وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أنه 'علي إثر الاتهامات التي وجهتها السلطات المغربية تحمل الجزائر مسؤولية محاولة مزعومة لرعايا سوريين دخول التراب المغربي بطريقة غير قانونية من الجزائر، استقبل سفير المملكة المغربية الأحد بوزارة الشؤون الخارجية، وأبلغ بالرفض القاطع لهذه الادعاءات الكاذبة والتأكيد له الطابع غير المؤسس تماما لها'.
وأكدت الخارجية الجزائرية أن 'هذه الادعاءات لا ترمي سوي للإساءة إلي الجزائر'، واصفة إياها 'بالفظاظة'، وأنها 'ممارسات غريبة عن أخلاقها وتقاليد الكرم والضيافة التي تتميز بها'.
في هذا الصدد ذكرت الخارجية الجزائرية بأن الجزائر 'لم تتخلف يوما عن واجبها في التضامن الأخوي إزاء الرعايا السوريين الذين استفاد ما لا يقل عن 40 ألف منهم من ترتيبات توفر لهم تسهيلات في مجال الإقامة والتمدرس والاستفادة من العلاج الطبي والسكن وممارسة نشاطات تجارية'، مؤكدة أن 'روح التضامن نفسها تطبع نوعية الاستقبال وظروف الإقامة التي تخصصها للرعايا من بلدان جارة شقيقة وبلدان أخري من القارة الإفريقية'.
وأوضحت الخارجية الجزائرية أن 'السلطات الجزائرية المختصة لاحظت، في الساعة الثالثة و55 دقيقة من صباح يوم 19 نيسان / أبريل الماضي، بمنطقة 'بني ونيف' بمحافظة 'بشار' (1200 كيلومتر جنوب غرب العاصمة الجزائرية بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية)، محاولة طرد 13 شخصا منهم نساء وأطفال قادمين من التراب المغربي نحو التراب الجزائري. وفي اليوم نفسه في الساعة الخامسة و30 دقيقة مساء بالمركز الحدودي نفسه نقل موكب رسمي للسلطات المغربية 39 شخصا آخر منهم نساء وأطفال، قصد إدخالهم بطريقة غير شرعية إلي التراب الجزائري'.
وبحسب الخارجية الجزائرية، فإن هذا النوع من الممارسات من السلطات المغربية ليس جديدا،، مؤكدة أن هناك 'أحداثا غير قانونية مماثلة بشكل متكرر تمس رعايا من بلدان جنوب الصحراء الذين يتعرضون غالبا إلي عمليات تحويل غير قانونية نحو التراب الجزائري'.
وأكدت الخارجية أن الجزائر ومن منطلق روح المسؤولية امتنعت دوما عن إعطاء بعد سياسي وتغطية إعلامية لأعمال مبيتة ومتكررة من هذا النوع تصدر عن المغرب'، مستطردة أنها 'تتأسف كثيرا لنزوع السلطات المغربية بشكل مفرط لاستغلال مآسي إنسانية لغرض دعاية عدائية'.
وأكدت الخارجية الجزائرية أن الادعاءات المغربية الصادرة عن وزارتين مغربيتين في حق الجزائر، وتصريحات أخري صادرة عن سلطات رسمية محملة باتهامات كاذبةـ تضاف إلي حملات إعلامية جامحة ضد الجزائر ومسؤوليها السامين نابعة من إستراتيجية توتر تتعارض مع مقتضيات حسن الجوار بين البلدين'.
ووصفت الخارجية الجزائرية أن هذه الاستراجية من المغرب تعتبر 'هروبا إلي الأمام'، محملة المملكة المغربية من مسؤولية الانسدادات التي يعرفها الفضاء المغاربي بالنسبة إلي شعوب المنطقة وكذا التاريخ'.
من جهتها أدانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري 'سعيدة بن حبيلس'، في تصريح لها، ما وصفته 'المناورة المغربية'، إنها 'تأسف لاستغلال الآخرين وخاصة ملف اللاجئين لأغراض سياسية'، مؤكدة أن 'ما يقوم به المغرب أبشع استغلال لكرامة الإنسان'.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية استدعت في وقت سابق من نهار الأحد سفير الجزائر في الرباط للتعبير عن قلقها لما وصفته 'محاولة 54 سوريا دخول البلد بشكل غير شرعي قادمين من الجزائر'.
وقالت وزارة الخارجية المغربية إن '54 سوريا حاولوا دخول المغرب عبر مدينة 'فجيج' الحدودية التي تحيط بها الجبال بين 17 و19 نيسان / أبريل، متهمة 'الجزائر بإجبارهم علي العبور إلي المغرب'. وجاء في بيان الوزارة الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أن 'علي الجزائر تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية في هذا الوضع'.
انتهي *472 ** 2342
www.irna.ir