
وأظهرت تسريبات دبلوماسية مؤخراً، قيام بعض المسؤولين الأوروبيين بطرح مقترح يقضي بتولي الأمور الحياتية والإنسانية في قطاع غزة ، كـ'مخرج' للأزمات المعقدة التي يعيشها القطاع المحاصر منذ ما يزيد علي عشر سنوات.
ويقوم المقترح المذكور علي تسلّم كافة عائدات الجباية و الموارد المالية في مقابل الالتزام بصرف مرتبات الموظفين العموميين المحسوبين علي السلطة في رام الله خاصة بعد حجب مخصصاتهم، و كذلك المعتمدين ضمن كشوفات الحكومة السابقة التي كانت تديرها حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' قبل اتفاقات المصالحة مع حركة 'فتح'.
ولم يلق هذا الطرح الذي يعد شكلاً من أشكال الوصاية الغربية علي القطاع صدي كبيراً بين الأطراف المعنية، وهو ما اعتبر مؤشراً علي عدم إمكانية تطبيقه أو تسويقه في هذه المرحلة الدقيقة.
و بدورها، وضعت 'لجان المقاومة في فلسطين' سياسة التضييق المستمرة علي أهالي غزة في خانة التمهيد لفرض مشاريع تصفوية تستهدف القضية المركزية للأمة جمعاء.
ونبهت اللجان إلي أن أية عقوبات تفرض من جانب السلطة مهما كان مسماها ؛ فإنها تخدم أعداء الشعب الفلسطيني، ولا أحد سواهم.
وحذرت من مغبة التعاطي مع مثل هذه المقترحات و المشاريع الرامية لضرب الصمود الشعبي الأسطوري الذي تجلي بصورة واضحة عبر الالتفاف الجماهيري الكبير حول 'مسيرات العودة'، مؤكداً أن من أهم الانجازات التي حققتها هذه الحشود هي إحباط المؤامرة الصهيو-أمريكية المسماة 'صفقة القرن'.
ومن جهتها، أكدت الناشطة السياسية صابرين دياب أن الرهان كان –وسيبقي- علي الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني الصامد، والمناضل.
ونقل مراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، عن 'دياب' قولها، :' ليتآمر من يتآمر، نحن منذ زمن بعيد علي قناعة تامة بأن من يتصدرون المشهد داخل المنظومة الرسمية العربية هم حكام عار، وقناعتنا الراسخة بأنهم لن يستطيعوا كسر عزيمة شعبنا المتجذر، و المتشبث في أرضه'.
وأضافت، 'ما حصل في بداية القرن الماضي لن يتكرر الآن, فالفلسطينيون اليوم أكثر نضجاً، وليس بمقدور أحد أن يلتف علي حقهم أو يخدعهم لتصفية قضيتهم'.
وتابعت القول، :'من هذا الذي باستطاعته أن يطمس قضية عادلة ، وأبناؤها بالملايين في الداخل السليب و في أصقاع المعمورة ، وهم علي مدار قرن من الزمن يعيشون ملاحم البطولة و الصمود (...) مسيرتنا المحقة لن تتوقف, ولن تستطيع أعتي قوي الطغاة أن تقتلعنا من أرض الآباء والأجداد'.
وشددت دياب علي أن الشعب الفلسطيني هو فقط صاحب القرار النهائي فيما يخص مصيره و مستقبله، وليس أي حاكم خائن أو متخاذل عربي.
أما مدير مكتب 'مسارات' للدراسات الاستراتيجية والسياسية د. صلاح عبد العاطي، فدعا إلي ضرورة المراكمة علي ما جري إنجازه خلال الأسابيع الفائتة من عمر 'مسيرة العودة'.
وربط 'عبد العاطي' في معرض حديثه بين التقدم بمقترح غربي الآن بعنوان 'إنقاذ غزة'، وبين الارباك الكبير الذي تعيشه 'تل أبيب' جراء هذا الفعل النضالي الفارق.
وخلص للقول، :'الثورة الحقيقية تفضي إلي ابتداع أشكال نضالية جديدة، و لعل هذا ما منح المسيرات قرب حدود القطاع الزخم الأكبر، لا سيما في ظل الظروف الدولية والإقليمية، وحتي الداخلية الفلسطينية'.
انتهي ** 387 ** 1718