و قال وزير الأوقاف السوري في حوار خاص مع إرنا أن الأعداء شنوا حربا ضروسا ضد سوريا و استخدموا الأرهابيين و التكفيريين للتوصل إلي أهدافهم و لكنهم فشلوا في تحقيق ما كانوا يريدونه.
و فيما يلي نص الحوار الذي أجري مع الدكتور محمد عبد الستار السيد في الجزائر العاصمة:
-التطرف والإرهاب اللتان شاهدناهما في سوريا لهما جذور فكرية وجذور دينية، ماذا فعلتم في وزارة الأوقاف السورية لمكافحة جذور هذا التطرف؟
وزارة الأوقاف هي الوزارة المعنية بالشأن الديني، ولا شك أن الحرب الإرهابية التكفيرية التي استهدفت سوريا لها جوانب متعددة، منها مع الأسف الستار الإسلامي للإجرام الوهابي والتكفيري الذي أراده عنوانا للقتل والذبح والتدمير والتخريب، فكان لابد إضافة إلي التضحيات التي قام بها جيشنا العربي السوري والحلفاء في خط المقاومة من طهران إلي بيروت إلي جانبنا، لابد أيضا من أن تقوم وزارة الأوقاف والسادة العلماء والمختصون بالأمور الإسلامية بمواجهة الفكر الضال والمنحرف للوهابية والتكفير، وشرح للناس الإسلام كما أنزله الله، وقد لعب العلماء في بلاد الشام في سوريا دورا كبير في التوعية مما أدي إلي فرز ما يجري في سوريا علي أنه إرهاب وتطرف وتكفير ولا علاقة له بالإسلام.
هذا الوضوح الذي وجد لدي الشعب السوري في الرؤية الدينية هو بفضل العمل المتواصل لعلماء بلاد الشام وعلي رأسهم العلامة الشهيد شهيد المنبر والمحراب الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله وبقية السادة العلماء الذين تعرضوا للإرهاب والقتل، أكثر من 70 من خطباء المساجد استشهدوا وأكثر 4 مدراء أوقاف استشهدوا أثناء السنوات الثمانية، وقدموا من التضحيات بدمهم وبفكرهم في سبيل تحصيل المجتمع السوري من الإرهاب والتطرف والتكفير.
وطبعا قامت وزارة الأوقاف بمجموعة من اللقاءات والاجتماعات والمحاضرات وخطب الجمعة والدعوة النسائية والعمل النسائي والتوعية في كل مكان، وتطوير المناهج في مواجهة التكفيريين والإرهابيين، ووضع تفسير عصري جامع للقرآن الكريم، ومحاربة بث الفتنة الطائفية، الحقد الوهابي تجاه بقية المذاهب الإسلامية. كل هذا كان نتاج عمل. ولا يمكن تلخيص عمل مؤسسة كالمؤسسة الدينية الفاعلة علي أرض الواقع في كلمات، وإنما هي أفعال، وهذه الأفعال واضحة للجميع.
-حققت سوريا نجاحا باهرا في مجابهة الجماعات الإرهابية بفضل الجيش العربي السوري وحلفائه، ويمكن القول إن الجماعات الإرهابية تنتهي في المستقبل القريب في سوريا، كيف تقيمون نجاحكم في مجال مكافحة التطرف الفكرية؟
نحن نستطيع أن نقول إن 95 في المائة من الشعب السوري أصبح يدرك حقيقة حجم المؤامرة، وأن الإسلام بريء من كل هذه الأفكار الشاذة التي طرحتها الوهابية، نعتقد أنه في هذا الجانب لا توجد لدينا مشكلة فكرية علي الإطلاق، بجهود السادة العلماء والأخوات العالمات في سورية الذين بذلوا جهودا كبيرة في هذا المجال. والدليل علي ذلك أن المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون والمناطق التي يسيطر عليها بقية الإرهابيين لا يوجد فيها أبدا أي شيخ من مشايخ سوريا. لا يوجد فيها شيخ ممن درسوا في معاهد والمؤسسات الرسمية كلية الشريعة، جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية والعربية أو معاهد الشرعية أو المدارس الشرعية علي الإطلاق، وإنما هم مرتزقة من بقية دول العالم أو أشخاص لم يدرسوا الدين، ويعملون حدادا أو نجارا أو ... أطلقوا اللحية وارتدوا الجلباب وتحدثوا باسم الإسلام، ولا علاقة للفكر الإسلامي بهم، هذا ليس فكرا بل إجرام، حتي الفكر الوهابي هو فكر تكفيري فارغ لا يستطيع أن يملأ عقول السوريين أبدا، لأن سوريا حضارة، سوريا انطلق منها الفقه الإسلامي والعقل الإسلامي، والحضارة الإسلامية، سوريا محصنة بفضل الله. فالقلق من موضوع انتشار الفكر التكفيري في بلادنا أمر كذبه الواقع. فالواقع أن كل العلماء وكل الأخوات العالمات وراء قيادة السيد الرئيس بشار الأسد ووراء الجيش العربي السوري.
