمال القتالية بدقة تجنبا او تقليصا لضحايا المعركة ، الا اذا رضخ داعش لشروط الاستسلام وقبل بها وهذا الباب يبدو مفتوحا وقد اشار اليه الامين العام لحزب الله في كلمته الاخيرة كما تحدث عنه اللواء عباس ابراهيم .وهذا الخيارعقلاني ومنطقي في هذه الظروف الا ان داعش والمجموعات الارهابية لا يمكن التعويل علي عقلانيتها فهي مجموعات ذات اتجاهات تكفيرية حادة ومن الصعب التكهن بردود افعالها .
من المفيد الاشارة الي ان المربع الاخير لداعش علي الحدود والذي قدم الامين العام لحزب الله توصيفا دقيقا له هو عبارة عن منطقة جبلية بامتياز تحوي علي قمم تعتبر من بين الاعلي علي سلسلة جبال لبنان الشرقية وتضم اودية هي عبارة عن معابر حدودية غير رسمية بين لبنان وسوريا كانت تستخدم من قبل المجموعات المسلحة للانتقال بين البلدين ولنقل السيارات المفخخة ومن ابرزها معبري الزمراني ومرطبيا وتقع غالبية مناطق نفوذ داعش في جرود القاع ورأس بعلبك من الجهة اللبنانية والجراجير وقا رة من الجهة السورية.
وبسيطرة الجيش السوري علي الجرود السورية يكون كامل القلمون الغربي قد بات خاليا من المسلحين ما يفسح المجال امام الجيش السوري للتفرغ لجبهته الشرقية في البادية الممتدة من السويداء الي السخنة .
انتهي**388** 2344

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *