
وجاء في البيان ما يلي:
استقلال البحرين الثاني: عدالة الأقوياء
تمر علينا ذكري استقلال البحرين (47) في ظل تصاعد وتيرة النضال البحراني لنيل الاستقلال الثاني والذي يختص بحرية الناس في اختيار حكوماتهم ونظام حكمهم والاستقلال التام في السيادة الوطنية. ويأتي مطلب الاستقلال الثاني كاستحقاق طبيعي بعد أن فشلت العائلة الحاكمة في بناء الدولة المستقلة ذات السيادة وحماية الناس وتوفير الأمن لهم وبعد أن سلمت أمور السيادة الخارجية والداخلية طوعا لقوي مجاورة باتت هي المتحكمة في تسير شؤون البحرين داخليا وخارجيا.
ففي مايو 1971 أيدت النخب المحلية فكرة قيام دولة عربية مستقلة في البحرين، وعبرت تلك النخب عن تطلعاتها في تشكيل حكومة ديمقراطية تحمي الناس وتصون سيادة البلاد وعلي إثر هذه الرغبة صوت مجلس الأمن علي قرار استقلال البحرين واعتبارها دولة مستقلة. وتحيل الوثائق التاريخية إلي تمسك العائلة الحاكمة بالحماية البريطانية وعدم رغبتها في نيل الاستقلال ولهذا ظلت العائلة الحاكمة تتعمد تجاهل الاحتفاء بهذا التاريخ وتعمل عامدة علي تغيبه عن الذاكرة الوطنية واستبدلت هذا التاريخ الوطني بتاريخ فردي يختص بتنصيب الحاكم وجعلته عيدا وطنيا.
إن تعمد عدم الاحتفاء بالذكري الوطنية الحقيقة للاستقلال تعكس الرغبة الظاهرة والكامنة في تزييف التاريخ ومحو النضال الوطني واستبداله بعبودية مقننة وبذاكرة تاريخية مزيفة.
وطوال السنوات السابقة ظل الشعب يحتفل بذاكرته الوطنية مؤكاد علي مطالبه الأساسية وهي قدرة الناس علي اختيار نظام حكمهم وتشكيل حكومات منتخبة تخضع للمراقبة والمحاسبة، وسيظل الشعب في حالة استنفار دائم حتي تحقيق استقلاله الثاني بعد أن استطاع أن يتخلص من قبضة الاستعمار البريطاني.
تمر علينا ذكري الاستقلال والبلاد تعيش في أسوا حالاتها الاقتصادية فقرا وفسادا وهدرا للأموال العامة علي تسلح وهمي فمنذ 2016 وحتي الآن تم صرف أكثر من 9 مليارات دولار علي صفقات تسلح لا يستفيد منها شعب البحرين وتسببت هذه الصفقات في ترسيخ العجز المالي ورفع الدين العام لمستويات مقلقة توشك أن تجعل البحرين دولة مفلسة عمليا.
إننا في تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا نشارك شعبنا همومه وتطلعاته في التحرر من العبودية التي يمارسها نظام الحكم الحالي في البحرين ونشاركه تطلعه في نيل حقوقه السياسية العادلة ونؤكد علي جملة من الأمور ذات الصلة منها:
أولا: ان طريق التحرر هو طريق شائك ويحتاج لسياسة النفس الطويلة حيث عمل النظام وسيعمل علي محاولة إشاعة الإحباط وقطع الأمل وهي سياسة مكشوفة الوجه، وقد قبل الشعب التحدي وقال كلمته المشهورة ستعجزون ولن نعجز.
ثانيا: إن الاستقلال الثاني الذي نناضل من أجله سيكون استقلالا حقيقيا قائم علي رفض الاستبداد وقائم علي قيم إنسانية عليا يفتقد النظام الحالي لها حيث داس هذا النظام علي كل القيم الإنسانية ولم يعد جديرا بالاحترام.
ثالثا: أن سيادة البحرين التي فرط بها النظام وباعها كسلعة للسعوديين والاماراتيين ستبقي وصمة عار للحاكم حمد عيسي الخليفة وسيذكره التاريخ بأبشع الأوصاف التي حاز عليها طوال فترة حكمه وهي أسوء فترة حكم مرت علي شعب البحرين.
رابعا: إن العدالة الانتقالية ستكون مطالبا أساسا مهما تسابق الزمن علي الجرائم التي ارتكبت في حق شعبنا وبالأخص جرائم ما بعد فبراير 2011 وستكون عدالة تعيد الاعتبار لضحايا نظام الاستبداد والقمع والتعسف.
خامسا: في ذكري الاستقلال من المهم التذكير أن النظام يشن حربا شرسة علي هوية شعب البحرين ويسعي جاهدا لمحو الهوية الأصيلة واستبدالها بهوية هجينة تجعله باقيا متسيدا علي مقدرات الشعب وخيراته. وأننا نذكر العالم أن شعب البحرين يتعرض لإبادة ثقافية مفتوحة ونحمل حمد عيسي ال خليفة مسؤولة هذه الإبادة الثقافية وتخريب الهوية الخاصه بشعب البحرين.
سادسا: إننا في تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا عندما نتكلم عن الاستقلال الثاني نعني بذلك بداية الطريق نحو مهمة بناء الدولة في البحرين وهي المهمة التي أجهضها النظام وشوهها منذ الاستقلال الأول ، بناء الدولة يتطلب بناء نظام ديمقراطي مستقل ، يكون الشعب صاحب السيادة الحقيقية ومصدر السلطات جميعا.
المصدر: قناة اللؤلؤة
انتهي**1110** 1837