الصفحة الرئيسية / سیاسیة / كيف ينظر رئيس الوزراء العراقي الجديد لملفات وقضايا المنطقة؟

كيف ينظر رئيس الوزراء العراقي الجديد لملفات وقضايا المنطقة؟

وارتباطا بذلك، فأنه من الطبيعي جدا، ان تكون هناك الكثير من التوقعات مع نهاية كل دورة برلمانية وبداية دورة اخري، ومن الطبيعي جدا ان تتوجه الانظار الي شخص رئيس الوزراء، منذ اليوم الاول لتكليفه من قبل رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة الجديدة.
وينطبق الامر علي رئيس الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، عادل عبد المهدي، ولاشك ان ومواقف وتوجهات الاخير حيال مختلف القضايا والملفات الداخلية والخارجية، لابد ان تنعكس علي برنامجه الحكومي، وطبيعة الاداء الحكومي، واولوياته.
ولعل رؤيته لمجمل الملفات والقضايا الاقليمية والدولية، تنطوي علي اهمية كبيرة، لانها بالنتيجة، تمثل بشكل او باخر مسارات واتجاهات علاقات العراق مع محيطه الاقليمي والمجتمع الدولي.
وفي مقال له تحت عنوان (التحديات والمستقبل.. الفضاء الاقليمي رئة العراق)، نشر في السابع عشر من شهر كانون الثاني-يناير من العام الماضي 2017، يقول عبد المهدي، 'الحل الطبيعي طويل الامد لسلسلة من العقد والمشاكل التي نعاني منها، وذلك بالانفتاح بعقل وخطاب جديدين واطر جديدة، بدءاً من ابسط الاشكال الي اكثرها تعقيداً وطنياً ومع جميع دول الجوار، اي تركيا وايران وبقية الدول الاسيوية، ودول الخليج (الفارسي) ومصر وبقية الدول العربية، وسواء نجحنا في تشكيل اتفاقات امن وحقوق خاصة وعامة وحرية انتقال الشعوب وتوحيد الاسواق والتعاون في شتي المجالات، او تحولنا لاطارات سيادية كالاتحاد الاوروبي، او اي شكل اقل او ارقي، فأننا سنتحول الي قوة عالمية يتجاوز سكانها المليار نسمة.. قوة روحية ودينية واقتصادية وأمنية وسياسية وثقافية وتجارية وسياحية وحضارية وبيئية وعلمية وتكنولوجية وفضائية ونووية وفي المواصلات والاتصالات والطاقة قل مثيلها.. لها ككل، ولدولها علي انفراد، احترامية وندية عالمية لا يمكن ان تبلغها بمفردها. قوة تستطيع ان تحتوي التنوعات الدينية والمذهبية.. وتستطيع ان تقدم حلولاً للقضايا القومية المختلفة. وتستطيع ان تقف مع كل دولة في الفضاء الاقليمي تساندها في حل مشاكلها المحلية'.
وفي مقال اخر له تحت عنوان (ملامح تطورات تصالحية في الاوضاع الاقليمية)، نشر في اواخر عام 2016، يقول فيه 'اعلنت الحكومة الليبية عن الانتهاء من تطهير “سرت”.. وشهدت مصر تطورات استراتيجية علي صعيد محاربة الجماعات الارهابية داخلياً وخارجياً، وميزت نفسها عن تلك القوي التي تخلط بين الخلافات السياسية والمذهبية، ومحاربة الارهاب، الذي آخر اعماله، الجريمة البشعة في الكنيسة القبطية. بالمقابل حصلت تطورات مهمة وايجابية علي الجبهة السورية، فرغم سقوط تدمر مجدداً بيد “داعش” واستخدامه ٥٠٠٠ مقاتل، والتقدم نحو مطارها، لكن العملية جاءت كرد فعل لمعركة“حلب” وتطهيرها من قوي الارهاب، وأهمية ذلك في حسم المعركة السورية بمجملها، ليس علي الصعيد العسكري بل السياسي ايضاً، وذلك بفرز المعارضة، عن “داعش” و”النصرة”، واحتمال عودة المفاوضات، لانهاء الحرب والانشقاق المجتمعي والسياسي الخطيرين.