
وقال البروفيسور خير الدين العايب، وهو أيضا أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أبو ظبي، في حوار لمراسل إرنا، 'حتي وإن قلنا إن الأقلية الكردية في العراق من حقها القانوني والطبيعي إجراء الاستفتاء، فإن حكومة إقليم كردستان العراق أخطأت حساباتها السياسية عندما ألحت علي إجراء الاستفتاء في وقت مازالت فيه الحكومة العراقية والمجتمع الدولي يقاتلون التنظيم الإرهابي (داعش)، فضلا عن أن الظرف الإقليمي والدولي غير مناسب لإجراء هكذا استفتاء'.
ونبه البروفيسور خير الدين العايب إلي أنه يجب أن نعرف أن إقليم كردستان جزء من النظام الفيدرالي العراقي، والإقليم قد وقع علي الدستور الفيدرالي بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، وقد قبل بالتعايش السلمي مع مختلف الأطياف الأخري العربية وغير العربية، وأنه جرت مناقشة مختلف القضايا التي تهم الإقليم وحقوقه كعوائد النفط والسلطات التي يتمتع بها في النظام الفيدرالي، ووقتها طرح الأكراد مشروع الانفصال علي الحكومة الفيدرالية و وعدوهم بذلك، لكن إلي حين استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، وظل الأكراد يطالبون الحكومة المركزية لكي تفي بوعودها إلي حين سيطرة تنظيم داعش الإرهابي علي مناطق مختلفة من العراق'.
وأضاف البروفيسور العايب أن 'الأكراد الذين شاركوا القوات العراقية في مقاتلة داعش استغلوا الفرصة والوقت للاستيلاء علي أراضي أخري ككركوك مثلا وضموها إلي مناطقهم'.
ونبه البروفيسور خير الدين العايب إلي دور الكيان الإسرائيلي المحتل في الدفع إلي انفصال كردستان، مشيرا في هذا السياق إلي أن 'إسرائيل تربطها علاقات مميزة مع الإقليم، وهي أحد الأوراق التي تلعب بها حكومة الإقليم للضغط علي الولايات المتحدة لقبول فكرة إجراء الاستفتاء، بدليل أن الإدارة الأمريكية لم ترفض فكرة الاستفتاء وإنما طلبت التأجيل فقط'، مضيفا أن نصف أعضاء الكونجرس الأمريكي عبروا عن تأييدهم لفكرة الانفصال'.
وبحسب البروفيسور، فإن المشكلة ليست في تأثير الانفصال علي الحكومة العراقية فقط، بل المشكلة في مدي قبول الدول المجاورة كإيران التي بها أكراد وتركيا الجارة القوية التي ترفض فكرة الانفصال أساسا، وهذه الدول لن تسكت في حال فكرت حكومة الإقليم في الانفصال'.
ويعتقد البروفيسور أن الانفصال لن يكون، 'لأن ميزان القوي ليس في صالح الأكراد، فلا توجد دولة في العالم أعلنت صراحة عن وقوفها لصف الأكراد في استفتائهم، لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي'، مشيرا إلي 'دور تركيا التي أجرت أمس مناورات عسكرية بالقرب من الحدود الكردية وسوف تتخذ عقوبات اقتصادية وتجارية في حق الإقليم، علما أن الاقتصاد الكردي قائم علي الاقتصاد التركي، فجميع العوامل والمعطيات الإقليمية ليست في صالح انفصال الإقليم'.
وبرأي البروفيسور خير الدين العايب، فإن الاستفتاء حول انفصال كردستان العراق 'مجرد ورقة سياسية سوف توظفها حكومة الإقليم في مساومة الحكومة العراقية علي قضايا اقتصادية ونفطية ليس إلا، والمطالبة بحكومة كنفدرالية موسعة'، مستطردا 'أعتقد أنه بعد الاستفتاء سوف تطالب حكومة الإقليم بنظام كونفدرالي يكون مناسبا لها ومقبولا إقليميا ودوليا'.
وعن مغبات الانفصال لو حدث علي العالم الإسلامي، قال البروفيسور خير الدين العايب إن 'العلاقات الدولية اليوم صارت مبنية علي المصالحة، والاقتصاد هو المحدد الرئيسي لقوة الدول، والعالم الإسلامي لم يستطع أن يتكيف مع الواقع الدولي الراهن، بدليل أننا لم نعد نسمع لدور منظمة العالم الإسلامي'.
وأضاف البروفيسور أن حكومة كردستان حكومة علمانية ما يهمها المصالح. أما العالم الإسلامي للأسف لم يعد له وزنا في لعبة التوازنات الدولية، فهو لم يستطع أن يدافع عن قضاياه المصيرية، فكيف له أن يدافع عن وحدته'، داعيا الدول الإسلامية إلي 'تغيير سياساتها ومواقفها الدولية، وان تهتم بالتنمية والتعليم والاقتصاد لأنها إذا تمادت في أخطائها فسوف تنقرض من عالم الدول كما انقرضت حضارات سابقة'.
انتهي**472**2041** 1837