
تبدأ ممارسة طقوس عيد النيروز قبل رأس السنة الشمسية بأيام وتستمر بعدها لمدة 13 يوماً ولعل إعداد طاولة توضع عليها سبعة أشياء تبدأ بحرف السين، واجتماع العائلة حولها عندما تدق ساعة العام الجديد هي من أهم التقاليد المشتركة بين الشعوب التي تحتفل بهذا العيد وكل واحدة من هذه الأشياء السبعة تحمل معاني العشق والولادة والحظ والبركة والسلامة والسيادة والشفاء فمن الضروري أن تضم الطاولة المعدة للاحتفال بالنيروز سبعة أشياء تبدأ بحرف السين باللغة الفارسية وهي الخل، والتفاح، وعملة معدنية، والثوم، والعشب، والسماق، وحلوي سمنو.
ويعتبر الإيرانيون حلول النيروز تزامنا مع تجدد الطبيعة عند بداية فصل الربيع رسالة لها معان إيجابية كثيرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام، وكلها قيم لا تنفصل عن الإسلام وبالتالي لا تعارض بينه وبين الاحتفال بها.
وذكر الباحثون في تاريخ ايران أن أصل النيروز يعود إلي أسطورة تتحدث عن احتفالات عمت البلاد في عهد الملك جمشيد بسبب نشره للسعادة والخير والبركة، ثم شيد مدرج جمشيد أو ما يعرف بـ'تخت جمشيد' لإقامة مراسم العيد في عهد الأخمينيين الذي ما زال قائما في مدينة شيراز.
إنّ النيروز لم ينفصل عن الثقافة الإيرانية منذ القدم، ولا يعد جزءا من تقاليد دينية أو تاريخية بل يعود لأساطير قديمة لم تغب عن حياة الإيرانيين، وهذا سبب استمرار الاحتفال به وأهميته دون الأعياد الأخري.
إلي جانب كل ذلك، كان الناس قديما يضعون الكتاب المقدس علي الطاولة، واستبدل بعد الإسلام بالقرآن أو ديوان الشاعر حافظ الشيرازي. وخلال هذا اليوم يحتفل بعض الناس باللعب بالماء كرمز للتطهّر وتفاؤلاً بموسم زراعي ناجح.
وفي تخليدهم للمناسبة، يجتهد الإيرانيون في تغيير أثاث منازلهم وشراء ملابس وحلي جديدة، وشراء المكسرات واللحوم والحلويات الخاصة بالمناسبة.
ويرتدي البعض في هذا العيد ملابس حمراء ويصبغون وجوههم باللون الأسود ويرتدون قبعات خاصة ويرددون أهازيج ضاحكة لرسم البسمة علي وجوه الآخرين ويبادر الناس فيه لإطعام الفقراء وزيارة قبور الموتي وتستمرهذه الاحتفالات أياما قد تصل إلي أسبوعين كاملين.
ويُعدّ الأفغان أطعمة خاصة بالنيروز، منها طعام يصنع من القمح وعندما يوضع علي النار تجتمع حوله الفتيات يغنين الأهازيج الشعبية وفي مصرعيد النيروز يقابله عيد 'شم النسيم'.
إنتهي** ع ج**2344