
وزارة الصحة اليمنية وتقارير المنظمات التابعة للامم المتحدة والمستقلة ، كشفت عن مقتل 180 شخصا علي الأقل جراء الإسهال الحاد منذ 27 من أبريل نيسان الماضي ، وأن هناك 11 ألف حالة أخري يشتبه بإصابتها بالكوليرا في أنحاء اليمن.
وزارة الصحة اليمنية أعلنت حالة طوارئ في العاصمة صنعاء وطلبت المساعدة الدولية لتجنب وقوع كارثة ، ونقلت وكالة سبأ عن محمد سالم بن حفيظ وزير الصحة قوله ان وباء الكوليرا يتجاوز قدرات أي نظام صحي متعاف، اذ يجري تسجيل ما بين 500 إلي 600 حالة إصابة بالكوليرا من قبل المستشفيات اليمنية، والمراكز الصحية التي جري اقامتها علي عجل لمواجهة هذا الوباء ، وإنه قد تم إطلاق نداء استغاثة خلال الفترة الماضية لطلب 22 مليون دولار إلا أن المجتمع الدولي لم يتجاوب حتي اللحظة ، كما طالب بفتح مطار صنعاء والسماح بدخول الادوية ، وسفر المرضي الذين يحتاجون للعلاج في الخارج.
ما تبقي من المراكز الصحية في العاصمة صنعاء أضحت عمليا عاجزة عن استقبال المزيد من المرضي ، الذين تكدست بهم ارض وممرات هذه المراكز ، الامر الذي يكشف عن جانب من حجم الكارثة والمعاناة التي يعيشها المواطنون اليمنيون ، في ظل نفاد مخزون الادوية والعقاقير لوزارة الصحة ، بسبب الحصار الخانق المفروض علي اليمن منذ اكثر من عامين ، وتدمير مصانع الادوية خلال الحرب ومنع استيراد الادوية من الخارج.
مصادر الامم المتحدة ذكرت ايضا ان نحو 17 مليونا من بين سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليونا يواجهون نقصا في الغذاء وثلثي السكان ليس لديهم مصدر آمن لمياه الشرب ويعاني ثلاثة ملايين طفل علي الأقل من سوء تغذية حاد ، حيث يموت طفل يمني كل 10 دقائق ، كما نزح الملايين عن ديارهم خلال أكثر من عامين من الحرب التي دمرت معظم البنية التحتية لليمن.
يبدو ان النداءات التي اطلقتها السلطات اليمنية في صنعاء لم تجد اذانا صاغية في اروقة الامم المتحدة بسبب عدم وجود رغبة لدي الجهات الدولية والاقليمية التي تقف وراء الحرب المفروضة علي الشعب اليمني ، لوقف هذه الحرب ، او علي الاقل السماح بفتح مطار صنعاء لتسهيل دخول الأدوية ، وسفر المرضي الي الخارج للعلاج ، او التخفيف عن الحظر الشامل المفروض علي الشعب اليمني والذي طال حتي حليب الاطفال ومياه الشرب.
ان اليمن يدخل وبسرعة الي حال الكارثة ، وما يترتب عن هذا الحال من مأساة انسانية كبري ، سيكون وصمة عار لا تمحي علي جبين الانسانية ، التي وقفت صامتة وهي تري اطفالا بعمر الورود يتخطفهم الموت والجوع والمرض والكوليرا والصواريخ والخوف من احضان امهاتهم ، بذرائع هي ابشع من الوسائل التي قتلوا بها ، لذا علي المجتمع الدولي وعلي المنظمات الانسانية المستقلة وغير المرتبطة بالقوي الكبري ، وعلي الاحرار في العالم ، ان يضغطوا من اجل ايقاف هذه الجريمة الكبري والعبثية التي ترتكب بحق الانسانية في اليمن ، وهي جريمة يتحمل حتي الصامتين مسؤولية كبري في وقوعها ، فعلي الجميع ان يكسروا الصمت ويرفعوا الصوت عاليا من اجل انقاذ ما تبقي من مظاهر الحياة في اليمن.
المصدر: شفقنا
إنتهي**1110**1369
www.irna.ir