وعلي نفس السياق تسير الاوضاع في اليمن.. اذ رغم القتال والقصف والدمار الذي حل بهذا الشعب الشجاع، فان الاطراف المؤثرة في الصراع باتت مقتنعة، او هكذا يبدو، بالخطة الامنية للوسيط الدولي.. وهو ما اكده الاجتماع الرباعي لامريكا وبريطانيا والسعودية والامارات مؤخراً، والذي محتواه الحقيقي فشل الهجوم الظالم الذي تعرضت له اليمن، وان الاستمرار عليه هو مجرد عناد، وتحسين شروط تفاوض، خصوصاً بعد انسحاب الامارات من الحملة، والانتقادات البريطانية والامريكية المتكررة'.
ويؤكد رئيس الوزراء العراقي المكلف، 'ان الحرب ليست مجرد قصف وقتال، فهي ايضاً حوار وتوافقات وتدافعات واستنتاجات بين المتحاربين المحليين، والخصوم الاقليميين والدوليين، ولعل ابلغ هذه الحوارات واكثرها دلالة ما حصل في لبنان، الذي هو احدي الحلبات الاساسية التي تتكثف فيها صراعات المنطقة، فأنتخاب الرئيس عون لرئاسة الجمهورية.. وهو المتحالف مع “حزب الله”، الداعم للنظام السوري، والمدعوم من ايران وروسيا.. واختيار الحريري، ونجاحه يوم امس بأعلان حكومته، وهو القريب بدوره من المعارضة السورية المدعومة من السعودية وامريكا والغرب، هو شكل للتوافق المعقد المتداخل الذي يمكن ان تأخذه المسارات وتتوزع فيه السهام'.
وفي موضع اخر، وفي سياق عرض رؤيته للعقوبات علي الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتحت عنوان (المصالح الوطنية والاقليمية، ورفض سياسات الحصار والعقوبات بالمطلق)، يري عبد المهدي، ان مصالح العراق'ترتبط بالتطورات والمصالح الاقليمية والدولية.. خصوصاً في ظروف المنطقة ومحاربة الارهاب، وخلافات الدول، وانقسام المجتمعات.. وسياسات الحصار والعقوبات والاجراءات الاحادية الظالمة. فالعراق ومصالحه جزء من الصراع الذي اندلع في المنطقة منذ تأسيس 'اسرائيل'، وحركات الاستقلال والتحرر الوطني.. وجزء من منظومة المنطقة السكانية والعقيدية والتأريخية والجيوبوليتكية والاجتماعية والاقتصادية وفي علاقتها بالعالم.
ويشدد علي اهمية 'مواجهة التدافعات والتداعيات نحو نهايات تحقق مصالح الشعوب والدول، لا ان نسمح لها لتكون ادوات لمزيد من الانقسامات والتدخل والتضعيف.. فلابد من التضامن والوقوف ضد الانقسامات والحصار والعقوبات. وان الحصار والعقوبات علي العراق خير دليل علي وقوف الاخرين معنا، وعلي الاضرار التي اصابت العراق، ودول المنطقة كافة، وكذلك الاوروبيين والامريكان ايضاً. وان الفوائد الانانية للبعض يجب ان لا تخفي هذه الحقيقة. فمصالحنا الوطنية-وبغض النظر عن اية خلافات جزئية-ترتبط اساساً بدول الجوار كأيران وتركيا والدول الخليجية والعربية، وأي ضرر يصيبها سيصيبنا، وأي ضرر علينا سيصيبهم. ويجب ان لا تأسرنا احداث وضغوطات اللحظة فتطوق وعينا ومواقفنا، بل ان ننفتح علي تداعياتها ونتائجها الكاملة لنتخذ القرارات الصائبة. فلقد انهارت الكثير من التصورات والتوقعات التي بدت كاسحة، وتعززت مواقع ومباني وانظمة وقوي بغض النظر عن ايديولوجياتها الاسلامية او العلمانية، كانت تبدو مستهدفة'.
انتهي ع ص ** 2342

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *