
صعب وفي حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر ان التصعيد الاميركي يهدف لاختبار مدي قدرة ايران علي الصمود مشددا علي ان العقوبات الاقتصادية اذا ادت لمنع ايران من تصدير نفطها تعني اعلان حرب ما يستدعي ردا ايرانيا في اطار الدفاع المشروع عن النفس .
وفيما يلي نصا المقابلة كاملة:
*ارنا: هل يمكن اعتبار موقف الرئيس الاميركي الاخير انعطافة في المقاربة الاميركية تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية ؟
**صعب: ما يجري برأيي هو ان ترامب يحاول ان يتبع مع ايران نفس النهج الذي اعتمده مع كوريا الشمالية. هو يلجأ الي اعتماد سياسة حافة الهاوية والتصعيد الي الحد الاقصي بهدف تليين موقف الطرف الاخر والقبول بالحوار . هذا ما يريده ترامب ان تاتي ايران الي طاولة الحوار والمفاوضات تحت وطأة التهديد والتهويل .
*ارنا: هذا يعني ان المواقف التي هدد من خللها ترامب ايران لم تكن جدية ؟
**صعب: نعم . الاميركيون ليسوا بوارد المواجهة، هم يهولون فقط . ترامب والادارة يعلمون ان اي تصعيد عسكري له ثمنه الكبير . كل ما نشاهده هو ضغط من اجل التفاوض مع ايران .
*ارنا: ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية رفضت الحوار مع الرئيس الاميركي ؟
**صعب: ايران لا تستطيع الذهاب الي الحوار والتفاوض والمسدس موجه الي رأسها وفي ظل التهديد والتهويل .
*ارنا: هل ستستمر الولايات المتحدة الاميركية في اعتماد مسار العقوبات الاقتصادية كبديل عن المواجهة العسكرية ؟
**صعب: اعتقد ان الاميركيين يراقبون ردود الفعل عند الايرانيين . خلال شهر اب دخلت عقوبات جديدة حيز التنفيذ وسينتظر الاميركيون رد الفعل علي هذه العقوبات . الايرانيون لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيحاولون مواجهة العقوبات من خلال العلاقات مع دول مثل الصين وروسيا وغيرها . اذن الاميركيون سينتظرون لشهر تشرين الثاني موعد الجولة المقبلة من العقوبات . هي عملية اختبار لارادة الايراني وقدرته علي الصمود . الاميركيون يعولون علي تظاهرات تخرج في شوارع طهران والمدن الايرانية الاخري .
*ارنا: هي اذن مرحلة عض اصابع اذا صح التعبير ؟
**صعب: نعم . الطرفان هناك انتظار لمن يصرخ اولا لمن يخضع ويأتي الي طاولة المفاوضات .
*ارنا: بالعودة الي العقوبات الاقتصادية الا يمكن ان تؤدي الي نشوب صراع عسكري خاصة في ظل الحديث عن امكانية اقفال المضائق البحرية في المنطقة ؟
**صعب: اذا شعر الايرانيون حتي تشرين الثاني ان اميركا اوقفت صادرات النفط فهذا يعني اعلان الحرب عندها ايران ستذهب الي الدفاع عن نفسها وقد تلجأ الي اغلاق المضائق وغير ذلك .
*ارنا: نحن نشهد ضغوطات اسرائيلية وسعودية من اجل التصعيد الاميركي ضد ايران . هل يمكن لهذه الضغوط ان تكون مؤثرة ؟
**صعب: الفرق بين ايران وكوريا ان الاطراف الاقليمية في كوريا مثل الصين واليابان لا تريد الحرب وعملت باتجاه الحوار والتسوية اما في منطقتنا فنري ان السعودية والامارات واسرائيل تدفع باتجاه التصعيد والخيار العسكري لكن في النهاية الاميركي هو الذي يتخذ القرار الذي يناسبه . مع اني اميل الي ان هذه المرحلة هي مرحلة من الغموض والضبابية .
*ارنا: هل سنشهد في هذه المرحلة تصعيدا في الساحات المشتعلة والمتوترة في المنطقة ؟
**صعب: بالفعل ، لا يمكن الفصل بين مسار العلاقات الايرانية الاميركية وملفات المنطقة . سيستمر التصعيد العسكري في اليمن اما في العراق ولبنان فالضغط يأخذ منحي سياسيا متمثلا بتعطيل تأليف الحكومة في كلا البلدين اما في سوريا فميزان القوي يذهب الي روسيا وايران ولا يبدو ان هناك امكانية لتغييره اما اسرائيل فيمكن ان تتدخل بدورها ولكن دون مستوي الحرب الشاملة .
انتهي**388 ** 2342