
وتجمع عدد لا بأس من الجمهور بساحة البريد المركزي، وهي أحد أكبر الساحات العمومية بالعاصمة الجزائرية، أمام الشاشة الكبيرة التي بثت منها مباراة المنتخبين.
وتابع الجمهور الجزائري المباراة بكثير من الحماس الرياضي، فكانوا يصرخون لكل مبادرة جادة من أحد الفريقين، لكنهم كانوا يبدون تعاطفا أكبر عندما يتعلق الأمر بفرصة سانحة لصالح المنتخب الإيراني، إلي درجة أنهم كانوا يغضبون علي اللاعب الإيراني عندما يضيع فرصة للتسجيل.
وقال عبد الرحمن، وهو كهل في الخمسين من العمر، لمراسل إرنا، بعد انتهاء الشوط الأول من المباراة: 'شاهدت الدقائق العشر الأخيرة من المباراة، وجدت أن المنتخبين لعبا بخوف وحذر شديدين، لكن الدقائق الثلاث الأخيرة رأينا فيها بعض الضغط من المنتخب الإيراني، لكنه تنقصه الفعالية. أعتقد أن المباراة ستنتهي بالتعادل، وإن كنت آمل أن يفوز المنتخب الإيراني. صحيح هي رياضة ولكن المغرب مملكة.
وعلق شاب علي كلام الكهل بالقول: 'آمل أن تنتهي المباراة بالتعادل حتي يكون حظ المنتخبين الاثنين متساويا ويمكن لأحدهما بشيء من الحظ أن يمر إلي الدور الثاني، فكلا المنتخبين مسلمين'.
وعلي الرغم من أن ساحة البريد المركزي حيث بثت المقابلة مكان مكشوف وكان الوقت عصرا، إلا أن الجمهور الذي كان بالساحة انتظر تحت الشمس إلي غاية الشوط الثاني من المباراة.
وقال أحدهم، وكان برفقة طفلين له: 'أنا أسكن في العمارة المقابلة للبريد المركزي، لكنني أفضل مشاهدة المباراة في شاشة كبيرة ومع الناس، هذا يعطيها مذاقا آخر، أعتقد أن مشاهدة مباراة في شاشة كبيرة أحسن حتي من مشاهدتها في الملعب'، مستطردا 'بطبيعة الحال أجواء الحماس عندما يتعلق الأمر بمشاهدة منتخبنا الوطني تختلف كثيرا، للأسف لم نتأهل هذه المرة، ولو كان المنتخب الجزائري هو الذي يلعب لما وجدت أين تضع قدمك كما حدث في مونديال 2010 و2104'.
وتسمر الجمهور الكروي الجزائري أمام الشاشة الكبيرة طيلة الشوط الثاني ودقائق الوقت بدل الضائع، وكان في كل مرة يقفز إذا كانت هناك لقطة من المنتخب الإيراني، وصفق لحارس مرماه حين أخرج كرتين مغربيتين كادتا أن تسكن شباك المنتخب الإيراني. كما صفق بفرح لما سجل المدافع المغربي ضد مرماه ووقع فوز أشبال المدرب البرتغالي كيروش.
وعلق أحد الحاضرين، وكان رجلا قد تجاوز الستين ويؤكد أنه من مناصري فريق 'اتحاد العاصمة' الجزائري بأن 'المقابلة كانت صعبة بالنسبة إلي المنتخبين، وكان المفروض أن تنتهي بالتعادل'، مضيفا أن المنتخب المغربي 'كان بإمكانه التسجيل، ولكن منتخب إيران كان أكثر لياقة بدنية وأحسن تكتيكا، وضيع المغرب هدفين بفضل حارس المرمي الإيراني الذي كان رجل المقابلة'.
في السياق نفسه قال آخر: 'الفريقان لعبا جيدا، والهدف كان غلطة'.
وتدخل آخر قائلا: 'المباراة كانت متوسطة، وكأن كلا الفريقين كانا يلعبان من أجل التعادل، والمقابلة القادمة صعبة.
ولخص المتحدث كلامه بأن المباراة 'لعبها المرمي الإيراني الذي له إمكانيات كبيرة، والخطأ الفادح الذي ارتكبه المدافع المغربي بتسجيله ضد مرماه، وهي أخطاء لا يجب أن ترتكب في مثل هذه المباريات'.
أما قدور الذي كان يشرف علي البث وكان يتابع المقابلة من داخل مركز البث، فيري أن المنتخب المغربي 'دخل المقابلة وقد ربحها في خياله، ونسي أن المقابلة تلعب في التسعين دقيقة'.
وبحسب قدور فإن المنتخبين الإيراني والمغربي كانا أحسن وقدما لعبا أجمل، خلال التصفيات، ومستواهم الذي ظهرا به اليوم كان أسوأ بكثير مما شاهدناه'.
انتهي**472**2041** 1718