الصفحة الرئيسية / سیاسیة / مفكر لبناني: الحكام الخليجيون يعتبرون بان مع علاقتهم مع اسرائيل يضمنون بقاءهم

مفكر لبناني: الحكام الخليجيون يعتبرون بان مع علاقتهم مع اسرائيل يضمنون بقاءهم

بشور في حديث لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اكد ان الخطوات التطبيعية مع العدو الاسرائيلي من قبل بعض الدول العربية لا يمكن فصلها عن التطورات التي تشهدها المنطقة والتي تصب لمصلحة محور المقاومة .
اعتبر بشور ان التطورات في سوريا وفي اليمن اربكت بعض الحكام العرب الذين يعتمدون علي الدعم الاميركي والرضي الاسرائيلي لحفظ انظمتهم واضاف ان الانفتاح علي العدو الاسرائيلي هو مؤشر ضعف وارباك .
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
*ارنا: ما هي خطورة مسار التطبيع الذي نشهده في المنطقة والمتمثل باللقاءات العلنية وعلي اعلي مستوي بين المسؤولين العرب ونظرائهم من كيان العدو ؟
**بشور: هذا جزء من المؤامرة علي قضية فلسطين وعلي الامة بشكل عام وهذه محاولة لتحويل الكيان الصهيوني الي كيان طبيعي في المنطقة .طبعا مؤخرا شهدنا تطوير لهذه المحاولات ولكني اعتقد انه في مقابل كل خطوة تطبيعية هناك تحريك لقطاعات واسعة جديدة رافضة لهذا التوجه ومؤيدة للمقاومة . التطبيع يجعل المعركة اوسع من حيث الشرائح الداعمة لفلسطين .ان استقبال مسؤولين خليجيين لمسؤولين اسرئيليين شكل استفزاز لابناء المنطقة ومواقع التواصل الاجتماعي يكشف مدي رفض الرأي العام العربي وتنصله من كل الخطوات التطبيعية. هناك هيئات رافضة للتطبيع ناشطة في المغرب وقطر والبحرين والكويت وعمان . في فترة سابقة اصدر حوالي 1500 مثقف خليجي عريضة مستنكرة للقاءات مسؤولين سعوديين مع صهاينة .خلال الاسابع الماضية شهدنا تحرك كبير في المغرب لاغلاق رواق اسرائيلي في معرض التمور . لذلك انا اري المشهد من زاوية انه يوسع المعركة ضد التطبيع لتصبح اشمل.

*ارنا: ما هي الاسباب برأيك التي تدفع دول وجهات في المنطقة لخطوات اضافية في مسار التطبيع ؟
**بشور: اولا، يجب ان نتذكر ان هذه المحاولات ليست جديدة والدول الخليجية سبق ان زارها مسؤولون اسرائيليون منذ تسعينيات القرن الماضي . وانا الاحظ انه كلما جري تراجع في الامة يتقدم التطبيع . بعد اتفاقيات اوسلو ووادي عربة بدأوا باقامة مكاتب تمثيل اسرائيلية في عدد من الدول الخليجية وغير الخليجية مثل تونس . الا ان هذه المكاتب اغلقت بعد تحرير الجنوب في العام 2000 ومن ثم الانتفاضة الفلسطينية في نفس العام .عندما يتقدم المد المقاوم يتراجع التطبيع والعكس صحيح .

*ارنا: هذا بشكل عام ولكن ماذا عن الاسباب المباشرة لهذه الهرولة باتجاه التطبيع؟
**بشور: السبب المباشر هو ان كل دول المحور المناهض والمعاكس للمقاومة يمر في مأزق. في الولايات المتحدة الاميركية يتخبط الرئيس ترامب في خلافه مع الكونغرس والدولة العميقة وفي اسرائيل يعيش الصهاينة مازق استمرار مسيرات العودة والتحركات في الضفة ومنطقة عرب ال48 . هناك ايضا مأزق نمو المقاومة في غزة وفي لبنان اضافة الي ازدياد العزلة الدولية للكيان الصهيوني . لذلك فان نتنياهو يريد تحقيق ما يعتبره انجازات امام مواطنيه فيستعجل التطبيع وينقله من السر الي العلن ومن تحت الطاولة الي فوق الطاولة. ولكني اعتقد ان هذا الامر يعكس ضعفا .

