
وقال الشيخ صبري في خطبة الجمعة بالمسجد الأقصي: إن بعض الدول العربية والإسلامية تلهث وراء الدول الكبري، التي تفرض وصايتها علينا، وتطرح مبادرات منها 'صفقة القرن' التي في حقيقتها تمثل خطة الاحتلال بثوب أمريكي، داعيا المسلمين الذين يزيد عددهم عن مليار وثمانمائة مليون أن يصحوا من غفلتهم وأن يحتكموا لكتاب الله وسنة رسوله وحينئذ يتمكن المسلمون من استعادة وحدتهم وكرامتهم وعزتهم وقوتهم واستقلالهم.
وأدي 250 ألف مصلٍّ في المسجد الأقصي، رغم عراقيل الاحتلال وإجراءاته التي منعت عشرات الآلاف من الوصول.
واستعرض الشيخ صبري في خطبة صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصي، ما يتعرض إليه المسجد من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، ومحاولات التزييف والتزوير والخداع بحقه.
وأشار إلي وضع صورة مجسم لما يُدعي بهيكل سليمان المزعوم، مكان صورة مسجد الصخرة المشرفة، وتوزيعُ هذه الصورة علي وسائل الإعلام لجذب اليهود في العالم ليأتوا إلي فلسطين من خلال الخداع والايهام.
وشدد علي أن هذه الوسائل الخداعية والتزويرية لن تغير من الواقع شيئاً؛ وقال: إن مسجد الصخرة المشرفة هو جزء لا يتجزأ من الأقصي المبارك، وأن الأقصي قائم إلي يوم الدين وسيبقي المسلمون متمسكين بكل ذرة تراب من ذراته فلا تفريط بأي ذرة تراب منه.
وأضاف 'الأقصي جزء من عقيدة المسلمين جميع المسلمين بقرار من رب العالمين ولا علاقة لغير المسلمين به، وإن الاقتحامات للأقصي هي اعتداءات عليه لن تكسب اليهود أي حق فيه'.
من ناحية ثانية، حذر خطيب الأقصي من ما يسمي 'قانون التسوية' أي تسوية الأراضي والبيوت والعقارات والذي أقره الكنيست الصهيوني مؤخراً ويقضي بمسح أحياء مدينة القدس بهدف الكشف عن المالكين المقيمين خارج فلسطين، مؤكدا أن القانون يعد هؤلاء المالكين غائبين ، فيأتي ما يسمي حارس أملاك الغائبين بوضع يده علي حصص المالكين لهذه الأراضي والبيوت والعقارات.
وتابع أن 'هذا القانون العنصري الجائر يلاحق المقدسيين لتفريغ مدينة القدس من أصحابها، فالاحتلال يحارب القدس حجراً وبشراً لتهويد المدينة، فعلي المواطنين أن يكونوا حذرين من هذا القانون وأن لا يتعاطوا معه لأنه غير قانوني وغير إنساني'.
وخلال خطبته، رحب خطيب الأقصي بالمصلين الذين تخطوا الحواجز العسكرية الظالمة وقال: أيها المحتشدون في رحاب المسجد الأقصي المبارك.. إن زحفكم إلي الأقصي المبارك لصلوات الفجر والعشاء والتراويح، وصلوات الجمع والجماعة... كل ذلك يمثل رداً عملياً ايمانياً ورسالة واضحة موجّهة للطامعين في الأقصي وللمعتدين عليه، ورسالةً أخري للعالم أجمع بأن أهل بيت المقدس، وأكنافه ، يحبون الأقصي حباً ايمانياً لا يتزعزع، فقلوبهم ومشاعرهُم معلقة بالأقصي، وأنهم علي الوعد والعهد لحمايته والدفاع عنه. مؤكدا ان الأقصي يمثل جزءاً من ايمانهم وعقيدتهم بقرار رباني الهي من سبع سماوات وقال انه لا مجال للمساومة ولا للتفاوض عليه، ولا تنازل عن ذرة تراب منه'.
وأشار إلي أن هذه هي الجمعةُ الثالثةُ من شهر رمضان المبارك لعام 1439ه، وهنيئاً لمن صلي الجمعة في المسجد الأقصي المبارك، في هذا الشهر المبارك، فيكون المسلم قد نال ثلاث فضائل مجتمعة، وهي: الجمعة لها فضيلة، والأقصي له فضيلة، والصوم له فضيلة، داعيا المسلمين، إلي الصلاة في الأقصي المبارك في رمضان، وفي غير رمضان أيضاً.
وتابع خطيب الأقصي إنه ينبغي علي كل مسلم في فلسطين أن يشدّ الرحال إلي الأقصي، وأن يتوجه إلي القدس بنية الصلاة، فإن مُنع من الوصول إلي الأقصي بسبب الحواجز العسكرية الاحتلالية الظالمة وغير الإنسانية، فإن المسلم يصلي حيث يُمنع، وله ثوابٌ موازٍ ومساوٍ لمن يصلي في الأقصي.
وذكر أنه كان أصدر فتوي شرعية بذلك، ولا تزال هذه الفتوي قائمة ، معربا عن أمله أن تكون قلوب المحتشدين في رحاب الأقصي علي قلب رجل واحد، وأن تكون صفوفُهم موحدة ومتراصّة، وأن يحافظوا علي حرمة صيامهم، وعلي حرمة ونظافة مسجدهم.
انتهي ** 1837