
وهل المملكة العربية السعودية باتت تعرف فعلا الصواب عن الخطأ وقررت تغيير استراتيجيتها المعهودة منذ عام 2003 أتجاه العراق أم لا تغيير الا في ظاهر الخطاب وأن الاستراتيجة ستكون نفسها، و العراق سيشهد في المرحلة القادمة أيضا شرورا كثيرة من جارها 'العربي – الاسلامي' ولكن هذه المرة تحت غطاء الانفتاح علي العراق والسعي وراء ' إعادة بناء العراق وإعادته إلي الحضن العربي كما يصفها السعوديون و البعض الآخر في العالم العربي وحتي العراق نفسه فضلا عن مسؤولين في أدارة دونالد ترامب الامريكية؟
أن المسؤولين السعوديين يحاولون في هذه الايام اظهار حسن النوايا ويتحدثون عن تبادل المصالح المشتركة. السيد عادل الجبير في اعقاب زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي الي السعودية أخيرا، والاعلان عن تشكيل المجلس التنسيقي بين البلدين، قال أن إيران تريد أن تسيطر علي العراق بينما السعودية تدعم بغداد في التعافي.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو أنه ما أذا كانت هذه المقارنة صحيحة أصلا وهل تدعمها الحقائق علي الارض؟ ويجيب علي هذا السؤال خبير سياسي عراقي لايريد الكشف عن اسمه ويشير الي الاسباب الاتية في عدم ثقة العراقيين في السعودية:
1.ان السعودية أظهرت العداء للعراق بعد عام 2003م، دون أي سبب يذكر سوي الموقف الطائفي فيما الجمهورية الاسلامية تفاعلت مع التجربة السياسية في العراق بلا شروط.
2.السعودية صعدت الخطاب الطائفي ضد العراق وتعاملت مع العراقيين كطوائف وليس كأمة وشعب واحد، بينما ايران لم يظهر لها أي خطاب طائفي واستقبلت جميع السياسيين العراقيين بشكل متساو.
3. فتحت ايران اسواقها وحدودها مع العراق، وساهمت شركاتها في انشاء وتطوير العديد من المشاريع الاقتصادية والخدمية بينما السعودية، عملت كل ما في وسعها لتخريب اقتصاد العراق.
4.لم تنشئ الجمهورية الاسلامية سورا بطول أمتار علي حدودها مع العراق فيما أنشأت السعودية عام 2014م سورا بخمس خطوط وسواتر ممنعة علي طول 900كم من حدودها مع العراق مزودة بأعقد التقنيات ويحرسه ثلاثون الف شرطي وبكلفة تصل الي ستة مليارات دولار.
5 .سخرت السعودية اعلامها واموالها وخطابها الديني ضد العراق والعراقيين، وحرضت المئات من الشباب سواء في المملكة وخارجها علي الالتحاق بالارهاب وتجنيدهم للانتحار في شوارع واسواق ومؤسسات العراق حتي بلغ عدد مقاتليهم في العراق خمسة الاف انتحاري تسببوا في تدمير وقتل الالاف من العراقيين الابرياء، فيما وضعت الجمهورية الاسلامية كل امكانياتها العسكرية وخبراتها في خدمة العراق لمواجهة الارهاب.
6.أن ما وصل اليه العراقيون من انجاز امني وتحرير الارض والانسان من براثن الارهاب، وفي حل الكثير من مشاكله السياسية سواء في الداخل أو مع جيرانه يعود الفضل لقادة الجمهورية الاسلامية، الذين دعمونا في خبراتهم حتي وقف العراق علي قدميه.
7.عملت السعودية علي تشجيع الانفصال في شمال العراق واستقبلت مسعود البارزاني ب70 من كبار المسؤولين السعوديين، من أجل حثه علي الانفصال، فيما أوقفت ايران كل إمكانياتها للوقوف في وجه الانفصال حتي اللحظة هذه، وكانت سببا رئيسيا لانهاء مشروع الانفصال الذي راهنت عليه السعودية وسواها.
وختم بالقول أن يقيم العراق علاقات حسن الجوار مع السعودية شيء مقبول اذ ندعم سياسة رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي في تقوية العلاقات مع دول المنطقة والجارة خاصة ولكن لا يمكننا كالشعب العراقي ولا الحكومة العراقية أن ننسي السلوك والخطاب السعودي تجاه العراق ودعهما الارهاب والتكفير والايام القادمة ستكشف عن حقيقة النوايا السعودية في المرحلة الراهنة وسيعرف الشعب العراقي مجددا من هو أخلص الجيران والاشقاء والاصدقاء بالنسبة له.
انتهي**380**2344