
وقال المخرج محمد الدراجي الذي عرض فيلمه 'الرحله'، منذ يومين، في 'مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي' المقام بالجزائر، في حوار مع مراسل إرنا: 'إنه تم التوصل مع مؤسسة 'فنون وتجربة' إلي توزيع فيلمي 'رحلة' في قاعات السينما الإيرانية، في غضون شهرين من الآن، إلي جانب فيلم 'الكتابة علي الثلج' للمخرج الفلسطيني 'رشيد مشهراوي'، وهما الفيلمان العربيان اللذان سيعرضان في إيران، وهذه إحدي نتائج مشاركتي في مهرجان 'فجر' السينمائي بطهران'.
كما أعلن المخرج محمد الدراجي عن 'مساع منه ومن المخرح الفلسطيني رشيد مشهراوي من أجل تعاون سينيمائي بين العراق وفلسطين وإيران في مجال السينما'، مشيرا إلي أن هذا التعاون 'سيكون علي مستوي فردي وليس علي مستوي مؤسساتي'.
وأثني محمد الدراجي علي التجربة السينمائية الإيرانية، وقال إنه 'لا نقاش في أن السينما الإيرانية من أهم السنيمات في العالم، وظاهرة أثبت وجودها عالميا، وأصبح ينظر إليها نظرة عالمية'، مستطردا 'كنت في مهرجان الفجر السنيمائي ورأيت كيف يتعامل الجمهور مع الفيلم كذلك المؤسسة المشرفة علي السينما'.
وعن واقع السينما في العراق الآن، قال محمد الدراجي الذي كان فيلمه 'الرحلة' أول فيلم يعرض في العراق منذ 27 سنة (عرض في آذار / مارس الماضي، 'إن السينما العراقة فقيرة جدا، فالصناعة السينمائية صعبة، وبالكاد نصور كل ثلاث سنوات فيلما واحدا أو فيلمين، هناك أفلام قصيرة بسيطة للشباب'، موعزا ذلك إلي 'ظروف الحرب التي كانت لها تأثيراتها علي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ولكن السنيمائيين العراقيين يحاولون أن يكونوا موجودين'.
وعرض فيلم 'رحلة' للمخرج محمد الدراجي، يوم الخميس الماضي، في مسابقة الفيلم الروائي الطويل في 'مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي' الذي يقام ما بين 25 و31 تموز / يوليو الجاري بمدينة 'وهران' (400 كيلومتر غرب العاصمة الجزائرية).
ويعود فيلم 'الرحلة' إلي عام 2006 الذي شهد صراعات طائفية وأعمال عنف في بغداد والمحافظات العراقية المختلفة، فيروي قصة 'سارة' فتاة عراقية انتحارية تجاوزت العشرين سنة، تحاول تفجير محطة القطار، ولكن في لحظة يتوقف الزمن ثوان لتبدأ الفتاة في التعرف علي الأشخاص الذين كانوا في محطة القطار، ويدفعها ذلك إلي العزوف عن الضغط علي زر تفجير الحزام الناسف'.
وأوضح المخرج محمد الدراجي لمراسل إرنا أن فيلمه 'الرحله'، كان محاولة لرصد 'لحظة تحول الإرهابي من قرار الموت إلي قرار الحياة'، مشيرا إلي أنه لم يشأ الخوض في تفاصيل كيفية تجنيد الإرهابي وإقناعه وتدريبه. كما لم يشأ أن يدفع المتلقي إلي أي موقف تعاطف أو كره مع هذه الانتحارية، بل كان همه هو فهم تلك اللحظة في التحول حتي نتمكن معاجلة الظاهرة الإرهابية بالطرق الإنسانية والتركيز علي أبعاد الإسلام السمحة .
وعن مدي تأثير ظاهرة الإرهاب في تشكيل وعي سينمائي جديد أكد المخرج محمد الدراجي لمراسل إرنا، علي إن مرحلة الإرهاب كانت مرحلة مهمة في المنطقة، وما خلفه الإرهاب من أثر في المنطقة، امتداد التنظيمين الإرهابيين القاعدة وداعش أثر علي المنطقة بصورة عامة، ونحن نتأثر بالأحداث السياسية والاجتماعية، فالأكيد أن كل هذا جاء بمفاهيم جديدة تطرقت إليها السينما الجزائرية والسينما المغاربية والسينما العراقية والسورية الآن، كسينمات تعالج هذه الموضوعات'.
غير أن المخرج محمد الدراجي، يري أن التعاطي السينمائي مع ظاهرة الإرهاب في الجزائر اختلف عن التعاطي السينمائي مع الظاهرة، بسبب أن سياسة المصالحة التي طبقت في الجزائر بعد عشر سنوات من المعاناة مع الإرهاب، ربما دفعت إلي نوع من العزوف عن التعاطي سنيمائيا مع الظاهرة، عكس ما هو حاصل في العراق، فالمعاناة من آثار الإرهاب مازالت قائمة ويعاني منها المجتمع العراقي'.
ويعتقد محمد الدراجي أن موضوع الإرهاب سيبقي مستمرا لوقت طويل في السينما العربية والعالمية بشكل عام لفهم الظاهرة الإرهابية التي من الصعب فهمها وفهم كيف يقدم شخص علي قتل أبرياء لا يعرفهم ولا تربطه بهم أية علاقة.
انتهي**472**2041**2344