
وأوضح عبد القادر مساهل، خلال أشغال الاجتماع العلني الأول لمجموعة عمل المنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب حول منطقة غرب إفريقيا المنعقد بالجزائر، أن 'إفريقيا ليست بمعزل عن نشاط الجماعات الإرهابية التي توسع رقعة نشاطها إلي ما وراء الساحل والقرن الإفريقي، وسيصل هذا النشاط إلي أبعد من ذلك إن لم يحارب بحزم'.
في هذا السياق، ذكر عبد القادر مساهل بأن 'القارة الإفريقية قررت، في كانون الثاني / يناير الماضي أن يكون التزامها في مجال مكافحة هذه الآفة في مستوي المخاطر التي تحملها هذه التهديدات'، مشيرا إلي أن قادة الدول والحكومات الأفارقة 'اتفقوا علي إيلاء هذه المسألة أولوية كبري، وشكلوا البعثة العليا للمنسقين من أجل الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب في إفريقيا ومكافحته'.
كما ذكر مساهل بأن هذه المهمة أوكلت للجزائر ممثلة في الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، 'بالنظر إلي النجاحات التي حققتها الجزائر في مجال مكافحة هذه الآفات'.
واستطرد مساهل أن الجزائر حققت هذه النتائج 'باللجوء إلي الوسائل العسكرية والأمنية التي يقرها القانون، ولكن أيضا بالوسائل السلمية المحافظة علي حياة البشر التي ستتهدف بشكل جذري العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية وعوامل أخري تستغلها الجماعات الإرهابية لتبرير وجودها وبربريتها، وسائل سلمية تحتل فيها مكافحة التهميش والإقصاء في كل أشكاله، وتعزيز المصالحة الوطنية والديمقراطية والحكم الراشد ودولة القانون وحقوق الإنسان وحقوق المرأة مكانة مركزية'.
وأشار مساهل الي أن الرئيس بوتفليقة، ووعيا منه بهذه المسؤولية وخطورة التهديد المحدق بالقارة، والظرف الاستعجالي للعمل جماعيا، 'قدم، خلال الندوة الأخيرة في قمة الاتحاد الإفريقي ميثاقا يحدد 7 محاور أساسية للعمل المستقبلي لإفريقيا في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب'. هذا الميثاق تبناه بالإجماع رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، وسيكون الإطار المرجعي لإعداد، في الأسابيع المقبلة، مخطط العمل علي المدي الطويل والرد الجماعي الإفريقي علي التحديات التي يطرحها التهديد الإرهابي وتحولاته'.
هذا ونبه عبد القادر مساهل إلي 'خطورة عودة الإرهابيين المسلحين الأجانب'، مشيرا إلي أن هذه الظاهرة 'ستشتد نتيجة الهزائم العسكرية التي تلقاها تنظيم داعش في مناطق النزاعات المسلحة في سوريا والعراق بالخصوص'.
وفي هذا الشأن أكد مساهل أنه 'بالإضافة إلي الإجراءات التي تهدف إلي ـتأمين أكبر للحدود في منطقة تتميز بالاتساع والهشاشة، هناك إجراءات ضرورية للتضييق علي حركة هؤلاء الإرهابيين العائدين، داعيا إلي 'تعاون إقليمي ودولي عاجل لإبعاد محاولة التراجع هؤلاء الإرهابيين وتجمعهم في مناطق تعاني من نقص الموارد والإمكانيات المؤسساتية لمحاربتهم'.
في هذا السياق قال مساهل 'إن الجزائر التي عانت بشكل كبير، في سنوات التسعيينات من عودة الإرهابيين الأجانب تحافظ علي أعلي مستوي من اليقظة داخل ترابها وعلي كافة حدودها وتجدد استعدادها لتعزيز التعاون في مجال مراقبة الحدود ومجال الشرطة مع جميع دول المنطقة'.
و دعا مساهل إلي 'ضرورة العمل جماعيا علي تجفيف منابع تمويل الإرهاب في هذه المنطقة من غرب إفريقيا، مثل الفدية والجريمة المنظمة العابرة للحدود بكل أشكالها، والاستغلال الكبير لشبكات الهجرة غير الشرعية وتجارة السلاح والمخدرات، مثل الكوكايين والهيرويين، وخاصة الحشيش، وكذلك المتاجرة بالبشر وتبييض الأموال، وهي كلها توفر أموالا معتبرة تسمح للمجموعات الإرهابية بوسائل مالية هامة لتمويل نشاطها الإرهابي ومواصلته وتوسيعه إلي دول أخري'.
كما دعا مساهل إلي محاربة الظروف التي يولد فيها التطرف العنيف والإرهاب، من خلال اعتماد برامج تتناسب والخصوصيات المحلية والوطنية وتشمل كل قطاعات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية'.
هذا وكانت أشغال اجتماع مجموعة عمل المنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب الخاص بمنطقة غرب إفريقيا قد انطلقت بالجزائر، برئاسة مشتركة بين الجزائر وكندا، بهدف بحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون في المجالات التي تكتسي أولوية في مخطط عمل المجموعة.
ويشارك في هذا الاجتماع الذي سيتواصل علي مدي يومين موظفون سامون وخبراء في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والوقاية منهما والأمن عبر الحدود ومكافحة تمويل الإرهابي، بالإضافة إلي بلدان أعضاء في المنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب وبلدان من منطقة غرب إفريقيا ومنظمات دولية وإقليمية منها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
ويأتي هذا الاجتماع حول منطقة غرب إفريقيا قبل الاجتماع الإقليمي الأول للمنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب المرتقب أن ينعقد بالجزائر يوم الأربعاء المقبل حول موضوع 'العلاقة بين الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والإرهاب'.
انتهي**472**2041**1369