
ويأتي هذا التصريح في وقت، كشف فيه وزير الخارجية والمغتربين لدي السلطة الفلسطينية رياض المالكي، النقاب عن أن السلطات الأميركية لم تُوقع حتي الآن علي المذكرة الدورية التي تصدر كل 6 أشهر، ويسمح بموجبها إبقاء مكتب البعثة الفلسطينية مفتوحاً، رغم انتهاء مدة المذكرة السابقة قبل أيام !.
ووضع مراقبون هذه التطورات في إطار الابتزاز الذي تتبعه الإدارات المتعاقبة داخل الولايات المتحدة، والهادف إلي استغلال ما لديها من أوراق ضغط لغرض تحقيق مكاسب خاصة.
وفي السياق، نبّه الكاتب والمحلل السياسي د. عادل سمارة إلي ضرورة تخلي المستوي الرسمي الفلسطيني عن النهج الذي تتبناه، لجهة 'المداورة' في القضايا الدبلوماسية، و 'المراوحة' عند أعتاب واشنطن.
وخلال مقابلة مع مراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، قال 'سمارة'، :'ما من شك في أن بقاء هذه المشهدية علي هذا لن يخدم القضية الفلسطينية علي الإطلاق، بل علي العكس سيلحق بها ضرراً فادحاً'.
وأضاف، 'في ضوء التحديات الراهنة وغير المسبوقة، هناك شرط أساسي لإنقاذ هذه القضية، وهو إيجاد وضع داخلي جيد ، ومستقر، وموحد (..) من دون حدوث هذا الأمر لا يمكن بالتالي التوجه لخلق بيئة عربية حاضنة، لأن ضعف الفلسطينيين وتشرذمهم ينعكس صداه مباشرة علي الوضع الإقليمي'.
ولفت 'سمارة' إلي أن الإدارة الأمريكية الحالية ليست استثناءاً عن سابقاتها، قائلاً :' منذ عقدين من الزمن ، والسلطة الفلسطينية تتوقع دائماً الكثير من واشنطن راعية التسوية ؛ لكن دون جدوي علي الإطلاق'.
واعتبر المحلل السياسي التهديد الأخير بشأن إغلاق مكتب 'منظمة التحرير' في واشنطن امتداداً للنهج الأمريكي المنحاز لصالح 'إسرائيل'.
وأردف قائلاً، :' يجب ألا نتجاهل ما فعلته أمريكا سابقاً –وما تفعله اليوم-، هي تحديداً من وقفت في وجه العديد من القرارات الأممية والدولية المؤيدة للحق الفلسطيني، تارة باستخدام حق النقض الفيتو، وفي مرات أخري عبر ممارسة الضغوط علي الدول والبعثات الدبلوماسية لثنيهم عن التصويت خدمة لإسرائيل'.
وخلص 'سمارة' للقول، :' للأسف أن القضية الفلسطينية حتي الآن لم تتحرك إلا من خلال الجهات المعادية، والمضادة لنا ، ولا أفق قريب لتغيير هذا الواقع'.
انتهي ** 387 ** 2342