
وفيما يلي نص المقابلة التي اجرتها معه وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية:
*ارنا: ما هو تعليقك علي ردود الفعل التي صدرت من جهات لبنانية علي كلام الرئيس روحاني حول حضور ايران في المنطقة ؟
** قنديل: اولا من الواضح اننا امام حالة افتعال لردد فعل وتحويلها الي مادة سجالية . لأن ما قاله الرئيس روحاني كلام طبيعي وعادي . لان الكل يعلم ان اي قرار في المنطقة لا يمكنه تجاهل عدد كبير من الدول والحكومات .
وهذا ينطبق علي روي الولايات المتحدة الاميركية وكل الدول والقوي الفاعلة لان الحياة السياسية متشابكة ومترابطة في منطقتنا . ساعطي مثلا عايشناه مؤخرا . فالاكراد اتخذوا قرار الانفصال واقاموا حسابا لمواقف الاطراف وراهنوا علي الموقف الاميركي الداعم لهم ليتبين فيما بعد ان رهانهم خاطيء .
*ارنا: ما هو الهدف اذن من افتعال ردود الفعل هذه من قبل بعض الاطراف اللبنانية ؟
** قنديل: في الحقيقة الانفعال والتعليق بصوت عالي هو عبارة عن تقديم اوراق اعتماد من قبل جهات تعيش ازمة حقيقية في علاقتها مع مرجعياتها الاقليمية . كلنا يعلم ان الوزير السعودي ثامر السبهان المكلف بادارة الملف اللبناني وجه تأنيبا لجماعته في لبنان واتهمهم بانهم جبناء يأخذون المال من السعودية ولا يتجرأون علي مقاتلة حزب الله . بعد هذا الكلام من الطبيعي ان يخرج تيار المستقبل ويرد علي كلام المسؤولين الايرانيين ليقول للرياض انه علي ولائه لها وانه يتجرأ ويدافع عن السعودية .في هذا الاطار اضع بيانات وتصريحات الاطراف اللبنانية الموالية للسعودية.
*ارنا: هذا يقودنا لسؤال حول الدور الايراني في المنطقة هل ترون انه دور بناء ام تدخلي سلبي ؟
** قنديل: للحديث عن دور ايران نستشهد بكلام مستشار الامن القومي الاميركي مؤخرا والذي يتهم ايران بانها عنصر لا استقرار في المنطقة وهو يدعي ان التدخل الايراني تسبب بمشكلة بين اربيل والسليمانية . هذا يعني ان الاميركيين كانوا يريدون انفصال كردستان عن العراق وفي المقابل يريدون من العراقيين الوقوف عاجزين امام هذا التطور الخطير . وهذا يعني ايضا ان ايران 'المريحة' من وجهة نظر الاميركيين هي التي تؤيد تفتيت وتقسيم دول المنطقة وهي ايران التي لا تسعي للتأثير لدي البارزاني من اجل ان يتراجع عن فكرته الافصالية .هذه ما يريده الاميركيون اما الواقع فيؤكد ان ايران فاعلة في المنطقة من اجل الحفاظ علي وحدة سوريا والعراق وفي اطار دعم المقاومة في لبنان وفلسطين وهي لا تطلب بالمقابل ثمنا ينتقص من سيادة هذه الدول او في مجال الاقتصاد . ان ايران دولة ساعية لتأمين استقلالية دول المنطقة وسيادتها.
*ارنا: الي اين يمكن ان تؤدي برأيك هذه الردود وهل يمكن ان تغير في الواقع او انها عبارة عن زوبعة في فنجان ؟
** قنديل: الاعتراض علي التصريحات الايرانية يذكرني بالحملة التي استهدفت حزب الله بعد تحريره الجرود وتحديدا حركة التفاهم التي ادت الي انسحاب عناصر داعش الي دير الزور . وقتها سمعنا تصريحات عراقية معترضة وبرأيي فان واشنطن هي التي حركت المواقف العراقية انذاك .اليوم ينقلون جماعات داعش من الرقة دير الزور والبوكمال وهناك علامات استفهام كبيرة حول العلاقة القائمة بين قوات سورية الديمقراطية وداعش . بالمقابل نلاحظ عودة التحام العراقيين مع محور المقاومة وهذا يدل علي ان القوي المعادية تفتعل ازمات ولكنها كما تقول الاية القرآنية الكريمة 'اما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض'. هذا برأيي ما سيتكرر مع الردود علي كلام الرئيس روحاني .
*ارنا: بمعزل عن ردة الفعل اللبنانية في اي سياق تأتي التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني الشيخ روحاني ؟
** قنديل: الكلام الايراني موجه للاميركيين بالدرجة الاولي وليس موجها لدول المنطقة . اعتقد ان الرئيس الايراني اراد ايصال رسالة مفادها ان لبلاده قدرة علي تعطيل المشاريع الاميركية في المنطقة . وهذا الامر بدا منذ سنوات طويلة . بالامس استمعنا الي كلام المسؤولين الاميركيين في ذكري عملية المارينز منذ 35 عام . هم قالوا ان هذه العملية قلبت الموازين في المنطقة وغيرت صورة المنطقة وهذا يختصر المشهد الاقليمي . طبعا الاميركيون سيستمرون بمحاولة ارجاع الاوضاع الي مصلحتهم في المنطقة واجتماع رؤساء اركان الجيوش الاميركية والاسرائيلية والسعودية والاماراتية في واشنطن مؤخرا يصب في هذا الاتجاه خاصة انهم تحدثوا عن هدف وهو مواجهة هيمنة حزب الله علي المنطقة . طبعا حزب الله لا يهيمن علي المنطقة ولكن توصيفهم هذا يعكس حقيقة موازين القوي التي لا تخدم مصالحهم.
انتهي**388** 2344