
ولعل الكثير من الناس يجدون صعوبة في مشاهدة المقاطع المؤلمة التي تتحدث عن ممارسات الجماعات الإرهابية لا سيما جماعة داعش في مختلف المناطق السورية والعراقية ومناطق غرب آسيا، لكن هالة أبو مصعب المخرجة الوثائقية التي تعمل في قناة الميادين اللبنانية تقدمت بالحديث عن إنطباعها بشأن هذه المقاطع المؤلمة في محل إقامتها وسط طهران إلي وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (ارنا).
أبو مصعب التي تركز أعمالها الوثائقية علي القضايا المتعلقة بالمرأة والطفل أشارت إلي قصصها التي تتحدث عادة عن الآلام والأحزان الإنسانية ومنها علي سبيل المثال قصة ذلك الطفل الذي هرب من قبضة داعش فعثرت عليه وأجرت معه مقابلة خاصة أو تلك الأفلام الوثائقية الكثيرة التي أعدتها عن سوريا وعن اللاجئين السوريين وقصص أولئك الأشخاص الذين لجاوا إلي اوروبا هرباً من داعش.
إن إنتاج أفلام وثائقية التي تتحدث عن غرق الأطفال في البحار وعن تدمير المنازل والبيوت علي رؤوس الأطفال والنساء الأبرياء مثلت جزءاً من الأعمال الوثائقية التي قامت 'هالة' بإنتاجها لكنها أعتبرت إن أكثر الأفلام الوثائقية التي تأثرت بها هي فيلمها 'كابوس داعش'.
الفيلم الوثائقي يتناول آخر أيام داعش وآخر جرائمه في مدينة الموصل العراقية، وبالتحديد قبل تحرير المدينة من قبضته بخمسة أيام، حيث قامت هالة بحمل كاميرتها مع المجموعة التي ترافقها واتجهت إلي هناك وأخذ توثق جرائم هذه الجماعة التكفيرية.
تتحدث هالة عن فيلمها الوثائقي فتقول: إنه يتحدث عن الأطفال الذين اضطروا إلي العيش مع داعش في تلك المناطق وكان التنظيم يحتفظ بهؤلاء الأطفال في معسكرات خاصة لتلقي التدريبات العسكرية.
لعل الحديث عن تفاصيل ما كان يحدث للأطفال في تلك الفترة تعيد ذكريات الأحزان والأوجاع مرة أخري التي عاشها الشعبان العراقي والسوري خاصة وإن الأطفال الذين لم يكن عمرهم يتجاوز الثامنة أو التاسعة فقط خضعوا - تحت رحمة داعش - لأسوء أشكال العبودية والإعتداءات أحياناً.
لقد تحدثت ابو مصعب إلي هؤلاء الأطفال؛ الأطفال الذي تمكنوا من الفرار من قبضة داعش أو دفعت أسرهم فدية لقاء تحريرهم من عبودية داعش.
وتبدأ هذه المخرجة الوثائقية فيلمها 'كابوس داعش' بمشاهد من إنقاذ النساء والأطفال الذين دفنوا تحت أنقاض البيوت التي فجرها داعش.
وقد تحدثت عن تصوير تلك اللقطات لتشير إلي إنها تعرضت لهجمات داعش لمنعها من إنقاذ النساء والأطفال وحتي أن داعش استخدم قناصاً متخصصا باستهداف الأطفال وقتلهم.
لقد تحدثت أبو مصعب مع هؤلاء الأطفال واستمعت إلي قصصهم وتفاصيل الأوضاع الصعبة التي واجهوها مع داعش وقامت بإلتقاط صور وأفلام لهم لتكون دليل علي وحشية داعش ووحشية من قام بتقديم الدعم والمساندة لهم.
وتقول المخرجة الوثائقية إنه ورغم القصص الأليمة والمؤلمة التي رواها هؤلاء الأطفال إلا إنها حاولت أن ترسم مستقبلاً مشرقاً لهم في نهاية الفيلم.
لعل حديث هالة يذكرنا بالمشاهد التي عرضها الفيلم الوثائقي 'نساء بأقراط من البارود' الذي عرض في عشرة الفجر هذا العام وفي مهرجان فجر السادس والثلاثين السينمائي.
الفيلم من إخراج رضا فرهند ويروي قصة إمرأة تدعي 'نور' وهي صحفية رافقت مجاهدي المقاومة والتقت بالنساء الإيزديات اللاتي هربن من قبضه داعش بعد أن تعرضن للكثير من ممارساتهم الوحشية.
لعل هالة أبو مصعب لم تشاهد 'النساء بأقراط من البارود' لكنها بالتأكيد تود أن تطلع علي تجربة السيدة نور.
وبالرغم من إنها لم تتمكن من عرض فيلمها 'كابوس داعش' في مهرجان فجر السينما هذا العام إلا إنها تأمل أن يكون فيلمها علي رأس مهرجان أفلام المقاومة الذي سيقام في طهران قريباً.
يذكر إن مهرجان فجر السينمائي الدولي إنطلق في طهران في 19 أبريل الجاري ويستمر حتي الـ 27 منه.
انتهي ** ا ح ** 1718