الصفحة الرئيسية / سیاسیة / اسلام اباد وطهران هواجس مشتركة ومصالح متبادلة

اسلام اباد وطهران هواجس مشتركة ومصالح متبادلة

وأكّد السفير الايراني في هذا الحوار علي ايلاء ايران أهمية فائقة لعلاقاتها الدبلوماسية مع باكستان بإعتبارها دولة ذات حدود شرقية مع ايران يتوافد مسؤولوها دوماً علي طهران تقابلها زيارات لشخصيات ايرانية رفيعة المستوي مع الإقرار بوجود بعض العثرات في مسارعلاقات البلدين يمكن تخطيها وإنّ هذا النوع من التقارب من وجهة نظر السفير الايراني لدي باكستان ذو أهمية استراتيجية تترك انطباعاً علي الموازنات الاقليمية ما جعل البلدان يتطلعان الي أهداف طويلة الأمد إقتصادية وسياسية.
وأكّد هنر دوست علي الهواجس والمصالح المشتركة التي شغلت بال مسؤولي البلدين نظراً الي الاشتراكات والتقارب الذي شهده الجانبان حكومة وشعباً فضلاً عن الإمتداد التاريخي للعلاقة بين البلدين والسعات والكفاءات الكبيرة المغفول عنها والتحلي بحسن الجوار ما يفرض ضرورة زيادة منسوب تبادل الوفود رفيعة المستوي بين البلدين سياسياً وتجارياً تتلاءم و تطلعات طهران واسلام آباد.
كما أفاد هنر دوست بضرورة عدم السماح لبلد ثالث بالتأثير علي العلاقات بين الجارين خاصة لو أخذنا بعين الاعتبار الخلاف المتصاعد بين ايران والسعودية والعلاقات الطيبة الباكستانية السعودية. فباكستان دون شك بحاجة الي علاقتها بالرياض لاسباب اقتصادية ناهيك عن إيلاء ايران أهمية لتنمية العلاقات بين الدول المسلمة داخل المنطقة لقناعتها بأنّ هذا التقارب الاسلامي سيحد من تدخل الدول الاجنبية.
وفي موضوع العقبات التي تحول دون التعزيز المنشود للعلاقات بين طهران واسلام آباد قال السفير الايراني لدي باكستان: إنّ لباكستان مواقف تجاه الجماعات الإرهابية ونوعية التصدي لها أعلنت ايران عن عدم رضاها تجاه هذه المواقف والتي بحد ذاتها باتت حجرعثرة في التقارب الأكثر بين البلدين مع وجود هواجس وقلق مشترك أشهر البلدان به جراء ما يعانيانه من تبعات تواجد الجماعات الارهابية علي الاراضي الباكستانية وقيامها بأعمال مخلة بالأمن الايراني من الداخل الباكستاني.
يُضاف الي ذلك ملف تهريب المخدرات و وقوع ايران وباكستان في طريق ترانزيت هذه المواد حيث صرّح السفير الايراني بأنّ ايران بلد يقطنه 85 مليون نسمة أكثر من 40 بالمائة منهم من الفئة الشابة تحت ال35 سنة. وهذه التركيبة السكانية وقضية التهريب خلقت هاجساً مشتركاً بين ايران وباكستان خاصة بعد الحضور الامريكي في افغانستان وتضاعف تهريب المخدرات بإسناد أمريكي رغم رفضها ذلك.
وأما القضية الاخري التي تطرق اليها السفير الايراني لدي اسلام آباد تمثلت في تهريب البشر الذي جاء ضمن أولويات البلدين فضلاً عن تحلي البلدين برؤية مشتركة حيال الظواهر العالمية وحقوق الانسان ومكافحة الارهاب وتوفير أمن الحدود بين البلدين.
وأشار هنردوست الي ملف هام ومصيري بات عقبة في العلاقات بين البلدين وهو انبوب الغاز المعروف بانبوب السلام الذي أعرب وزير الخارجية الايراني عن أمله خلال زياراته الأخيرة لاسلام آباد بأنّ يتابع الجانب الباكستاني الموضوع بجد وإهتمام ويبيّن سبب إيقاف مد هذا المشروع علي الاراضي الباكستانية وهل هنالك دور لتنمية العلاقات الايرانية الهندية عليه وهل ترك مشروع الطريق الواصل الاقتصادي بين باكستان والصين إنطباعاً سلبياً علي تفعيله. إنما لم تلق ايران رداً حتي الآن من الجانب الباكستاني علي هذه التساؤلات رغم قيام ايران ب90 بالمائة من التزاماتها حيال المشروع بتكلفة بلغت الملياري دولار مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار الدور السعودي الصادّ لهذا المشروع.
وعن دور الطاقة الايرانية لمستقبل مشروع باكستان والصين لم يعتبر السفير الايراني المشروع ناجحاً دون تواجد ايراني بما تتمتع به ايران من احتياطي للطاقة ولكونها الطريق الواصل الترانزيتي الرابط بين 15 دولة يمنح ايران دوراً جيوسياسياً وجيو اقتصادياً لأي دولة تريد بسط تنميتها الاقتصادية التجارية في المنطقة فضلاً عن الأمن الذي تتمتع به ايران والاستثمار الرخيص فيها.
وشدد السفير الايراني لدي اسلام اباد علي معارضة ايران للتواجد الأجنبي في المنطقة ودعمها للتعاون بين دول الشرق الاوسط للحد من هذا التدخل واصفاً ايران بالبلد الملحّ علي إبعاد الأجانب عن المنطقة وضرورة تعاون دولها لاستتباب الأمن فيها دون أن يري تضاد بين هذه الرؤية الايرانية وتأييدها لمشاركتها في المشروع الصيني الباكستاني أو مشروع طريق الحرير الجديد الذي سيرفع منسوب التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة ويزيد من الاستقرار فيها ويعزّز الأمن وحسن الجوار ويخلق إطارا لتعزيز الأواصر بين دول الاقليم.
وعن المهمة التي أحالتها الخارجية الايرانية للسفارة الايرانية في اسلام آباد قال السفير الايراني بأنّ هذه المهام تندرج في إطار التعاون الحدودي والعسكري وتقديم الاستشارات في شؤون عليا وصيانة التقارب وزيادة تبادل الوفود فضلاً عن الإهتمام بالجانب الاقتصادي.
فمن وجهة نظرهذا السفير، فإنّ ايران وباكستان بلدان يكملان فراغ بعضهما البعض في الجانب الاقتصادي و في الطاقة والتصدير والاستيراد متطلعاً الي بلوغ نسبة ال5 مليارات دولار الذي خطط البلدان لنيلها، مضيفاً الي ذلك التعاون الدوائي وتصدير ايران الدواء لباكستان والتعاون في مجالات كالبتروكيماويات والتقنيات القائمة علي المعرفة والنانوتكنولوجيا أوالبايوتكنولوجيا وقضية مد باكستان بالكهرباء الايرانية.
إنتهي** ع ج** 1837

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *