وأكَّدت الدراسة علي تنوع طرق وآليات دعم تل أبيب لداعش، منها معالجة المقاتلين الجرحي بالمستشفيات العسكرية الإسرائيلية بالجولان، إضافة إلي قيام إسرائيل بشراء النفط من داعش عبر شبكة من الوسطاء، وبيع السلاح الإسرائيلي إلي التنظيم، في حين تواردت التقارير حول وجود مفاوضات مباشرة بين الطرفين من أجل تسليم ما يقرب من 100 من عرب 48 كانوا قد انضموا إلي التنظيم، إضافة إلي جهود بعض العناصر الإسرائيلية في تجنيد الشباب للتنظيم، فضلًا عن أن تل أبيب تعتبر أقل الاطراف التي شهدت عمليات إرهابية من قِبل التنظيم، فداعش لا يهاجم إسرائيل، بل يعتبر أن تحرير فلسطين ليس من أولويات الجهاد المقدس، وعندما وجَّه التنظيم هجومه إلي الجولان قدم اعتذارًا لتل أبيب. كذلك لم يأتِ خطاب داعش مساندًا للسياسة المعارضة لنقل السفارة الأمريكية إلي القدس.
وأشارت الدراسة إلي أن هذا الدعم يأتي في إطار توجهات السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه الملف السوري منذ عام 2011 في إطار حماية وصيانة وجودها بهضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل؛ وذلك خوفًا من إقامة حزب الله اللبناني وإيران جبهةً عسكرية بالقرب من الجولان، وهو ما يهدد أمن تل أبيب واستقرارها.
وقد أوضحت الدراسة أن خيارات إسرائيل اعتمدت في بدء الصراع علي عدم الانخراط المباشر في الصراع السوري، في حين عملت علي دعم الجماعات المتمردة المسلحة وعلي رأسها جبهة النصرة آنذاك بالقرب من الجولان، ومع تعقُّد شبكات المصالح الدولية في سوريا بعد التدخل الروسي والإيراني هناك بكثافة اضطرت إسرائيل إلي التدخل المباشر بتوجيه ضربات عسكرية للقواعد العسكرية التابعة للجيش السوري والقوات الإيرانية المنتشرة في الأراضي السورية، مع الاستمرار في دعم الجماعات الإرهابية وعلي رأسها داعش.
وأكَّدت الدراسة أن دعم تل أبيب لداعش لا ينفصل بشكل أساسي عن دعمها للجماعات الإرهابية مثل جبهة النصرة، وهو ما رصدته تقارير عدة خاصة لقوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك منذ سنوات بالرغم من نفي إسرائيل لذلك الدور.
وتناولت الدراسة تقريرًا صادرًا عن مكتب الاستخبارات والمعلومات الإسرائيلي يرجِّح وجود تحالف مؤقت بين داعش وإسرائيل، لكن ليس بشكل مباشر؛ وذلك لتلاقي مصالحهما في مواجهة إيران وحزب الله وقوات الجيش السوري علي الأراضي السورية. وفي إطار ذلك أشار التقرير إلي أن إسرائيل سعت خلال السنوات الماضية بشكل مباشر أو غير مباشر إلي دعم عناصر داعش الإرهابية.
وفي نهاية المطاف حذر المرصد من أن سياسة إسرائيل تقف حاجزًا أمام الجهود الرامية إلي مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة، بل إنها تعمل علي تعميق جذور الإرهاب وانتشاره علي حساب المصالح الأمنية لدول المنطقة بشكل عام، كما أكد علي أن تلك السياسة تعمل علي تفكيك وتجزئة المكتسبات التي حققتها الجيوش الوطنية في الشرق الأوسط، وينتهي إلي التأكيد علي أن الإرهاب والتطرف صنيعة أجنبية لا يمتُّ للدين الإسلامي بصلة تقف خلفه دول ومجموعات أجنبية.
انتهي**1110** 1718
تحقق أيضا
قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس
وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …