
وقال الكندي في حديث خاص ومفصل مع مراسل "ارنا" في بغداد : "كان العام2020 عام مختلف، وكانت بدايته ليس كبداية كل الاعوام، فمع الايام الاولى من العام 2020 اظهر ترامب قمة التهور والرعونة والخروج عن المتعارف عليه في سياق التعامل ما بين الدول، وذلك عندما ارتكب الجريمة الكبرى باستهدافه لقائدي النصر الجنرال قاسم سليماني والقائد ابو مهدي المهندس".
وأضاف، ان "هذه الجريمة النكراء التي اقدم عليها ترامب تم تشخيصها من قبل الامم المتحدة بانها جريمة غير اخلاقية وغير انسانية فاستهداف الشهيدين بضربة جوية بطائرات مسيرة كانت خارج سياق الاحداث وخارج سياق التوقعات كونها منافية للقواعد الاخلاقية والاعراف والقوانين الدولية".
واشار الكندي الى انه "لم تكن هذه الضربة حدثا عابرا فقط بل اثارت الكثير من الامور، اولا- وعلى المستوى العراقي اظهرت لاول مرة تلاحم العراقيين فحالة التلاحم التي ظهر عليها الشعب العراقي في ادانته لهذه الجريمة النكراء اذهلت العالم وبالذات الولايات المتحدة الامريكية".
وتابع، ان "الشعب العراقي خرج بمظاهرة مليونية غير مسبوقة هي الاكبر في تاريخ العراق، لم يشهد العراق على مر التأريخ تشييعا كالذي جرى في بغداد والمراقد المقدسة والمحافظات العراقية فقد تم تشييع جثمان الشهيدين ورفاقهما من قبل ملايين العراقيين واستمر هذا التشييع لعدة ايام".
ولفت الى ان "البرلمان العراقي بدوره أصدر قرارا بعد هذه الجريمة وهو القرار الاجرأ او الاكبر والاقوى باخراج القوات الاجنبية من العراق وفي مقدمتها القوات الامريكية، وهذا القرار لم يبق اي مسوغ قانوني لبقاء الامريكان في العراق حتى مع اكاذيبهم التي كانوا يطرحونها".
واستطرد قائلا "شاهدنا ايضا بعد ذلك في يوم 24 / 1 من عام 2020 تظاهرة مليونية خرج بها الشعب العراقي تاييدا لقرار البرلمان القاضي بخروج القوات الاجنبية من البلاد، وكانت هذه التظاهرة ايضا مليونية ومن التظاهرات الاكبر في تاريخ العراق".
وأوضح الكندي انه "على مستوى المواجهة مع الامريكان وفي سياق الرد على هذه الجريمة، كانت الصفعة التي وجهتها الجمهورية الاسلامية للامريكان من خلال قصف صاروخي عنيف لقاعدة عين الاسد في الانبار، وكانت هذه هي المرة الاولى التي تقهر فيها امريكا وتهان بعد الحرب العالمية الثانية وتقف عاجزة ذليلة ولا تستطيع ان ترد".
وذكر، انه "ايضا كان هناك قرار معلن، هو القرار الذي اعلنه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، واعلنته محاور المقاومة والممانعة وايضا اعلنته المقاومة الاسلامية في العراق، وهو ان لا بقاء للامريكان في العراق والمنطقة بكاملها وفاء لدماء القادة الشهداء".
وأكد على ان "المقاومة الاسلامية عملت على هذا الامر وقامت بعد ذلك بتوجيه ضربات موجعة للامريكان اجبرتهم مع الانتخابات الامريكية ان يتوسلوا لتكون هناك هدنة الى فترة الانتخابات ووافقت المقاومة الاسلامية بوساطة شخصيات سياسية عراقية واشترطت بان لا يكون هناك تسويف ولا عدوان خلال هذه الهدنة".
