مهدی فخرالدین الممثل الذی حاز علي عدد كبیر من ادوار البطولة فی عدة اعمال وأثناء حدیثه لوكالة أنباء الجمهوریة الاسلامیة - ارنا - قال ان أهمیة هذا التعاون المشترك وتطویره فی جمیع المجالات السینمائیة یكمن فی تطویر المعرفة الثقافیة لدي الشعبین اللبنانی والایرانی.
فخرالدین أشار الي انه قد تم انجاز حوالی ٢٠ عملاً مشتركاً (ایرانی - لبنانی - سوری) ما بین افلام سینمائیة ومسلسلات درامیة علي مر السنوات الأخیرة وقد تم تصویرها علي الأراضی اللبنانیة والسوریة والایرانیة بشكل متفاوت بمشاركة ممثلین من لبنان وسوریا وایران ویمكن الاشارة هنا الي العمل السینمائی (رحلة الشام) والمسلسل الدرامی (صنع فی ایران).
فخرالدین الذی كان أحد أبطال الفیلم السینمائی (أغانی بلادی - اخراج عباس رافعی) وصف الأعمال المشتركة بأنها سفیرة ثقافیة لكل شعب علي حدة قائلاً بأن زیادة وتطویر هذه الأعمال المشتركة یؤدی الي نقل العادات الجذابة والتقالید المختلفة لدي الشعبین وتقرب المسافات الموجودة لتواصل أكبر ما بین الثقافتین.
فخرالدین قال فی معرض كلامه أننا كشعبین لبنانی وایرانی وأصحاب دین واحد نواجه عدواً مشتركاً وهذا العدو لا یفرق بیننا كعدو مشترك أیضاً لذا من البدیهی أن نكون فی خندق واحد ونتحد فی المواجهة الثقافیة لأن هذه الجبهة لا تقل أهمیة عن الجبهة العسكریة.
واضاف فخرالدین : یجب أن نلتفت أیضاً الي أن جمهور الشاشات قد لا یرغب بالخوض فی المسائل والنقاشات السیاسیة لذا تسنح الفرصة هنا للمتخصصین فی مجال الفن للاستفادة من هذه المساحة التی توفرها السینما لتثبیت دعائم الثقافة المطلوبة بین الشعبین عبر لسان الافلام والمسلسلات.
وتابع ممثل فیلم 'شهابي از جنس نور' للمخرج 'محمد رضا اسلام لو' أن لبنان وإیران لدیهما أهدافاً عظیمة یمكننا تحقیقها باستخدام الثقافة والفن، ویجب أن تكون هناك أرضیة مناسبة من أجل تحقیق هذه الاهداف التی نحاول الوصول الیها من خلال الطرق السیاسیة مشیراً الي دور ومكانة الفن فی هذا الصدد، حیث یجب النهوض بمستوي الفن، ویتوجب علینا ان نقوم بایصال أفكارنا السیاسیة إلي الشعب من خلال الافلام والمسلسلات، الأمر الذی یبرز جلیا فی فیلم 'رحلة الشام' للمخرج الایرانی ابراهیم حاتمی كیا.
وفی معرض اشارته إلي انخفاض تكلفة هذه الانتاجات ووجود العدید من الراغبین بین البلدین، أكد أن الانتاجات المشتركة یمكن أن تقدم للمهرجانات الدولیة، وعلي هذا الاساس یمكن الاشارة إلي فیلم 'أبو زینب' (السر المدفون- اخراج علی غفاری بمشاركة فخرالدین تمثیلاً واخراجاً) المعروف فی إیران باسم 'راز تنهایي' فیما یعد هذا الانتاج بانه عمل مشترك بین إیران ولبنان تمكن من التأهل إلي أحد المهرجانات الفرنسیة.
ووفقاً لتصریح الممثل اللبنانی، فإن مثل هذه النجاحات تعكس حقیقة مفادها أنه مع تطویر الإجراءات المشتركة بین الجانبین، یمكن تقدیمها حتي علي المستوي الدولی ویمكن ایضا مواجهة الغزو الثقافی والأنشطة المعادیة للإسلام فی إیران ولبنان.
