
منير وفي حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية، اضاف ان وزير الخارجية الاميركي تيليرسون حمل معه الي اللبنانيين فكرة المقايضة بين الملفين البحري والبري وان الطرف اللبناني رد برفض حازم علي هذه المسألة .
ولفت منير الي ان المفاوضات حول الملف النفطي لا تزال في بداياتها والاميركيون يسعون لحصول تفاوض مباشر بين اللبنانيين والاسرائيليين.
وفيما يلي المقابلة كاملة :
*ارنا: هل يمكن اعتبار زيارة تيليرسون زيارة ناجحة او فاشلة ؟
**منير: زيارة تيلرسون الي لبنان هي جزء من جولة في المنطقة عنوانها الاساسي وبنسبة 80% العلاقة الاميركية التركية اما ادراج لبنان كمحطة في هذه الجولة فهو رغبة اميركية باعطاء اشارة بان لبنان غير منسي وانه علي جدول الاعمال والاهتمام الاميركي . بالنسبة لفحوي الزيارة فقد رتبها مساعد نائب وزير الخارجية الاميركي ساتؤفيلد خلال الاسبوع الماضي وهي متعلقة بالنفط والغاز وتداخل هذا الملف مع اسرائيل . ما عبر عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دقيق لناحية ان الاميركي ليس وسيطا بل وكيل وهو يريد تأمين حصة اسرائيل من غاز البلوك التاسع اما طرح قضية الحدود البرية وبناء الجدار من قبل الاسرائيليين فهدفه المقايضة بين الملفين وكل تصعيد نسمعه في هذا الملف غير منفصل عن فكرة المقايضة التي يريد الاميركيون عرضها .
*ارنا: ما هي الافكار التي استخلصها ساترفيلد من جولته التحضيرية ؟
**منير: اولا اريد ان اشير ان ساترفيلد يقوم في لبنان بمهمته الرسمية الاخيرة لان قرارا صدر بتغييره واستبداله بشخصية اخري لتولي منصب مساعد نائب وزير الخارجية اما عن نتائجه فما اعرفه ان المسؤول الاميركي وقبل مغادرته بعد جولته الاولي طرح سؤالا واحدا علي عدد ممن التقاهم وهو : ما رأيكم هل سيقبل لبنان وحزب الله بفكرة تقاسم النفط والغاز وهل يمكن ان ننجح في ايجاد تسوية بين لبنان وحزب الله من جهة والاسرائيليين من جهة اخري .
*ارنا: هل ما قيل عن ان لبنان رفض فكرة تيليرسون حول تقاسم النفط هو امر دقيق ؟
**منير: الواضح ان مسألة التفاوض لا تزال في بداياتها ، لا احد يتوقع ان يتعاطي الاميركيون بمرونة في هذه المرحلة . الاميركيون اتوا ومعهم ضغوطات واغراءات . فكرتهم هي ان يعطوا الاسرائيلي في البحر مقابل اعطاء اللبنانيين في موضوع البر والحائط . هناك ضغوط اميركية علي لبنانيين وشركات لبنانية . هم ياملون ان يتم تليين الموقف اللبناني وان يبدي الطرف اللبنلني تليينا في الموقف واستعداد للدخول في مسائل اخري .وطبعا هو سمع 'لا ' لبنانية حازمة . فلبنان متمسك بحقه وجاءت مواقف الامين العام لحزب الله لتعطي دفع للموقف اللبناني وخاصة عندما قال للبنان الرسمي انه يستطيع ان يتسلح بقوة المقاومة ودعاهم لعدم التراجع .
*ارنا: هل الموقف الرسمي اللبناني بهذا المستوي الذي اكد عليه السيد نصر الله؟
**منير: نعم هذا هو الموقف اللبناني الرسمي حتي الان .
*ارنا: ماذا تقصد بكلامك عن ان الاميركيين يريدون تليين الموقف اللبناني واقناع اللبنانيين بالدخول في مسائل اخري ؟ هل المقصود تفاوض مباشر بين لبنان والعدو الاسرائيلي ؟
**منير: كما هو معلوم فان البلوك 9 قضية معقدة ومعه تبدأ الامور بالبحر المتشابك بين الطرفين وهناك الاعماق الغنية بالنفط ولا احد يعرف كميات الغاز المتواجدة في الاعماق . هذا الواقع يطرح مشكلة دائمة تحتاج لمتابعات يومية وقد يحصل افتعال لمشاكل من اجل دفع الامور الي تواصل دائم بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي . ما يريده الاميركيون ان يتحول هذا التواصل الي امر عادي وطبيعي . المفاوضات المباشرة بين اسرائيل ولبنان هي هدف موجود لدي الاميركينن ويحاولون الوصول اليه باستمرار
*ارنا: هل حمل الوزير الاميركي تهديدات ذات طابع عسكري ؟
**منير: اي تهديد عسكري غير وارد في هذه المرحلة وهذا ليس منة من احد . الاميركيون ليسوا اليوم في وارد الدخول في حرب عسكرية لا في لبنان ولا في سوريا . الظرف الداخلي الاميركي وظروف منطقتنا لا يسمح بهذا الخيار . ليس هناك قدرة ولا رغبة ايضا .
*ارنا: قد يكون العدو الاسرائيلي هو من سيقوم بالمهمة العسكرية وليس الاميركيين ؟
**منير: اسرائيل تحديدا ليس لديها ايضا هذا الخيار بدليل انها تبني جدارا وهذا تدبير دفاعي . من ينوي الهجوم لا يبني جدارا. اعتقد ان عدم قدرة اسرائيل علي المبادرة العسكرية تتأكد يوما بعد اخر .
*ارنا: هناك معلومات صحفية تم تداولها عن ان وزير الخارجية الاميركي هدد اللبنانيين بمقاطعة بلاده للمؤتمرات الاقتصادية الداعمة التي ستعقد قريبا من اجل دعم لبنان . هل هذا صحيح ؟
**منير: هذا ممكن في اطار الضغوط ولكن اعتقادي ان المؤتمرات مسألة مرتبطة بمنع انهيار الدولة اللبنانية ومنع الوصول الي الخط الاحمر. لان انهيار الدولة اللبنانية يؤثر سلبا علي المصالح الغربية وبالتالي هم سيتدخلون لمنع هذا الانهيار .
*ارنا: هل يمكن القول ان العلاقة اللبنانية الاميركية اصبحت تمر في ازمة علي خلفية الملف النفطي؟
**منير: لا يمكن الحديث عن ازمة. هناك ضغوط من اجل ارضاء الاسرائيليين وهذا لا يمكن فصله عن الازمة الداخلية التي يعيشها ترامب وهو اشتري اوكسيجين من خلال قراره حول القدس ليحصل علي الدعم اليهودي . وانا اري انه كلما زادت الضغوط الداخلية علي الرئيس الاميركي سيلجا لمزيد من الدعم لاسرائيل وسنري تقديم اغراءات للوبي اليهودي في واشنطن . الغاز مسألة كبيرة وهناك ايضا قضية التطبيع التي تعتبر قضية اساسية للاميركيين ويحاولون فرضها في المنطقة . ويبدو ان الاميركي يصبح اسير لاسرائيل .ونتنياهو سيزور واشنطن لحضور مؤتمر ايباك في الرابع من شهر اذار المقبل وهناك توقعات بلهجة عالية السقف في هذا المؤتمر . لذلك المنتظر هو المزيد من الضغوط الاميركية ارضاء لاسرائيل في كل ملفات المنطقة بما فيها الملف اللبناني.
انتهي**388** 2344