
وأكدت وزارة الصحة والسكان الجزائرية، إصابة 49 شخصا بداء الكوليرا من بين 88 حالة مشتبه فيها، حولوا إلي مستشفيات محافظات الجزائر العاصمة و'البليدة' (50 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الجزائرية) و'تيبازة' (40 كيلومترا غرب العاصمة) و'البويرة' (70 كيلومترا شرق العاصمة).
وأشار المدير المركزي للوقاية بوزارة الصحة 'جمال فورار' إلي أن 'شخصا في 46 سنة من العمر توفي بمستشفي بلدة 'بوفاريك' بمحافظة البليدة، يوم الأربعاء الماضي'. وقال مسؤول في مديرية الصحة بمحافظة البليدة إن هذا الشخص 'توفي بسبب إسهال حاد تجهل أسبابه إلي حد الآن.
وأكد مدير الوقاية بوزارة الصحة أن الإصابات بوباء الكوليرا التي سجلت بأربع ولايات من الوطن هي حالات 'معزولة منحصرة في عائلات، وأن الوضع متحكم فيه'.
وطمأن المسؤول بوزارة الصحة أن الوضع 'لا يدعو إلي القلق ولا يستدعي إعلان حالة الطوارئ'، داعيا المواطنين إلي 'احترام قواعد النظافة المتمثلة في الغسل الجيد لليدين الناقل الأساسي للعدوي، وفي الخضر والفواكه قبل تناولها، مع تفادي زيارة المرضي المصابين في المستشفيات'.
وأوضح الدكتور 'يوسف طرفاني' وهو مسؤول بوزارة الصحة، أنه تم تسجيل 50 حالة مشتبه فيها من بينها 22 مؤكدة بمحافظة البليدة، و6 حالات مشتبه فيها من بينها 3 حالات مؤكدة ببلدة 'عين بسام' بمحافظة 'البويرة'، و18 حالة مشتبه فيها بمحافظة تيبازة من بينها 11 مؤكدة، و14 حالة بالجزائر العاصمة من بينها 5 حالات مؤكدة.
واستبعدت مصالح وزارة الصحة أن تكون حالات التسمم المسجلة راجعة لاستهلاك الماء في انتظار نتائج التحاليل التي ستجري بمعهد باستور.
وأكد المدير العام لمعهد باستور الدكتور زبير حراث أن التحاليل البكتيرية التي أجراها المعهد علي عينات المصابين أثبتت أن وباء الكوليرا انتقل بسبب غياب شروط النظافة في بعض المواد المستهلكة، مستبعدا أن يكون الأمر له علاقة بالمياه. وقال إن 'التحليل الجارية حول الأطعمة التي تناولتها العائلات المصابة ستكشف قريبا الأسباب الحقيقية لهذه الإصابات'.
وكانت محافظة 'البليدة'، في مطلع شهر آب / أغسطس، قد سجلت حادثتي تسمم، الأولي أصابت 448 شخصا يقطنون أحياء ببلدة 'بوقرة'، بسبب شربهم مياها أثبتت التحاليل أنها تحوي علي بكتيريا 'القولونيات'، والثانية نهاية الأسبوع المنصرم أصابت خمسة أفراد من عائلة واحدة تقطن بحي قصديري بسبب تلوث مياه الشرب.
ويشكل داء الكوليرا صورة مرعبة لدي الشعب الجزائري الذي عاني منه كثيرا وتوفي بسببه الآلاف، خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر.
وكانت الجزائر قد قضت علي هذا الداء نهائيا في سنة 1996 تاريخ تسجيل آخر حالة، في حين سجلت في عام 1986 4600 حالة كوليرا.
انتهي **472**2041** 2342