ووصف فخر الدین وضع السینما اللبنانیة بالنظر الی بعض التحركات الشعبیة فی الدول العربیة مثل مصر وسوریا بانه جید جدا، مضیفا ان بعض التوترات والاضطرابات فی السنوات الأخیرة وتأثیرها السلبی علي صناعة السینما فی هذه الدول، ادت إلي توافد المخرجین والممثلین السوریین إلي لبنان، حیث قاموا باستخدام الساحات الفنیة اللبنانیة لإنتاج أفلامهم السینمائیة وقد ساهم هذا الأمر فی تعزیز صناعة السینما وإنتاج المسلسلات فی لبنان ایضا.
واعتبر المواقع الطبیعیة والجغرافیة فی لبنان لصانعی الأفلام بأنها مناسبة، موضحا ان تدفق هؤلاء الفنانین علي لبنان عزز صناعة السینما فی لبنان، وقد ساهم هؤلاء الفنانون فی تطویر هذه الصناعة فی لبنان، وتابع ان لبنان اصبح فی الوقت الراهن رائداً فی صناعة الافلام كما یمكن لایران استخدام هذا المجال ایضا.
واضاف بطل مسلسل (ملح التراب - شخصیة حسن سالم) وقائد الثوار فی المسلسل التاریخی (عین الجوزة- اخراج ناجی طعمة) ان صناعة السینما اللبنانیة لیست مقتصرة علي لبنان نفسه، وذلك لان هناك فنانین من دول مثل مصر وسوریا یقومون بانتاج افلام مشتركة مع أطراف لبنانیة، هذا علي الرغم من ان هذه المنتجات تستند إلي الاحتیاجات السینمائیة فی سوریا ومصر.
واوضح ان انخفاض عدد السكان فی لبنان لا یجعل من إنتاج الأفلام السینمائیة الحصریة، انتاجات مربحة، وكلما زاد عدد سكان البلد وشراء تذاكر السینما، كلما زاد إنتاج الافلام والمسلسلات وحینها تكون الانتاجات مربحة من الناحیة الاقتصادیة'. وعلي هذا الاساس فان مصر فی الوقت الراهن أكثر بروزاً من لبنان من هذه الناحیة.
واعتبر السید فخرالدین أن إنتاج المسلسلات وبالنظر لظروف قنوات التلفزة فی لبنان وسوق الشراء یطغي علي الانتاجات الأخري وخاصة السینمائیة حیث ان كل ما یتم بثه علي التلفاز یصبح مادة أربح للمنتجین ان كان وثائقیا او مسلسلا تاریخیا او درامیا وغیره.. حیث یعتمد معظم المخرجین والمنتجین علي بیع أعمالهم الي قنوات لبنانیة وعربیة مختلفة.
ووصف فخر الدین فی الوقت نفسه صالات ودور العرض السینمائیة فی لبنان بأنها من الأفضل علي الصعید العالمی، مبینا انه فی الوقت الحالی هناك 126 دار سینما مجهزة بأحدث أنظمة البث المرئی والمسموع فی لبنان، والتی قلما نعثر علی هكذا أجهزة متطورة وتقنیة فی بلد عربی آخر.
وقال انه فی هذه الصالات یتم عرض أحدث الافلام السینمائیة العالمیة بشكل متزامن مع الترجمة العربیة واللغة الأصلیة للفیلم المعروض.
واضاف انه عدد الممثلین اللبنانیین ذكوراً واناثا یتراوح ما بین ٦٠٠ الي ١٠٠٠ ینشط منهم حالیاً حوالی ١٥٠ ممثلا و 50 إلي 60 مخرجا فی اطار 10 إلي 12 شركة إنتاج أفلام فی لبنان، كما أنه یوجد فی لبنان نقابتان للسینمائیین والفنانین تتنافسان فیما بینهما من أجل حمایة حقوق السینمائیین والممثلین فی هذا البلد.
الممثل مهدی فخرالدین الذی كان قد شارك أیضاً فی المسلسل الایرانی (ساخت ایران - بطولة محمد رضا گلزار وأمین حیائی واخراج محمد حسین لطیفی) كممثل ومدیر انتاج، اعتبر أن بعض الانتاجات السینمائیة فی لبنان واقعة تحت اختیار اشخاص لا یتماشون مع بعض السیاسات ورؤي الأغلبیة القاطنة فی هذا البلد وبالتالی فانهم یستخدمون نفوذهم فی بعض الانتاجات السینمائیة اللبنانیة لتزویر بعض الحقائق التی لا تتماشی مع محورهم السیاسی بل انها تقف فی بعض الأحیان بشكل علنی لاعلان سیاسة حزبها وتمجید من وضع یده بید العدو الاسرائیلی، وعلي هذا الاساس فان التعاون السینمائی المشترك بین إیران ولبنان ضروری وواجب من اجل نقل الصورة الواقعیة والحقیقیة لتاریخ محور المقاومة وانجازاته.
كما أكد فخر الدین علي ضرورة إنتاج الأفلام من قبل جمیع المؤسسات الرسمیة والخاصة وابراز عناصر القوة لحركة المقاومة فی لبنان، مردفا إن مثل هذه الانتاجات لا تستحوذ علي حیز من الاهتمام بل ان الوضع الاقتصادی الصعب قد زاد الطین بلة وقد نقول بأنه تم التخلی عنها تماما خلال السنوات الأخیرة لذا یجب تعزیزها مرة أخري.
واعتبر أهمیة الجبهة الثقافیة بانها موازیة للجبهة العسكریة قائلاً: قد تتقدم الجبهة الثقافیة علي الجبهة العسكریة أحیانا، ونحن بحاجة إلي إیلاء المزید من الاهتمام لهذا القطاع اكثر من القطاعات الأخري.
ولفت الي انه علي الرغم من هزیمة الولایات المتحدة فی فیتنام إلا أنها دائماً ما تظهر فی افلامها الهولیودیة نصراً من هنا وكذباً وخداعاً وتزویراً للحقائق والتاریخ من هناك وهذا هو اللب الأساسی فی الغزو الثقافی والذی یجب أن نلتفت الیه بشكل أكبر لاستخدامه فی الوجه الصحیح.
وقال: نحن حققنا انتصارات عدة ضد المحتلین الصهاینة فی جنوب لبنان وضد التكفیریین الارهابیین فی شرقه، وهزمناهم هزیمة تاریخیة، وبامكاننا استخدام القدرة السینمائیة من اجل عرض هذه الانتصارات الحقیقیة غیر المبالغ فیها وتخلیدها لشعوب العالم، لا ان نتقاعس فی هذا الصدد.
الفنان مهدی فخرالدین الذی شارك فی بطولة مسلسل (بوح السنابل - رمضان ٢٠١٨) ختم قائلاً: هناك العدید من الانتصارات العربیة أیضاً والتی لا تشوبها شائبة ضد العدوان فی دول مثل العراق والیمن وسوریا، مؤكدا علي ضرورة إنتاج العدید من الأفلام والمسلسلات التی تحفظ لنا حق هذه الانجازات.
وقد تخرج مهدی فخر الدین من جامعة طهران فی فرع تصمیم الجرافیك وله المام كامل باللغة الفارسیة.
انتهي ** 1837
الصفحة الرئيسية / دولية / ممثل لبنانی: السینما اللبنانیة بحاجة الي السینما الایرانیة من أجل تصویر انجازات المقاومة
تحقق أيضا
النخالة : سنقاتل العدو الصهيوني حتى تسقط أحلامه وأوهامه
جاء ذلك في كلمة النخالة، امس الأربعاء، خلال مشاركته بمؤتمر "القدس أقرب" في العاصمة طهران، …