وحول الادعاءات الامريكية بنيتهم الخروج من العراق، علق الكندي قائلا "اليوم المقدمات تقول بان الامريكان يريدون ان ينسحبوا من العراق وهذا الامر كله بالنسبة للمقاومة الاسلامية لن يكون مقبولا الا بخروج اخر جندي امريكي من العراق وان لايعودوا الى احتلال العراق لا بعدوان كالذي استهدف الشهداء القادة ولا حتى بسرقتهم للمظاهرات المطلبية العراقية".
وفيما يتعلق بالتظاهرات المطلبية التي شهدها العراق عام 2020 ودور السفارة الامريكية في هذه التظاهرات قال "لقد عمل الامريكان ومن خلال سرقتهم للتظاهرات المطلبية الاطاحة بحكومة عادل عبد المهدي التي لم تكن راضخة للامريكان بالعقوبات ضد الجمهورية الاسلامية او بخياراتها الاقتصادية نحو الصين ولهذا عمل الامريكان على سرقة التظاهرات واسقاط حكومة عبدالمهدي"، مؤكدا "الامريكان فشلوا في اختراقهم للتظاهرات فهم كانوا يخططون لوضع سياسي يؤسس الى احتلال جديد للعراق من خلال اختراقهم للتظاهرات".
وعلى مستوى المنطقة ايضا ذكر الكندي ان "الامريكان فشلوا في ان يحققوا شيئا في سوريا وفي لبنان واليمن، فمحور المقاومة يتقدم، السوريون يتقدمون في تعزيز الامن وتعزيز سيادتهم على بلدهم وفي تجاوز الاخطاء والكوارث التي قام بها الامريكان والداعمين لهم في سوريا".
وعلى مستوى لبنان اشار الى انه "برغم التدخلات الامريكية واستغلال تفجير المرفأ البحري في بيروت والذي كان يراد منه اسقاط الحكومة واحداث تغيير سياسي في لبنان الا ان الامور لم تتغير والمقاومة الاسلامية في لبنان بقيت متمكنة وراسخة على المستوى الامني والسياسي".
وشدد على ان "المقاومة في اليمن تحقق اليوم الانتصار تلو الانتصار وسيشهد العالم عن قريب جدا هزيمة تحالف آل سعود المدعوم من قبل امريكا، وان الشعب اليمني اصبح اليوم يميز وعن كثب الصديق من العدو".
وفيما يتعلق بفلسطين ودور المقاومة في احباط المخططات الامريكية هناك اعتبر الكندي ان "المخططات الامريكية قد فشلت على مستوى فلسطين ايضا، بل كان هناك تعزيز في عام 2020 لقدرات المقاومة الفلسطينية التي تظهر يوميا بانها قادرة على مواجهة الصهاينة و ان معادلة الرعب المتبادل هي اليوم بيد الفلسطينيين بدرجة كبيرة جدا".
ولفت رئيس مجموعة النبأ الى ان "الحدث الاكبر في عام 2020 هي قضية التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، فرغم ان امريكا دفعت بعملائها وادواتها في اعلان التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الا ان هذا الامر فشل بصورة كبيرة في ان ينسحب على باقي دول المنطقة ما ادى الى فشل (صفقة القرن) بدرجة كبيرة الى درجة ان هذا الاعلان اصبح نشازا ومستهجنا لدرجة كبيرة".
وأضاف "ماقامت به الامارات والبحرين او حتى ما قامت به السودان والمغرب لم يكن جديدا فهذه الدول كلها كانت مطبعة مع الكيان الاسرائيلي لكن كانت مسالة الاعلان عن هذا التطبيع هي المؤجلة، اما على مستوى المنطقة فقد فشلت صفقة القرن فشلا ذريعا".
وأوضح ان "العراق كان محورا مهما جدا في افشال صفقة القرن وما نشهده الان من تركيز الضغط على العراق اقتصاديا وسياسيا هو محاولة لجر العراق نحو دول التطبيع ولهذا دفع العراق الى ان يقيم اتفاقات اقتصادية وسياسية مع مصر والاردن وابعاده عن الصين".
وعلى المستوى العالمي قال الكندي "شهد عام 2020 الحدث الابرز وهو covid 19 اي كورونا، التي هي الفيروس الذي ارعب العالم وتسبب في توقف الحركة في الكثير من بلدان العالم و ايضا تسبب بخسائر كارثية لعلها الاكبر في التاريخ".
