
عليق وفي حديثه لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتبر ان موازين القوي اليوم تقلل من احتمالات الحرب ولكن لا تلغيها.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
*ارنا: بعد مرور 12 عاما علي حرب تموز ما هي المعادلة الابرز التي تحكم الصراع بين حزب الله من جهة والعدو الاسرائيلي من جهة اخري ؟
**عليق: المعادلة هي ردع العدو وهذا ما يفهم من كلام الامين العام لحزب الله في خطابه الاخير في ذكري انتصار تموز . في السنوات الماضية كان السيد نصر الله يطلق معادلات ميدانية مباشرة ومحدودة . مثل معادلة المطار مقابل المطار اما هذه المرة فالمعادلة التي طرحها تعكس طمأنينة كبيرة لديه حول قدرات المقاومة وحول امتلاكها للسلاح النوعي الكاسر للتوازن . من يتابع الصحافة الاسرائيلية يعرف ان الاسرائيلي في الفترة الماضية يقوم بحركة دبلوماسية خوفا من اسلحة كاسرة للتوازن .المعادلة التي اطلقها السيد نصر الله هي معادلة اظهار القوة .
*ارنا: الامين العام لحزب الله قال ان المقاومة اقوي من الجيش الاسرائيلي ؟
**عليق: نعم هذا صحيح . بحسب تجربة السنوات الماضية فان قوة حزب الله القتالية ليست اقوي من بعض جيوش المنطقة فقط بل اقوي من جيوش دول غربية ايضا .هناك تجربة بدأت في العام 1982 ادت الي هزيمة العدو الاسرائيلي اضافة الي القوات المتعددة الجنسية . هذا في العام 1982 عندما كانت المقاومة غريبة وضعيفة ومحاصرة .
اما اليوم فان الجيش الاسرائيلي نفسه يعتبر ان حزب الله يدخل ضمن تصنيف الدول الاولي في العالم علي مستوي القوة الصاروخية .وهذا يؤكد مدي القوة التي وصلت اليها المقاومة .
*ارنا: هناك من يعتبر ان الحديث عن قوة حزب الله الكبيرة يخدم الاسرائيليين الذين يريدون تضخيم قوة حزب الله لتبرير توجيه ضربة قاسية له ؟
**عليق: الاسرائيلي يكبر العدو ليقول للجمهور اننا لا نستطيع الخروج الي الحرب لكن لو هو قادر علي هزيمة المقاومة ويبالغ في كلامه كانت المؤسسة طلبت وقف هذا الكلام للتوجه الي الحرب . عدم الخروج الي الحرب هو دليل علي صحة هذا الكلام .
هناك مسألة اخري هي تجربة حزب الله في سوريا التي اظهرت مدي تعاظم هذه القوة والي اي حد وصلت هذه القوي وهناك شبه اجماع بين الخبراء العسكريين علي هذا الامر . والامين العام لحزب الله اشار في كلمته الي ان اسرائيل كانت تواكب حركة حزب الله في سوريا .
*ارنا: هل التغير الذي طرأ علي البيئة الاقليمية ساهم بتعزيز قوة المقاومة ؟
**عليق: البيئة الاقليمية كانت مختلة وكان هناك رهان علي غرق حزب الله في مستنقع سوريا .خط ايران العراق سوريا لبنان فلسطين والذي فتح بعد الانسحاب الاميركي من العراق في العام 2011 سرعان ما اعيد اقفاله من قبل داعش .بغداد كانت مهددة وكذلك دمشق والسعودية خرجت الي حرب عسكرية مباشرة في اليمن ومصر اظهرت التحاقا تاما بالمحور الاميركي . المقاومة كانت محاصرة من دول تسير في الركب الاميركي والاسرائيلي . الاسرائيليون تحدثوا في العام 2015 ان اسرائيل تعيش في البيئة الاكثر ملاءمة لها منذ توقيع اتفاقية كامب دافيد .
اليوم هناك تبدل كبير في هذه البيئة وتصحيح للخلل الذي كان سائدا .وقد اعيد ترتيب الاوضاع من بعد اختلالها وتحول التهديد الوجودي علي محور المقاومة الي فرصة لتعزيز هذا المحور .
*ارنا: السيد نصر الله تحدث عن بقاء حزب الله في سوريا. هل هذا رد علي المعلومات الصحفية التي انتشرت حول اقتراب موعد انسحاب الحزب من سوريا ؟
**عليق: لا اعتقد ان الرسالة موجهة الي الصحافة هي رسالة الي الاميركيين والاسرائيليين بان المقاومة باقية في سوريا وان الحزب والقيادة السورية وايران يقررون معا موعد الخروج وموجباته وظروفه ولا نخضع لا لضغوط ولا لتهويل في هذا المجال .
*ارنا: هل نحن مقبلون علي حرب بين حزب الله واسرائيل ؟
**عليق: ميزان الردع الحالي يؤشر الي انخفاض احتمالات الحرب .
*ارنا: ما هو تفسيرك اذن للمناورات المتواصلة من قبل الاسرائيليين ؟
**عليق: المناورات اجراء طبيعي في كيان العدو الذي يلمس خطورة اعدائه وقدرتهم علي تصغير حجم الهوة الاستراتيجية بينه وبينهم . اسرائيل تدرك ان اعداءها يراكمون القوة وهي مهجوسة بقدراتهم وتعرف ان عليها الاستعداد ليوم المعركة .
انتهي**388** 1837