
وتضم كوبر في جنباتها تاريخا عتيقا من المقاومة وأسماء تعد رموزا من رموز الشعب الفلسطيني، فهي مسقط رأس عميد الأسري الفلسطينيين نائل البرغوثي، وبلدة الأسير مروان البرغوثي، وكذلك من مقاوميها الأسري فهد أبو الحج ورائد زيبار وربيع البرغوثي، وهلال يوسف وفخري البرغوثي وعمر البرغوثي، وآخرين ما زالوا أسري في سجون الاحتلال.
وانضم مجددا إلي قافلة أبطال هذه القرية الأسير عمر العبد الذي نفذ عملية بطولية بقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة رابع طعنا في مغتصبة حلميش قبل قرابة عام، مسطرا مشهدا ملحميا في الانتقام من اعتداءات الاحتلال علي المسجد الأقصي خلال معركة البوابات الإلكترونية، ليسير علي خطاه مساء الخميس 26 يوليو/تموز الشهيد محمد طارق دار يوسف (17 عاما) بقتل مستوطن وإصابة اثنين طعنا في مستوطنة آدم، معلنا أن قرية كوبر لا زالت ولادة بالأبطال الذين يهبون دفاعا عن المسجد الأقصي والقدس ويرفضون اعتداءات الاحتلال علي الضفة وقطاع غزة.
كما خرجت كوبر أجيالاً لها بصمتها في العمل العسكري ضد الاحتلال، فمنها برز قادة التنظيمات الفلسطينية، وبعض أبنائها عملوا في خلية عسكرية مشتركة مع أبطال قرية سلواد خلال الانتفاضة الثانية، ونفذوا عمليات عديدة قتلت 7 جنود من جيش الاحتلال علي احد حواجز الاحتلال في الضفة، عدا عن مشاركة بعض أبنائها في اغتيال الوزير الإسرائيلي زئيفي علي يد مجموعة من أبطال كتائب الشهيد أبو علي مصطفي الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ولبلدة كوبر قصة طويلة مع الاستيطان؛ ففي نظرة سريعة علي الخارطة، بالكاد تري القرية، فقد قضمت مستوطنة 'عطروت' أراضيها من الجهة الشرقية، فيما سرقتها مستوطنة 'حلميش' من الجهة الشمالية.
وتميز أهالي قرية كوبر بالتعاون الشعبي والتضامن الوحدوي والتكافل بين أبناء القرية، ومن أروع ما سطروه تبرعهم بقطعة أرض لعائلة الأسير عمر العبد فور هدم الاحتلال منزلهم، كما بادروا لإنشاء صندوق لجمع التبرعات لسداد كفالة مالية بقيمة عشرة آلاف شيكل فرضها الاحتلال علي عائلة العبد، وجميعهم اشتركوا وجمعوا المبلغ وقدموه للعائلة.
ويبلغ عدد سكان بلدة كوبر نحو 6 آلاف نسمة، يعمل غالبيتهم في الزراعة والصناعة، ومما اشتهر عن أهلها أنهم يواجهون قوات الاحتلال أثناء اقتحامهم القرية، فلا تكاد تخلو عملية دهم للقرية إلا ويشتبك شباب القرية مع القوات المقتحمة بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة عليهم.
واقتحمت قوات الاحتلال القرية عدة مرات في اعقاب الهجوم الذي نفذه ابنها في مستوطنة ادم واعتقلت المزيد من ابنائها.
انتهي **387** 1718