-ألا تخشون أن ترجع هذه الجماعات من بوابة أخري؟
لا نخشي عودة هؤلاء، نحن نقوم بعملنا في تحصين الأجيال علميا وفكريا ودعويا من هذه الأفكار والبلاد بفضل حكمة الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري والقوي الحليفة من جمهورية إيران وحزب الله والمقاومة والأصدقاء الروس لا نخشي أبدا بعد ذلك بإذن الله
المؤامرة ضد سوريا مؤامرة كبيرة تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتركيا من جانب الشمال، المشكلة ليست مشكلة داخلية، هم استغلوا الشعارات الإسلامية لكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا اختراقا علي مستوي الفكر الإسلامي في سوريا.
-هل لكم تعاون في مجال مكافحة التطرف فكريا، مع إيران ؟
كل علماء بلاد الشام، وكنت أنا معهم، تشرفنا بمقابلة الإمام المرشد سماحة السيد علي خامنئي حفظه الله، وبشرنا بأننا سنصلي جماعة في القدس. كنا في إيران واجتمعنا بكبار العلماء وعلي رأسهم مجمع تقريب المذاهب ومجمع آل البيت، وقمنا مع السادة العلماء بخطوة كبيرة جدا في جمع كلمة الأمة ومحاربة الفكر الطائفي والتكفيري، من خلال مؤتمر وحدة الأمة الذي عقد، وكان الدكتور علي أكبر ولايتي هو ضيف الشرف وألقي كلمة في المؤتمر في دمشق منذ أسبوع، دعوت أنا له وزارة الأوقاف السورية، وعلماء سوريا، وكان فيه أكثر من 80 عالما من علماء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلي جانبنا ومعنا، وساهموا مساهمة كبيرة فيه.
-شاركتم في ملتقي الجزائر حول مناهج التربية الإسلامية، هل هناك تغييرات في المناهج الدراسية لديكم، بالنظر إلي الأزمة التي تمر بها سوريا؟
أتينا إلي الجزائر لتعزيز العلاقات الأخوية، والجزائر كان لها موقف متميز عن بقية الدول العربية في دعم حق الشعب السوري والوقوف إلي جانب سوريا، لكن فيما يتعلق بالمؤتمر، نحن نشارك في أي مؤتمر لنقدم التجربة السورية، وإلي أين وصلنا نحن حتي تكون نموذجا في العالم العربي في تطوير المناهج، نحن قطعنا شوطا كبيرا، أكثر من 60 مقررا شرعيا طوروا تطويرا، وقدمنا لهم هذه المناهج، وعلي رأسها التفسير الجامع للقرآن الكريم قدمت للمؤتمر ولرئيس المجلس الإسلامي الأعلي الجزائري، والمناهج الدينية التي تدرس في المدارس الشرعية ومناهج وزارة التربية السورية، مناهج التربية الإسلامية. نحن نريد أن نعطي حقيقة ما يجري في سوريا وحقيقة تطوير المناهج لمواجهة الفكر الوهابي المتطرف التكفيري.
-كيف تقيمون تجربة سوريا في مكافحة التطرف والتكفير وما مدي إمكانية الاستفادة منها عربيا؟
هذه التجربة هي التي حصنت البلاد، وهي تجربة اعتمدت علي مرتكزات يجب أن تعمم علي كل الدول العربية والإسلامية، هذه مرتكزات فكرية أطلقها الرئيس بشار الأسد حفظه الله، وأختصرها، بالنسبة إلي المناهج والعمل الديني والعمل الخطابي، في التحليل بدل التلقين، إنزال النص علي الواقع، عدم الفصل بين المقاصد والشعائر، التركيز علي الأخلاق والأخلاقيات في الإسلام، الاعتماد علي سيرة النبي صلي الله عليه وسلم في تفسير النصوص، مواجهة وتغيير المصطلحات التي وضعتها الوهابية بالنسبة إلي التكفير، وفيما يتعلق بالمنبر هو موقع عام وله حرمة وله قواعد وأصول يجب أن تتبع في الدعوة الإسلامية وليس ترك الحبل علي الغارب لمن يشاء أن يقول ما يشاء من دون ضوابط ومن دون المحافظة علي المواطنة، لأن حب الوطن من الإيمان.
-معالي الوزير هل لديكم كلمة تريدون أن توجهونها الي الشعب الإيراني ؟
كل التحية والتقدير والاحترام للجمهورية الإسلامية الإيرانية لوقوفها إلي جانب الحق، ولا شك أن سماحة الإمام المرشد الأعلي علي خامنئي حفظه الله بتوجيهاته لجمهورية الإسلامية ولشهداء والدم الإيراني الذي امتزج بالدم السوري انتصرنا نحن وإياكم وحزب الله في لبنان بمساعدة الروس.
وكما قلت لسماحة الإمام علي خامنئي حفظه الله، في لقائنا، بأنني شاهدت في الفندق في طهران، شاهدت لقاء لسماحته مع قادة الجيش الإيراني يقول لهم: فَلَمَّا تَرَاءَي الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَيٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ حينها قلت لسماحة الإمام حينها فهمت أن قوة الصواريخ الإيرانية تكمن في إيمانكم بالله وبأن الله معنا، فسينصرنا نحن في وجه أمريكا وإسرائيل ومن يقف معهم من الوهابية السعودية التكفيرية.
انتهي **472**2041**2344
تحقق أيضا
قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس
وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …