
و اكد صعب ان العدوان الاميركي البريطاني الفرنسي علي سوريا لن يغير من الوقائع التي اصبحت قوية في سوريا وهي وقائع تؤكد انتصار دمشق وانتهاء الحرب الحقيقة فيها .
صعب اعتبر في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان هذا العدوان هو ثمن الانتصار السوري ومحاولة فاشلة لعرقلة التقدم في الغوطة .
وشدد علي ان المشكلة الحقيقية تكمن في الصراع الحاصل داخل الادارة الاميركية وان من يحكم واشنطن اليوم هو تويتر وليس مجلس الامن القومي او الكونغرس .
وفيما يلي المقابلة كاملة:
*ارنا: هل توافق علي ان المشهد يبدو هزليا بالنسبة لدولة كبري مثل الولايات المتحدة الاميركية فبعد التهديد والوعيد تنفذ واشنطن مع باريس ولندن عدوانا ضد دمشق دون اي جدوي عسكرية وسياسية ؟
*صعب: اعتقد ان الولايات المتحدة الاميركية تعاني ارباكا داخل النظام والمعركة الحقيقية تحصل داخل الادارة اكثر من كونها مع جهات خارجية . التغييرات التي يقوم بها ترامب غير مألوفة في دول العالم ولعل اقالته لوزير خارجيته دون ابلاغ الاخيرمسبقا تشكل اكبر اهانة لكل السياسات والتنظيمات المؤسساتية في واشنطن . واعتقد ان هذه المرحلة لن تستمر طويلا لان من يقود واشنطن اليوم هو 'تويتر' وليس مجلس الامن القومي او الكونغرس . الرئيس ترامب جاء في ظل ظروف صعبة واميركا مرتبكة . من هنا فان العدوان الذي نفذ علي دمشق اشبه بمسرحية حصلت بعد ابلاغ الروس والايرانيين بان يبتعدوا والهدف الوحيد هو حفظ ماء وجه الولايات المتحدة الاميركية .
*ارنا: هل هذا يعني ان العملية لم تحقق نتائجها المرجوة ؟
*صعب: نعم والسبب الابرز هو ان سوريا المستهدفة هي اليوم في موقع المنتصر وطبعا دمشق لا تريد الغرق في معارك جديدة . كان هدف الاميركيين في البداية هو توجيه ضربة لتعرقل التقدم في الغوطة وتدفع الرئيس الاسد الي الانحناء وهذا طبعا لم يحصل . العدوان برأيي هو ثمن الانتصار والدول الخاسرة اي الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا تحاول التعويض بعد ان ادركوا ان الحرب الحقيقية في سوريا انتهت وهم اليوم في موقع من يجر اذيال الخيبة بعد ان كان هدفهم وضع اليد علي سوريا ارضاء لاسرائيل ولكن الاحداث اثبتت ان سوريا قلعة صامدة و دمشق عاصمة العالم وعصية علي اي خضوع.
*ارنا: هل هذا يعني ان الولايات المتحدة الاميركية خسرت في سوريا ؟
*صعب: بالتاكيد واشنطن خسرت ومعها بريطانيا وفرنسا . قاموا بالعدوان قبل وصول الفريق الدولي المكلف باجراء التحقيقات في دوما . شعروا ان هذا الامر قد يقطع عليهم الطريق فنفذوا العدوان المحدود وتبين ان نتائجه محدودة ايضا. يمكننا القول ان صلاحية التهديدات والاعتداءات قد انتهت والاسد خرج منتصرا وقد جاءت صورته التي بثها التلفزيون السوري وهو يدخل مكتبه لتؤكد ان الحياة علي عادتها في دمشق الواقفة علي قدميها .
*ارنا: برز اليوم الموقف الاسرائيلي المحبط من محدودية الضربة . هل يمكن للعدو الاسرائيلي ان يدخل علي الخط مجددا في هذا التوقيت ؟
*صعب: اعتقد ان اسرائيل لن تقدم علي اي خطوة استفزازية بانتظار الرد الايراني علي اعتداء التي فور . ويبدو ان تل ابيب تعيش هذا الهاجس بدليل انها اعلنت بالامس ان الطائرة بدون طيار والتي اسقطتها منذ شهرين كانت تحمل متفجرات. الاعلان عن هذا الامر في هذا التوقيت يهدف الي تضليل الرأي العام واظهارها بموقع الضحية . اعتقد ان هذا الامر لن يغير من الواقع شيئا لان ان ايران لن تسكت وهي تقرر التوقيت المناسب لردها.
انتهي**388**2344