*ارنا: ماذا عن الدول العربية الساعية للتطبيع ؟
**بشور: حكام هذه الدول يعيشون مأزقهم ايضا خصوصا انهم راهنوا علي الدعم الاميركي للبقاء في السلطة ولضمان استمراريتهم . انهم يلجأون لارضاء الاميركيين وتلبية مطالب تل ابيب. لا يمكن ان ننسي ان المحور المضاد يتقدم ويتصاعد. في سوريا وفي اليمن حيث صمود اليمنيين لن يكون له انعكاسات علي اليمن فقط بل سيطلق تداعيات علي مستوي الجزيرة العربية ومنطقة الخليج ككل . امام هذه التطورات يعتبر حكام الخليج انهم بعلاقتهم مع اسرائيل يضمنون بقاءهم ويحفظون رؤوسهم .

*ارنا: الي اين يمكن ان تصل الامورفي هذا المسار التطبيعي ؟
**بشور: انا اعتقد ان مستقبل العلاقات مع العدو الصهيوني مرتبك والسبب هو انتصارات محور المقاومة . سوريا انتصرت وهذا المعطي سيدفع الحكام العرب ليكونوا اكثر تحسبا لعلاقات مباشرة مع العدو .
يجب ان ان لا ننسي ان احد اسباب ابعاد سوريا عن الجامعة العربية هو شطب الصوت شبه الوحيد المؤثر في الجامعة العربية والذي كان يلجم التطبيع .

*ارنا: كيف تتم مواجهة هذا التيار التطبيعي في العالم العربي ؟وهل يمكن الاكتفاء بما ذكرته سابقا عن تحركات مناهضة في بعض الدول العربية ؟
**بشور: بدون شك لا يكفي السائد ولكنه مؤشر علي قدرة ابناء الامة علي التأثير . لا بد من برنامج متكامل وشامل لمواجهة التطبيع وهذا البرنامج يكون متداخلاً بطبيعة الحال مع مشروع المقاومة .
وانا اري ان مشروع مواجهة التطبيع مشروع قوي في العالم العربي فالمصريون مثلا وعلي الرغم من اتفاقية كامب ديفيد لم يطبعوا وكذلك الاردنيون . نحن في لبنان كانت لدينا مبادرات منذ سنوات طويلة وقد انشأنا الهيئة العربية لمقاطعة التطبيع وقد كانت هذه الخطوة مقدمة لاطلاق هيئات مماثلة في المغرب والسودان واليمن بمبادرة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر الاسلامي . في المغرب وقعت خمس كتل نيابية علي قانون لتجريم التطبيع وفي الجزائر مناهضة رسمية وشعبية للتطبيع كما تأسس مرصد في المغرب وموريتانيا وليبيا والجزائر لرصد اي خطوة تطبيعية ومواجهتها .المهم ان يبقي الصراع وان تبقي المعركة كجزء من مشروع المقاومة .

*ارنا: هذا الحراك مفيد علي المستوي الشعبي ولكن كيف يمكن مواجهة الخطوات الرسمية المنفتحة علي العدو الاسرائيلي ؟
**بشور: رسمياً لا بد من ضغوط خاصة في البرلمانات . طبعا هناك رؤساء مجالس نواب عرب بارزون في هذا المجال مثل الرئيس نبيه بري في لبنان والسيد المرزوق الغنام من الكويت .البرلمانات يجب ان تمارس دورها لمنع انزلاق الحكومات في المسار التطبيعي .
واعتفقد ان التطورات في المنطقة تسير باتجاه يخدم المقاومة . هناك متغيرات كبري ستشهدها المنطقة ومحور صاعد ومحور متراجع .
انتهي**388**س.ر

www.irna.ir

تحقق أيضا

قيادي في حركة فتح: نحن جزء أصيل مما يجري من مواجهة في القدس

وقال في تصريح خاص لمراسلنا ان معظم قيادات فتح بالمعتقلات نتيجة ما قاموا به في …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *