
وذكرت الحركة في بيان لها تعقيبًا علي خطاب عباس، أن الاستمرار بمسار التفاوض 'هو محاولة لتقويض حق العودة بالانقضاض علي الأونروا، وكل ذلك يحدث والتنسيق الأمني مستمر، والمقاومة في الضفة مكبلة، والشعب مقيد في التعبير عن رفضه للتهويد والاستيطان حتي ولو بشكل شعبي وسلمي'.
وقالت: 'تابعنا الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة محمود عباس من علي منصة الأمم المتحدة، وكان في مجمله خطابًا مكررًا يستعرض الحال التي أوصلتنا إليه سياساته ونتجت عن أخطائه في عدم توقع سلوك الأطراف المختلفة رغم تحذيرات كل الفصائل وأحرار شعبنا، إذ كرر المطالب ذاتها من المجتمع الدولي، شاكيًا تجاهل الإدارة الأمريكية وانحيازها، وحكومة الاحتلال وتنكرها لكل الالتزامات التي قطعها علي نفسه عبر الاتفاقات التي كبَّلت شعبنا، وتنازل بها عن غالبية أرضنا وحقوقنا الوطنية'.
وتابعت 'إن وصف المقاومة من علي منبر الأمم المتحدة بأنها ميليشيا وإرهاب، ورفضه لسلاحها هو طعنة نجلاء في خاصرة الشعب وتاريخه ومقاومته وشهدائه، وهدية مجانية للاحتلال، فضلا عن استخدامه هذا المنبر لإعلان الانفصال عن قطاع غزة، وتهديد أهله وسكانه بالمزيد من العقوبات يشكل خطرًا علي النسيج الوطني الفلسطيني ومستقبل المصالحة، وهو تهديد لا ينسجم مع المساعي المصرية الكريمة لاستعادة اللحمة والوحدة الوطنية'.
وأشارت حماس إلي أنه 'كان الأجدر بعباس أن يعمل علي دعم هذه الجهود والمساعي، ويعلن انتهاء الانقسام والعقوبات علي شعبنا، وعليه فإننا نحمل أبو مازن وفريقه كل التبعات المترتبة علي أي خطوات تستهدف أهلنا في قطاع غزة'.
وأضافت: 'إن ما تحدث به السيد أبو مازن من مضامين هي إعلان صريح لفشل سياسته، واعتراف واضح بعجز مسار التسوية عن الوصول لأي حلول عادلة أو تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني، ولعل تساؤله عن حدود دولة الاحتلال كان أجدر أن يطرحه قبل تورط فريق أوسلو في رسالة الاعتراف بهذا الكيان'.
كما انتقدت الحركة تجاهل عباس في خطابه مسيراتِ العودة وكسر الحصار والتضحيات الكبري التي يقدمها شعبنا في مواجهة الاحتلال، وبينت أن استثناء غزة وبطولاتها وأهلها من خطابه هو تجسيد وتكريس لحالة الانقسام، وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمزيد من الجرائم والقتل وتسهيل تنفيذ صفقة القرن.
وأمام ذلك رأت حركة حماس في ظل هذه التحديات والمخاطر 'ضرورة توقف عباس عن مسار أوسلو الفاشل الذي ألحق بالقضية الفلسطينية الضرر البالغ، وإعادة النظر بحالة الإقصاء التي يمارسها، وأن يصغي لصوت الشعب وكل القوي الفلسطينية بالتوجه نحو تطبيق اتفاقات المصالحة، وفي المقدمة منها 2011، واستعادة وحدة شعبنا وترتيب البيت الفلسطيني علي قاعدة الشراكة، والتوافق علي برنامج سياسي علي قاعدة الإجماع الوطني لاستعادة حقوقنا والتمسك بثوابتنا الوطنية، والوقف الفوري للتنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال بالأشكال كافة'.
وكان توعد عباس، في كلمته أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، غزة وحركة حماس، فيما واصل لغته المعهودة في استعطاف أمريكا واستجداء السلام والمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عباس مساء الخميس، في الدورة المنعقدة بنيويورك: إنه 'خلال الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات المصالحة، وبعد ذلك سيكون لنا شأن آخر، ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة ميليشيات'، بحسب تعبيره.
انتهي ** 2342