
وقال مصطفي هميسي، في حديث مع مراسل إرنا بالجزائر، إن 'المرحلة مرحلة حرب باردة أخري، والظرف هو ظرف حرب نفسية متبادلة'، معتبرا أنه 'من الناحية العملية يمكن القول 'إن الجيش السوري وحلفاءه حقق الكثير من الانتصارات الميدانية، بل وكثيرها كان حاسما، ومن ذلك خاصة طرد جماعات إرهابية مسلحة من مواقع كثيرة، خاصة هذه الأيام في الغوطة'.
وبحسب مصطفي هميسي، فإن 'التهديد الأمريكي يأتي في ظرف واضح، وهو أن تأثير الولايات المتحدة والغرب في الأحداث بالمنطقة تدهور لصالح أطراف أخري، خاصة روسيا وإيران وتركيا.
واعتبر الأستاذ مصطفي هميسي تهمة استعمال الجيش السوري للأسلحة الكيماوية واستخدامها مسألة 'لا يمكن أخذها إلا من زاوية الحرب متعددة الأبعاد القائمة في المنطقة'.
ويري هميسي أن الأمر يتعلق أكثر 'بحرب إعلامية' مستبعدا أن تكون هناك حرب علي سوريا، مشيرا إلي 'توعد روسيا الواضح باستهداف أية صواريخ'، مستطردا أن 'هناك أطرافا إقليمية تعادي النظام السوري وتعادي إيران، هذه صمتت الآن فالذي يقود الحرب الإعلامية هما واشنطن وباريس، والتهديد بالتدخل خارج الشرعية الدولية، مرجح أنه يتجاوز 'الحرب الباردة' إلي ضربات متفرقة علي أهداف محددة ولكن هناك تهديدا روسيا واضحا باستهداف الصواريخ'.
ويعود هميسي إلي التأكيد أن 'اليوم هناك انتصار علي داعش في سوريا وحتي في العراق، وأن هذا أمر ساهمت فيه سوريا وروسيا وإيران أكثر من غيرها، لهذا فهي تملك شرعية هذا الانتصار وهو يرجح كفتها'.
وبحسب هميسي فإن 'الوضع الدولي يتغير بسرعة، وموازين القوة شهدت تحولا هاما، وإن كان غير جدري'، مضيفا أن تهديدات الإدارة الأمريكية 'قد تقتصر علي محاولة الضغط لانتزاع بعض التنازلات'، مضيفا أنه حتي إذا نفذت الضربات 'فلن تغير من المعطيات الميدانية قيد أنملة'، وهو انتصار سوريا وحلفائها علي الإرهاب.
وخلص إلي أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 'قد تكون مجرد إدارة للرأي العام الغربي فقط، لحفظ ماء الوجه، أي خلق مشاكل وهمية وحلها أو الانتصار فيها إعلاميا'.
للإشارة، فإن الأستاذ مصطفي هميسي كاتب ومحلل سياسي والمستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الأسبق في عهد الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد، وصاحب كتاب 'كيف تحكم الجزائر؟'.
انتهي**472**2041** 1718