وتابع، ان "فيروس كورونا اثر بشكل كبير على الدول الاوروبية التي لم تكن مستعدة بصورة جيدة لمواجهة هذا الفيروس ولهذا هي ذهبت بعد نسبة وفيات كبيرة الى حصانة القطيع اما التأثير الاكبر فكان في امريكا التي اكتشف العالم كذبة النظام الصحي الامريكي واكذوبة القدرة الامريكية على مواجهة الازمات".
واضاف "شاهدنا كيف كان الامريكان اضعف من ان يواجهوا covid 19 وكانت اداره ترامب هي الاضعف في هذه المواجهة وهذا كان عاملا من العوامل الاساسية التي اظهرت فشل ترامب وفشل السياسة الخارجية والفشل في الحفاظ على هيبة امريكا وقوتها والتي ساهمت في ان تصل الامور في امريكا الى ان يسقط تراب انتخابيا بخسارة كبيرة هي الاكبر على مستوى تاريخ الانتخابات الامريكية".
وأعتبر الكندي ان " هزيمة ترامب في الانتخابات الامريكية اعطت درسا كبيرا وهذا الدرس ربما فهمه العالم والسياسيون بالذات كونه يحمل معطيات كثيرة، ربما البعض لم يتوقعه وهو ان محور المقاومة وقد قالها الامام الخامنئي وكذلك السيد حسن نصر الله، قالوا في وقت مبكر بعد اسبوع واحد من بداية عام 2020 و بعد ايام من استهداف الشهداء القادة، قالوا بان الجمهوريين سيخسرون الانتخابات وان ترامب سيهزم لانه كان يتصور بفعلته هذه بانه سيحقق نصرا انتخابيا".
مشددا على ان "امريكا خرجت من عام 2020 هي ليست امريكا ترامب التي كانت تظهر العداء للجميع وبايدن يحاول ان يلملم ما سببه ترامب من اساءات الى العالم ولكن يقينا ان امريكا ليست امريكا اليوم".
وأكد على ان "العقوبات التي فرضتها امريكا على الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني هي عقوبات غير مسبوقة ولكن الجمهورية الاسلامية استطاعت ان تتعامل مع هذه العقوبات رغم شدتها وقسوتها"، مشددا "اليوم الموقف السياسي الصامد للجمهورية الاسلامية يجعلها هي التي تحدد مسارات العودة الى "5+1" في التزامات امريكية اكبر وضمانات ثابتة على مستوى ان لاتعود امريكا وتنقض باي عهد جديد، لعل هذا هو المشهد الابرز الذي يقول ان عام 2021 سيكون فيه محور المقاومة اكثر رسوخا وهو اكثر ثباتا على مستوى المواجهة مع الامريكان".
ووصف الكندي الاوضاع في امريكا وهي تودع عام 2020، "الامريكان يودعون عام 2020 وهم في حال انتقال وفي حال تخبط، ومحاولات لتصحيح اخطائهم في عهد ترامب وتحسين صورة امريكا واعادتها الى موقع يليق بها كدولة كبرى بعد ان تشهوت صورتها بشكل كامل".
وختم حديثه قائلا "عام2020 حمل آلاما كبيرة على مستوى اخبار المقاومة بفقدان قائدين كبيرين هما الجنرال سليماني والحاج المهندس وفقدان عالم نووي كبير وهو الشهيد محسن فخري زاده لكن هذا الامر يقينا سيجعل محور المقاومة اكثر قوة وارادة وعزيمة، مذكرا "وهنا نستحضر في نهايه عام 2020 ما قاله الامام الخميني "قدس" (اقتلونا فان شعبنا سيعي اكثر) فاليوم شعوب المنطقه ستعي اكثر لمواجهة المخططات الاستعمارية وستكون بالنتيجة صاحبة القدرة والاقتدار وتمتلك الخيارات في قبالة التخبط والتراجع الامريكي".
انتهى ع ص ** 2342
IRNA Arabic