الصفحة الرئيسية / سیاسیة / لماذا اعتَرَفَت “النَّائِبَة” و”الصِّحافيّة” بولا يعقوبيان الآن وبَعدَ عامٍ بأنّ الحريري كانَ “مُحتَجَزًا” في الرِّياض

لماذا اعتَرَفَت “النَّائِبَة” و”الصِّحافيّة” بولا يعقوبيان الآن وبَعدَ عامٍ بأنّ الحريري كانَ “مُحتَجَزًا” في الرِّياض

النَّائِب يعقوبيان اعتَرفت “أنّ كُل شَيْء كانَ مُبَرَّرًا بطَريقةٍ لا تَشعُر بأنّ هُناك أمْرًا ما”، وهِيَ تتحدّث عن ظُروفِ المُقابَلة، وأكّدت أنّ السيد الحريري الذي دَعاها إلي الرياض لإجراءِ المُقابَلةِ معه، تعرّض لإهاناتٍ وربّما مَسائِل أُخرَي قالت أنّها لا تَعرِفها، أو بالأحري أرادَت إخفاءها، وجَزَمَت “بأنّه كانَ مُحتَجزًا”، وكانَ واضِحًا أثناء المُقابَلة، والكَلام لها، أنّه كانَ “مُتْعَبًا” و”مَضغوطًا”، مِثلَما كانَ واضِحًا أنّه لم يُرِد الاستقالة التي أُملِيَت عليه، وأوحَت بأنّه لم يَرغَب بشَنِّ هُجومٍ علي إيران وحزب الله.. وشَدَّدت علي أنّ هذا الهُجوم، وأُمورٍ أُخرَي كانَت خارِج إرادته.
ربّما يكون كَشْفها لكُل هَذهِ الحقائق مِن قَبيل “صَحوَة ضمير”، أو لإبراءِ الذِّمّة، أو لتَمَتُّعِها بحَصانةٍ برلمانيّةٍ، أو “للثَّأر” من تيّار المُستقبل، والسيد الحريري، الذي لم يدعماها وحزب “التيّار المدني” في الانتخابات النيابيّة الأخيرة علي رأسِ قائمته، ونَذهَب إلي ما هُوَ أبعَد مِن ذلك، ونَقول أنّها أرادَت “الاعتذار” لإقدامِها علي هَذهِ “الخَطيئة” المُهنية والوَطنيّة.
لا نَستبعِد أن يكون “اختفاء” الزميل جمال خاشقجي، وتَزايُد احتمالات مَقتله، لَعِب دَوْرًا في صَحوة الضَّمير هَذهِ، لدي “زميلة” صِحافيّة مارَست “السُّلطة الرابعة” لِما يَقرُب من رُبع قرن، خاصَّةً أنّ هُناك بعض القَواسِم المُشتَركة بينهما، وأبرزها أنّهما يَقِفَان في الخندق السياسيّ والإقليميّ نَفسِه، والفارِق أنّ الأخير، أي الزميل الخاشقجي، تَمرّد علي السُّلطة التي خَدَمَها لأكثَر مِن أربعينَ عامًا، وقرّر الانتقال إلي مُعسكَر المُعارَضة “مُكْرَهًا”، وتوجيه الانتقادات إلي هَذهِ السُّلطة، مع الاعتراف أنّها كانت “خفيفة”، وتركّزت علي بعض الاعتقالات، وانتهاك حُقوق الإنسان واتّخذت طابَع النَّصائِح، وأبرزها ضَرورَة الانسحاب مِن حَربِ اليمن، ولكن ما لم يَعلَمه أنّ الوَلاء المُطلَق والدائم للسُّلطة هو المَطلوب، وأي نصائِح أو انتقادات غَير مقبولة منه أو مِن غيره في العَهد السُّعوديّ الجديد الذي يُحكِم بالقَبضَة الحديديّة، ولا يتسامَح مع خُصومِه.
النائب يعقوبيان كانَت تَعلَم جيّدًا أنّ السيد الحريري كان مُحتَجزًا، عندما غرّدت علي حِسابِها علي “التويتر” قائِلَةً “كُل كِلمة قُلتها بعد مُقابَلة الحريري كانت صادِقة وتُعَبِّر عن حقيقة ما شاهَدت، كان حُرًّا في مَنزِلِه عِندما وَصَلَت بعد أكثَر مِن أُسبوعٍ علي الاستقالة وكانَ معه مُرافِقوه الذين ذكَرت أسماءَهم”.
كُنّا نتمنّي لو أنّ الصِّحافيّة يعقوبيان لم تَقُل هذا الكلام وتحلّت بفَضيلة الصَّمت في وَقتٍ كان الجَميع في لبنان وخارِجه يلتَقَون علي أرضيّةٍ واحِدةٍ، وهِي أنّ السيد الحريري كان مُحتَجَزًا، وتعَرّض للإهانة، وكانَ علي رأس المُتضامنين معه الرئيس ميشيل عون والسيِّد حسن نصر الله الذين انتقدَهُم.
الخاشقجي ربّما تَحوّل إلي “ضَحيّةٍ” وفَقَدَ حياته لأنّه قرّر في نِهايَة المَطاف أن ينحاز إلي ضَميرِه ويقول الحقيقة، وهُوَ يعلم جيّدًا في قَرارِة نفسه أنّه قد يدفع ثَمنًا غاليًا لتَمرُّدِه هذا، وهذا المَوقِف جَبّ كل ما قبله، ووضعه جَنْبًا إلي جنْب مع دُعاةِ الإصلاح داخِل بِلادِه وخارِجها.
سنَظَل، ورُغم تَحفُّظاتِنا، نُثَمِّن للسيدة يعقوبيان عَودَتَها إلي جادّة الصَّواب، وانحيازِها للحَق، حتّي لو جاءَ هذا الانحياز مُتأخِّرًا عامًا، ونأمَل أن يَحْذو السيد الحريري الطَّريق نفسه، احترامًا لمَكانَتِه، ووالده، وكُل الذين وَقَفوا إلي جانِبِه في أيّامِ مِحنَتِه الصَّعبة، ونَحنُ، والمَلايين غَيرنَا في الانتِظار.
راي اليوم
انتهي**1110 ** 1837

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *