عملية أبو ليلي أربكت حسابات العدو الصهيوني بثلاث مراحل حيث بدأ بطعن مستوطن والاستيلاء علي سيارته وسلاحه، ثم الهجوم بإطلاق النار علي مجموعة من الجنود والمستوطنين، مما أدي إلي مقتل اثنين منهم وإصابة ثالث بجروح خطيرة، قبل مغادرته المكان.
منزل عائلة الشهيد بقرية الزاوية غرب محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية بات يكتظ بالمهنئين وملامح وجه والدة عمر اتسمت بالهدوء باستشهاد نجلها أبو ليلي الذي اطلق عليه الفلسطينيون بـ 'رامبو فلسطين'.
عمر فاجأ الجميع في تنفيذه بعملية نوعية فاجأت اهله والفلسطينيين حيث قالت والدة الشهيد ولاء أبو ليلي 37 عاماً:' ابني فاجأ الجميع في العملية, حينما كان بيننا لم أتوقع يوما ان يدور برأسه مثل هذه العملية البطولية, ابني بطل وكل شباب فلسطين حيكونوا مثل عمر ان شاء الله'.
العملية التي أدخلت السرور علي أمهات الشهداء والأسري وكل بيت اكتوي بنار هذا المحتل الغاصب للأرض الفلسطينية، حيث اطلقت عائلة فلسطينية اسم عمر أبو ليلي علي مولوده تيمناً بالشهيد, كما تم اطلاق اسم عمر علي الشارع الذي حدثت به العملية.
وتضيف والدة الشهيد ' عند سماعي وجود اشتباك في عبوين مساء الثلاثاء الماضي بقيت علي أعصابي ولدي سماعي نبأ استشهاد ابني زغردت وهذه أول مرة أزغرد بها بحياتي'.
وتصف والدة الشهيد نجلها بأنه هادئ وخلوق، وتقول 'لأول مرة لم أره عند مغادرته سلم علي جدته وغادر, لكنني ظننت أنه ذهب للجامعة أو العمل لم أكن أتوقع انه سيخرج لتنفيذ عملية'.
وبحسب والدة الشهيد 'كان ينصب اهتمام عمر علي إكمال تعليمه وامتهان تركيب وصناعة الألمنيوم، إنه شخص واع ويقوم بالعمل الذي يريده عن قناعة، ويبدو أنه اختار الشهادة'.
وتستذكر والدة الشهيد آخر أيام حياة ابنها أن وجهه كان يشع نورا لم تكن تعاد عليه من قبل وكان يبيت في حضنها ويطلب من والدته أن تداعب له شعره, لعله كان يحس بقرب الفراق.
وتضيف أن 'دمعة عمر كانت قريبة يحزن علي الغريب والقريب.. وكان انسان اجتماعي'.
وكان الاحتلال اعتقل والده أمين أبو ليلي الذي فوجئ بإبلاغه أن عمر هو منفذ عملية سلفيت.
وقال للمحققين الصهاينة 'إن ابنه ليس منتميا لأي فصيل فلسطيني، وغير ناشط سياسياً، لكنهم قالوا له إن عمر أصبح 'رامبو'.
واضف والده 'أنه شخص محبوب وصاحب أخلاق عالية.. لم ينقصه مال ولا حب ولديه سيارته الخاصة، وهو طالب جامعي مجتهد ولديه طموحات كثيرة'.
وكان بيت العائلة خلال الأيام الثلاثة الماضية مسرحا لاقتحامات عسكرية عديدة، وأعلن الاحتلال نيته هدم المنزل بعد أخذ قياساته وتحطيم محتوياته.
ورغم إعلان اغتياله، فإن العائلة لم تتلق اتصالا رسميا من الاحتلال، كما لم يستدع والده للتعرف علي جثمانه كما يحدث في حالات الإعدام لمطاردين فلسطينيين.
وفي المنزل الذي أعلن الاحتلال اغتيال الشاب داخله بقرية عبوين شمال رام الله، لا زال أصحاب البيت والجيران في صدمة من الدمار الذي حل في البناء القديم غير المأهول.
وكان جيش الاحتلال بالتعاون مع جهاز الشاباك (المخابرات) أعلن أن معلومات استخبارية وصلت عن مكان اختباء منفذ عملية سلفيت مساء الثلاثاء الماضي.
واعترف الاحتلال أن عمر أبو ليلي رفض تسليم نفسه وأطلق النار باتجاه القوة الخاصة التي حاصرته من السلاح الذي غنمه في بداية تنفيذه عملية سلفيت.
انتهي **387** 2342